الصفحة الإسلامية

الحسين عليه السلام يغزو العالم

172 2025-07-01

طاهر باقر

لقد غزى الامام الحسين عليه السلام قلوب ملايين البشر حول العالم، ممن لايعرفونه ولايعرفون بالتفصيل قضيته، لكنهم سمعوا بالقصة الموجعة لعبد الله الرضيع ونزيف دمه على يد ابيه المفجوع وربما سمعوا القليل عن شهامة ابي الفضل العباس والكفين اللتين قطعتا في طريق ايصال الماء الى الاطفال، هل يعقل ان تقطع يدي الفارس الذي حاول ايصال المياه لاطفال عطشى؟ جريمة لايرتكبها حتى اكثر الاشخاص وحشية في التاريخ !.

الجريمة الابشع في التاريخ في مقابل القضية الانسانية الاكبر في العالم، ليست هي المفارقة الوحيدة بل تشبه الى حد كبير مفارقة مواجهة ارذل خلق الله مع اتقى البشر واكثرهم نقاءا وصفاءا، وهي تشبه الصراع الفكري بين العبودية والانعتاق والحرية وهي تشبه ايضا النزاع بين ارقى القيم الاخلاق السامية وارذلها.

هذا السطوع الكبير يقدم اروع صورة مشهدية لتلك الفاجعة العظيمة، وهذا السطوع يساعد على ادراك القضية باقل من المشاعر الانسانية، وهذا ساهم في انتشار الامام الحسين عليه السلام في كل العالم وقفزت قضيته فوق الحدود الجغرافية والقومية والطائفية.

واذا ذهبنا الى تعليقات المتابعين على القصائد الحسينية التي يرددها خدام الامام الحسين عليه السلام من الرواديد نشاهد ان المسيحي والايزدي والسني والمصري والمغربي والتونسي وكثيرون غيرهم ممن يعلقون على تلك القصائد هم يمثلون التلاميذ في مدرسة الامام الحسين عليه السلام!

انظروا هل تجدون مدرسة متنوعة مثل مدرسة الامام الحسين عليه السلام التي تعلم الشهامة والانسانية بارقى صورها؟ مدرسة يخدم فيها المسيحي والايزدي والصابئي والسني الم تسمعوا بالمواكب التي ترفع نداء ياحسين بزيارة الاربعين العظيمة؟

لو ذهبت للطرائق وبقية المدارس ستلمس الكراهية والدموية والتكفير وفي مدرسة الحسين تلمس جمال الدين وتدرك انه الحب والعطاء وهو الانسانية اذهبوا الى زيارته في الاربعين وسترون اعظم مسيرة تشهدها الانسانية على طول التاريخ.

السطوع المبهر في هذه الزيارة لم تسمح للقلوب المريضة بفهمها واستيعاب حقيقتها ولذا تتكرر كل سنة عمليات التشويه لهذه الزيارة من قبل مجموعات منظمة تنشر صورا مشوهة وتلصقها بالزيارة لكن السطوع الى درجة من العظمة والكبر بحيث لاتسمح لمثل هذه التفاهات ان تؤثر على الصورة العظيمة التي تخلقها زيارة الاربعين في اذهان البشرية وليس المسلمين فقط.

والآن يجب ان نرتفع كمؤسسات الى مستوى قضية الامام الحسين عليه السلام لنوصل الى مستوى العالمية، فالامام الحسين عليه السلام هو ليس للشيعة فقط بل هو البطل الذي يمكن ان يكون الرمز للثوار في العالم، نحن لانبلغ فقط للمظلوم بل للبطل الذي يصنع حياة العزة والكرامة لكافة الشعوب في العالم.

