الدكتور فاضل حسن شريف
1501- جاء في کتاب الحديث النبوي بين الرواية والدراية للشيخ جعفر السبحاني: إنّ مسألة الفداء، أي أخذ شخص محل شخص آخر يوم القيامة، فكرة غريبة تسرّبت إلى أحاديث أبي موسى الاَشعري، وقد اتضح ذلك من خلال استعراض الرواية السابقة، وثمة روايات أُخرى نقلها مسلم عنه نأتي بنصها: 1. روى مسلم، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: إذا كان يوم القيامة دفع اللّه عزّوجلّ إلى كلّ مسلم يهوديّاً أو نصرانيّاً، فيقول: هذا فكاكك من النار. 2. أخرج مسلم، عن عون وسعيد بن أبي بردة، انّهما شهدا أبا بردة يحدِّث عمر بن عبد العزيز، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: لا يموت رجل مسلم إلاّ أدخل اللّه مكانه النار يهوديّاً أو نصرانيّاً، قال: فاستحلفه عمر بن عبد العزيز باللّه الذي لا إله إلاّهو ثلاث مرّات أنّ أباه حدثه عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: فحلف له. 3. أخرج مسلم، عن أبي بردة ،عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: يجيىَ يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال فيغفرها اللّه لهم ويضعها على اليهود والنصارى، فيما أحسب أنّه قال: أبو روح لا أدري ممن الشك، قال أبو بردة: فحدثت به عمر بن عبد العزيز، فقال: أبوك حدثك هذا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ قلت: نعم. يظهر من الرواية الاَخيرة انّ عمر بن عبد العزيز وغيره كانوا شاكين في صحّة هذا الحديث مهما صحّ سنده. نعم تعجّب أبو روح (وقال: لا أدري ممن الشك) أقول منشأ الشك هو انّ هذه الروايات مخالفة للذكر الحكيم كما أوعزنا إليه ولاَنّ الناس يجزون بأعمالهم لا بأعمال غيرهم قال سبحانه: "وما تُجْزَوْنَ إلاّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُون" (الصافات 39) قال سبحانه: "يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوماً لا يجزي والِدٌ عَنْ وَلَدِه وَ لا مَولُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ وَالِدِه شَيئاً" (لقمان 33). وقال سبحانه: "فَالْيَومَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلا تُجْزَونَ إِلاّما كُنْتُمْ تَعْمَلُون" (يس 54) إلى غير ذلك من الآيات الصريحة في أنّ كلّ إنسان مرهون بعمله.
1502- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَيَّانَ عَنْ أُمِّ جَعْفَرِ بِنْتِ جَعْفَرٍ امْرَأَةِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ أَنَّهَا حَدَّثَتْهَا: أَنَّهَا كَانَتْ تَغْزُو مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَتْ قُلْتُ يَا جَدَّةِ مَا كُنْتِ تَصْنَعِينَ؟ قَالَتْ كُنْتُ أَخْرِزُ السَّقَّاءَ وَ أُدَاوِي الْجَرْحَى وَ أَكْحُلُ الْعَيْنَ وَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم صَلَّى بِنَا الْعَصْرَ وَ انْتَبَأَ قَبْلَ أَنْ سَلَّمَ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ وَ أَخْبَرَ عَلِيّاً عليه السلام وَ قَدْ كَانَ دَخَلَ وَ لَمْ يَكُنْ أَدْرَكَ أَوَّلَهَا فَلَمَّا أَبْصَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم وَ قَدْ طَالَ ذَلِكَ مِنْهُ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ فَقَالَ لَهُ يَا عَلِيُّ مَا صَلَّيْتَ قَالَ لَا كَرِهْتُ أَطْرَحُكَ فِي التُّرَابِ فَقَالَ النَّبِيُّ اللَّهُمَّ ارْدُدْهَا عَلَيْهِ فَرَجَعَتِ الشَّمْسُ بَعْدَ مَا غَرَبَتْ حَتَّى صَلَّى عَلِيٌّ عليه السلام.
1503- جاء في شبكة المعارف الاسلامية الثقافية: علامات النبوة: سمعت خديجة بنت خويلد، وهي من أشراف قريش، سمعت بما يتمتع به محمد بن عبد الله، من الصدق والأمانة والأخلاق العالية، فأعجبت به، وودّت لو يبادلها محمد هذا الشعور، فدعته إلى الذهاب في تجارتها إلى الشام. لقاء أجر يعادل ضعفي ماكانت تعطيه للآخرين، فقبل محمد واتّجر لها، فنجحت الرحلة نجاحاً باهراً، وانتهى الأمر بعدها بزواج محمد من خديجة. ورغم أن خديجة بنت خويلد كانت على أبواب الأربعين من عمرها، فيما كان محمد في ريعان الشباب، فإن زواجهما حقّق أروح تلاحم عاطفي أساسه الحب والاحترام المتبادل، وأثمر عدداً من الأولاد، ذكوراً وإناثاً، إذ ولد لهما القاسم، وبه كان محمد يكنى، ثم إبراهيم، وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وعبد الله وفاطمة. ولكن مشيئة الله سبحانه قضت أن لايبقى منهم على قيد الحياة سوى فاطمة. بعد أن تزوج محمد تركزت شخصيته الاجتماعية، وتعززت وتجلّت يوم اختلاف القبائل في وضع الحجر الأسود، بعد إعادة بناء الكعبة المشرفة، إثر السيل الجارف والحريق اللذين تعرضت لهما.. فما أن طلع عليهم محمد حتى قالوا: هذا الأمين رضينا به حكماً بيننا.. وقصوا عليه ماهم فيه من الخلاف، فما كان منه إلا أن وضع الحجر في ثوب، ثم أمرهم أن تأخذ كل قبيلة منهم بطرف، ليرفعوا الحجر ويضعوه في مكانه فيكون الجميع مشتركين في وضعه. وبدأت علامات النبوة تظهر على محمد. فها هو ينقطع في غار حراء، شهراً كاملاً، من كل عام، يقضيه في التأمل والتفكر، بعيداً عن الصراعات القبلية والفساد. ولما بلغ الأربعين من العمر، أنزل الله سبحانه جبرائيل عليه السلام ليتلو على محمد صلى الله عليه وآله وسلم أول بيان من الرسالة الخاتمة: "إقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الانسان من علق * إقرأ وربك الأكرم * الذي علّم بالقلم * علّم الانسان مالم يعلم". كان لهذا البيان العظيم أثره في قلب حبيب الله وفيه نفسه، وهو الذي لم يتعلّم القراءة ولا الكتابة، فعاد إلى بيته، وتدثر في فراشه، فأنزل الله عليه البيان الثاني: "ياأيها المدثّر قم فأنذر وربك فكبّر وثيابك فطهر والرجز فاهجر". وهكذا كان الأمر الالهي للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم واضحاً بحمل الرسالة، والقيام بأعباء الدعوة إلى الله.
1504- عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: (قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله: شكا نبيّ من الأنبياء قبلي ضعفاً في بدنه إلى ربّه تعالى، فأوحى اللّه تعالى إليه: اطبخ اللّحم واللّبن فكلهما فإنّي جعلت القوّة فيهما).
https://telegram.me/buratha