الدكتور فاضل حسن شريف
قال الله سبحانه وتعالى في آيات قرآنية وردت فيها هشيم "وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا" ﴿الكهف 45﴾ هشيما: يابساً متفتتاً متغيراً بعد نضارة، و "إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ" ﴿القمر 31﴾ كهشيم: كاف حرف جر، هشيم اسم، كهشيم المحتظر: ما يسقط من قصب وشجر الحظيرة او مكان الماشية، والمحتظر هو صاحب الحظيرة.
وهنالك مثل في انتشار الاشاعة كالنار في الهشيم. جاء في مجمع البحرين للشيخ الطريحي: الهشيم: اليابس من النبت. وتهشم: تكسر. وهشمت الشئ: كسرته، ومنه سمي هاشم بن عبد مناف لأنه أول من هشم الثريد لقومه، واسمه عمرو. والهشم: كسر الشئ اليابس والمجوف وهو مصدر من باب ضرب. ومنه الهاشمة وهي الشجة التي تهشم عظم الرأس أي تكسره. قل علي عليه السلام: يذروا الرواية ذرو الريح الهشيم أي يسرد الرواية كما تنسف الريح هشيم النبت.
قال الله عز وجل عن يجتبي ومشتقاتها في آيات كريمة "وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا ۚ أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِّزْقًا مِّن لَّدُنَّا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ" ﴿القصص 57﴾، و "مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَـٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ" ﴿آل عمران 179﴾ يجتبي: يصطفي و يختار، و "وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ ۖ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ" ﴿الأنعام 87﴾ واجتبيناهم: الواو حرف عطف، اجتبي فعل، نا ضمير، هم ضمير، اجتبيناهم اي إخترناهم، و "وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا ۚ قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ مِن رَّبِّي ۚ هَـٰذَا بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" ﴿الأعراف 203﴾ اجتبي فعل، التاء ضمير، ها ضمير، اجتبيتها اي اخترتها و اصطفيتها، و "وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَىٰ أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" ﴿يوسف 6﴾، و "شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ ۚ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ" ﴿النحل 121﴾. وردت يجتبي ومشتقاتها في القرآن الكريم: يَجْتَبِي، وَاجْتَبَيْنَاهُمْ، اجْتَبَيْتَهَا، يَجْتَبِيكَ، اجْتَبَاهُ، وَاجْتَبَيْنَا، اجْتَبَاكُمْ، يُجْبَى، فَاجْتَبَاهُ.
في خطبة للامام جعفر الصادق عليه السلام: فلم يزل الله تبارك وتعالى يختارهم لخلقه من ولد الحسين عليه السلام من عقب كل إمام، ويصطفيهم لذلك ويجتبيهم ويرضى بهم عن خلقه ويرتضيهم. جاء في زاد المسير لابن الجوزي: أن الله لا يطلع على الغيب أحدا إلا أنه يجتبي من يشاء فيطلعه على ما يشاء. جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: ففي معنى الاجتباء جمع اجزاء الشئ وحفظها من التفرق والتشتت، وفيه سلوك وحركة من الجابى نحو المجبى فاجتباه الله سبحانه عبدا من عباده هو ان يقصده برحمته ويخصه بمزيد كرامته فيجمع شمله ويحفظه من التفرق في السبل المتفرقة الشيطانية المفرقة للانسان ويركبه صراطه المستقيم وهو ان يتولى امره ويخصه بنفسه فلا يكون لغيره فيه نصيب.
قال الله تبارك وتعالى كذلك عن يجتبي ومشتقاتها في آيات اخرى "أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَـٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا" ﴿مريم 58﴾، و "ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ" ﴿طه 122﴾، و "هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ" ﴿الحج 78﴾، و "يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ" ﴿سبإ 13﴾، و "شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ" ﴿الشورى 13﴾، و "فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ" ﴿القلم 50﴾.
قال الله عز من قائل عن سرمدا "قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاءٍ ۖ أَفَلَا تَسْمَعُونَ" ﴿القصص 71﴾ سرمداً: دائماً بلا انقطاع. أو مطَّرداً. و ليل سرمد: طويل. و السرمدي: ما لا أول له ولا آخر، و "قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ" ﴿القصص 72﴾.
جاء في تاج العروس للزبيدي: السرمد: الدائم، قاله الزجاج. وعليه اقتصر الجوهري وغيره وفي حديث لقمان: جواب ليل سرمد السرمد: الدائم الذي لا ينقطع. ومثله في النهاية. وقال الخليل: السرمد: هو دوام الزمان، واتصاله من ليل أو نهار. قاله المرزوقي في شرح الحماسة. ومثله في اللسان. والسرمد: الطويل من الليالي، يقال ليل سرمد، أي طويل. عن الفخر الرازي أن اشتقاق السرمد من السرد، وهو التوالي والتعاقب. ولما كان الزمان إنما يبقى بتعاقب أجزائه وكان ذلك مسمى بالسرد، أدخلوا عليه الميم الزائدة، ليفيد المبالغة في ذلك.
ومن كلام لامير المؤمنين عليه السلام عند دفن سيدة النساء فاطمة عليها السلام: أما حزني فسرمد، وأما ليلي فمسهد إلى أن يختار الله لي دارك التي أنت بها مقيم. المسهد اي ينقضي بالسهاد وهو السهر. جاء في الدعاء (اللهم لك الحمد حمدا سرمدا دائما أبدا لا انقطاع له ولا نفاد، ولك ينبغي وإليك ينتهى، حمدا يصعد أوله ولا ينفد آخره، ولك الحمد على ومعي وفي وقبلي وأمامي وفوقي وتحتي ولدي وإذا مت وقبرت وبقيت فردا وحيدا ثم فنيت ولك الحمد إذا نشرت وبعثت يا مولاي).
https://telegram.me/buratha