مواكب التشبيه التي تنتشر في بلداننا فيها لغة فنية راقية بامكانها ان توصل بعض رسائل القضية الحسينية ويمكن تنظيم مثل هذه المواكب في بلاد العالم المختلفة وبنفس لغاتها الاجنبية حتى تكون اكثر تأثيرا، ومن خلال هذه المشاهد نحن نريد ان نوصل قضية هذا البطل لكافة شعوب العالم ، فمسألة الصراع بين الظالم والمظلوم هو صراع واسع لايقتصر على دين بحد ذاته ولا يتحدد بشعوب معينة.

الظلام في الشرق والغرب وهو يحاول ان ينشر سواده في كل مكان ويمنع نور الامام الحسين عليه السلام من الانتشار ، وهذا ليس له علاقة بدين او مذهب، ولذا تجد اليوم ان المظلومين في كل انحاء العالم هم محبون للامام الحسين عليه السلام كما هناك ظُلاما يبغضون الامام.

استخدام اساليب جديدة في الترويج لقضية الامام الحسين عليه السلام وعلى راسها الفن السابع كانتاج الافلام السينمائية حول قضية الامام الحسين عليه السلام هي مهمة كبيرة لانصار الحسين واتباعه ونحن نحتاج الى التمويل الكافي للقيام بمثل هذه الاعمال لان هناك شركات تنفذ كافة المشاريع الفنية ولايحتاج الامر غير اعداد سيناريو محبوك بما يشبه فيلم الرسالة وسنرى التأثير العالمي لهذا الفيلم.

يرتكب الكثيرون خطا عندما يظنون بموت الامام الحسين عليه السلام والبطل لايموت هو موجود في قلوب واذهان الناس ولديه القدرة على مخاطبة جميع البشرية بمختلف اللغات والافكار والعقائد فاللغة التي يستخدمها الابطال للتبليغ الى قضيتهم هي لغة اكثر تفوقا من لغة الكلام ولو بحثتم في وسائل التواصل الاجتماعي ستجدون ان الذين اقام الامام الحسين عليه السلام علاقة معهم هم لاينحصرون في لغة او حتى مذهب او دين فبين محبي الامام الحسين هناك المسيحي والصابئي والايزدي والسني والشيعي

السؤال هو انه كيف تمكن الامام الحسين عليه السلام من اقامة العلاقة مع كل هؤلاء الناس مع ان الفاصلة بينهما تقدر بالف واربعمئة عام ؟ هذه هي قدرة البطل التي لايستوعب الناس العاديون حدودها وابعادها على كافة المستويات، ولو عملنا فيلما بمستوى فيلم الرسالة يتحدث عن قصة الامام الحسين عليه السلام؛ كم من الناس سيتأثرون بلغة الامام وقصته؟ لاشك ان هذا العدد سيكون كبيرا لان الامام المهدي سيصدح باسم الحسين وبمبادئ قضيته عند الظهور وذلك بسبب شيوع هذه القضية على مستوى العالم وهذا الشيوع لم يكن عفويا انما هو امر مخطط له وينبع من مشروع ثقافي قوامه نشر القضية الحسينية عبر اساليب الفن الحديثة واهمها السينما.

نحن الشيعة لدينا القضية الحسينية وهي بحجم الكون ولابد ان نوسع قدراتنا لكي نتمكن من ايصال هذه القضية الى اسماع اكبر عدد من الناس وهذا مشروع يهدف الى نشر مبادئ الانسانية وقيم الصراع الابدي بين الظلام والنور وبين الحق والباطل وبين الظالم ولو تمعنتم جيدا ستجدون ان هذا الصراع يفوق المذهب والدين لانه هناك في معسكر المظلومين اليوم مسيحيون وسنة وشيعة وفي معسكر الظالمين هناك يهود ومسيحيين وكذلك مسلمين.

الامام المهدي سيقود معسكر المظلومين كافة لبسط العدل في العالم والتحشيد الاكبر الذي سيحصل لهذا المعسكر سيكون باسم الامام الحسين عليه السلام وتحت لواء قضيته العادلة.

بقلم : طاهر باقر

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك