الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في کتاب مسند الإمام المجتبى أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام للمؤلف عزيز الله عطاردي: احتجاج الإمام الحسن في الإمامة: عنه، روى سليم بن قيس قال: سمعت عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب قال: قال لي معاوية: ما أشدّ تعظيمك للحسن و الحسين، ما هما بخير منك، و لا أبوهما بخير من أبيك، و لو لا أنّ فاطمة بنت رسول اللّه لقلت: ما امك اسماء بنت عميس بدونها، قال: فغضبت من مقالته، و أخذني ما لا أملك، فقلت: أنت لقليل المعرفة بهما و بأبيهما، بلى و اللّه انهما خير منّي، و أبوهما خير من أبي و امّهما خير من امّي، و لقد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله، يقول فيهما و في أبيهما و أنا غلام فحفظته منه، و رعيته. فقال معاوية و ليس في المجلس غير الحسن و الحسين عليهما السلام و ابن جعفر رحمه الله و ابن عباس و أخيه الفضل. هات ما سمعت! فو اللّه ما أنت بكذاب، فقال انه أعظم ممّا في نفسك، قال: و إن كان أعظم من أحد و حريّ، فآته! ما لم يكن أحد من أهل الشام أما إذا قتل اللّه طاغيتكم، فرّق جمعكم، و صار الأمر في أهله و معدنه، فما نبالي ما قلتم و لا يضرنا ما ادّعيتم. قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول: أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن كنت أولى به من نفسه فأنت يا أخي أولى به من نفسه، و عليّ بين يديه في البيت و الحسن، و الحسين، و عمرو بن أمّ سلمة و اسامة ابن زيد، و في البيت فاطمة 3 و أمّ أيمن، و أبو ذرّ، و المقداد، و الزبير بن العوام، و ضرب رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله على عضده، و أعاد ما قال فيه ثلاثا، ثمّ نص بالإمامة على الأئمة تمام الاثني عشر.
عن البرقي باسناده، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: قال الحسن بن عليّ أبي طالب عليه السلام: جاء نفر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فقالوا في حديث سألوه عنه طويلا: يا محمد و أخبرنا لأيّ شيء وقّت اللّه الصلاة في خمس مواقيت، على أمّتك في ساعات اللّيل و النهار؟ قال النبيّ صلى اللّه عليه و آله: إنّ الشمس إذا صارت في الجوّ عند زوال الشمس لها حلقة تدخل فيها فاذا دخلت فيها زالت، فسبّح كلّ شيء ما دون العرش لوجه ربّي، و هي الساعة التي يصلى فيها علي ربّي. فافترض اللّه عليّ و على امتي فيها الصلاة، و قال: "أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ" (الاسراء 78) و هي الساعة التي يؤتى فيها بجهنّم يوم القيامة، فما من مؤمن وفّق له في تلك الساعة أن يقوم أو يسجد أو يركع إلّا حرّم اللّه جسده على النار، و أما صلاة العصر فهي الساعة التي أكل آدم من الشجرة، فأخرجه اللّه من الجنة، و أمر ذريته بهذه الصلاة إلى يوم القيامة، و اختارها لأمتي، فهي أحب الصلوات إلى اللّه، و أوصاني ربّي أن احفظها من بين الصلوات. و أمّا صلاة المغرب فهي الساعة التي تاب اللّه على آدم، و كان بين ما أكل من الشجرة و بين ما تاب عليه ثلاث مائة سنة من أيام الدنيا، و يوم من أيام الآخرة ألف سنة، و كان ما بين العصر إلى العشاء، فصلّى آدم ثلاث ركعات ركعة لخطيئته، و ركعة لخطيئة حواء، و ركعة لتوبته، فافترض اللّه هذه الثلاث الركعات على امتي، و هي الساعة التي يستجاب فيها الدعاء، و وعدني ربّي أن يستجيب لمن دعاه، فيها بالدعاء، و هي الصلاة التي أمرني ربي بها فقال: "فسبحان اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَ حِينَ تُصْبِحُونَ" (الروم 17). و أمّا صلاة العشاء الآخرة، فإنّ للقبر ظلمة، و ليوم القيامة، أمرني اللّه و امتي بهذه الصلاة في ذلك الوقت لينوّر القبر و الصراط، و ما من قدم مشت إلى صلاة العتمة إلّا حرّم اللّه صاحبها على النار، و هي الصلاة التي اختارها اللّه للمرسلين قبلي. و أمّا صلاة الفجر، فإنّ الشمس اذا طلعت تطلع على قرني شيطان فأمرني اللّه أن اصلّي في ذلك الوقت صلاة الفجر قبل طلوع الشمس من قبل أن يسجد لها الكفار، فتسجد امتي للّه و سرعتها أحبّ الى اللّه و هي الصلاة التي تشهد لها ملائكة الليل و ملائكة النهار. و صلّى آدم عليه السلام ثلاث ركعات ركعة لخطيئته و ركعة لخطيئة حواء و ركعة لتوبته، ففرض اللّه عزّ و جلّ هذه الثلاث ركعات على امتي و هي الساعة التي يستجاب فيها الدعاء، فوعدني ربّي عزّ و جلّ أن يستجيب لمن دعاه فيها، و هي الصلاة التي أمرني ربّي بها في قوله تبارك و تعالى: "فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَ حِينَ تُصْبِحُونَ" (الروم 17). و أمّا صلاة العشاء الآخرة فإنّ للقبر ظلمة و ليوم القيامة ظلمة أمرني ربّي عزّ و جلّ و امتي بهذه الصلاة لتنوّر القبر و ليعطيني و أمّتي النور على الصراط، و ما من قدم مشت إلى صلاة العتمة، إلّا حرّم اللّه عزّ و جلّ جسدها على الناس، و هي الصلاة التي اختارها اللّه تعالى و تقدّس ذكره للمرسلين، قبلي، و أما صلاة الفجر فإنّ الشمس اذا طلعت تطّلع على قرني الشيطان فأمرني ربي عزّ و جلّ أن اصلّي قبل طلوع الشمس صلاة الغداة و قبل أن يسجد لها الكافر لتسجد امتي للّه عز و جلّ و سرعتها أحبّ إلى اللّه عزّ و جلّ، و هي الصلاة التي تشهدها ملائكة اللّيل و ملائكة النهار.
جاء في باب الصوم: عن الصدوق، روي عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام أنّه قال: جاء نفر من اليهود الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله، فسأله أعلمهم عن مسائل فكان فيما سأله أنّه قال له: لأيّ شيء فرض اللّه عزّ و جلّ الصوم على امتك بالنهار ثلاثين يوما، و فرض اللّه على الامم أكثر من ذلك؟ فقال النبي صلى اللّه عليه و آله: إنّ آدم عليه السلام لما أكل من الشجرة بقي في بطنه ثلاثين يوما ففرض اللّه على ذريته ثلاثين يوما الجوع و العطش و الّذي يأكلونه باللّيل تفضّل من اللّه عزّ و جلّ عليهم، و كذلك كان على آدم عليه السلام، ففرض اللّه ذلك على امتي. ثم تلا هذه الآية "كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ" (البقرة 183) قال اليهوديّ صدقت يا محمد، فما جزاء من صامها؟ فقال النبيّ صلى اللّه عليه و آله ما من مؤمن يصوم شهر رمضان احتسابا إلّا أوجب اللّه تبارك و تعالى له سبع خصال. أولها يذوب الحرام في جسده، و الثانية يقرب من رحمة اللّه عزّ و جلّ، و الثالثة يكون قد كفر خطيئة آدم أبيه عليه السلام، و الرابعة يهون اللّه عليه سكرات الموت، و الخامسة أمان من الجوع و العطش يوم القيامة، و السادسة يعطيه اللّه براءة من النار، و السابعة يطعمه اللّه عز و جل من طيبات الجنّة قال: صدقت يا محمد.
https://telegram.me/buratha