الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في كتاب فاجعة الطف للسيد محمد سعيد الحكيم: خطبة الزهراء عليها السلام قال الطبرسي: ويعرف البطالون غبّ ما أسس الأولون، ثم طيبوا عن دنياكم أنفس، واطمئنوا للفتنة جاشاً، وأبشروا بسيف صارم، وسطوة معتد غاشم، وبهرج شامل، واستبداد من الظالمين يدع فيئكم زهيد، وجمعكم حصيداً، فيا حسرة لكم! وأنى بكم وقد عميت عليكم "أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ" (هود 28). قال سويد بن غفلة فأعادت النساء قولها عليها السلام على رجالهن فجاء إليها قوم من المهاجرين والأنصار متعذرين، وقالوا: يا سيدة النساء، لو كان أبو الحسن ذكر لنا هذا الأمر قبل أن يبرم العهد، ويحكم العقد، لما عدلنا عنه إلى غيره. فقالت عليها السلام: إليكم عني فلا عذر بعد تعذيركم، ولا أمر بعد تقصيركم.
جاء في كتاب مرشد المغترب للسيد محمد سعيد الحكيم: يكون عزاء لكم وسلوة عن مصائبكم ومحنكم، ويرفع معنوياتكم، ويشد من عزائمكم ويزيدكم صبراً وثبات، وصلابة وتصميم، فإنهم صلوات الله عليهم خير قدوة لكم، وأسمى مثل وأفضل أسوة. وقد ورد في نصوص كثيرة أن من أصيب بمصيبة فليذكر مصابه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإنها أعظم المصائب. وفي حديث أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام: (قال: إن إسماعيل كان رسولاً نبياً سلط الله عليه قومه فقشروا جلدة وجهه وفروة رأسه، فأتاه رسول من عند رب العالمين، فقال له: ربك يقرؤك السلام ويقول: قد رأيت ما صنع بك. وقد أمرني بطاعتك، فمرني بما شئت، فقال: يكون لي بالحسين عليه السلام أسوة) وقد صدق من قال: أنست رزيتكم رزايانا التي سلفت وهونت الرزايا الآتية. وخصوصاً إذا نظرتم إلى عاقبة تلك المصائب والمحن التي كتبها الله تعالى عليهم حين استسلموا لها وصبروا عليه، ورأيتم كيف صارت العاقبة لهم، فنصرهم الله تعالى على عدوهم، بأن أبقى ذكرهم، وأحيى أمرهم، ورفع شأنهم، وأعلا نورهم، حتى طبق الأرض وملأ الخافقين. وباء الظالمون بالفشل الذريع والعاقبة الوخيمة والخيبة والخسران واللعنة الدائمة في الأرض والسماء. وتذكرتم قول عقيلة بني هاشم زينب الكبرى صلوات الله تعالى عليه للإمام زين العابدين عليه أفضل الصلاة والسلام وهي في قمة المأساة ـ حين مروا بهم على شهداء كربلاء وهم موزعون على وجه الأرض: (ولقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة، لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض، وهم معروفون في أهل السماوات، أنهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة، فيوارونه، وهذه الجسوم المضرجة. وينصبون لهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء عليه السلام لا يدرس أثره ولا يعفو رسمه، على كرور الليالي والأيام. وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه، فلا يزداد أثره إلا ظهوراً وأمره إلا علواً". وقولها ليزيد وهي أسيرة في مجلسه: "فكِد كَيدك واسع سعيك وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرن، ولا تميت وحين، ولا تدرك أمدن، ولا ترحض عنك عاره. وهل رأيك إلا فند، وأيامك إلا عدد، وجمعك إلا بدد، يوم يناد المناد: ألا لعنة الله على الظالمين). وقد صدق الله عز وجل حين يقول: "فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ" (هود 49).
جاء في كتاب مصباح المنهاج / التجارة للسيد محمد سعيد الحكيم: يحرم الكذب: كما هو المتبادر منه عرفاً، المناسب لما في لسان العرب من أنه ضد الصدق. وربما قيد بما إذا علم بمخالفة الخبر للواقع. بل ربما ادعى أنه الإخبار على خلاف المعلوم للمخبر وإن صادف الواقع. أن مجرد كون الشيء حقاً مستلزم لكون إنكاره تكذيباً من دون أن يتوقف على أمر آخر، وهو اعتقاد أن مدعيه قد تعمد الكذب. وكذا مثل قوله عز اسمه: "ذَلِكَ وَعدٌ غَيرُ مَكذُوبٍ" (هود 65) لظهوره في أنه يكفي في كذب الوعد عدم تحقيق الأمر الموعود به وإن كان الواعد معتقداً تحققه حين الوعد به. وكذلك ما تضمن تقييد الكذب بالعمد، مثل ما في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلّم لأمير المؤمنين عليه السلام من قوله: (يا علي من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)، وما في وصيته صلى الله عليه وآله وسلّم لأبي ذر: (قلت: يا رسول الله فما توبة الرجل الذي يكذب متعمداً؟ قال: الاستغفار وصلوات الخمس تغسل ذلك) إلى غير ذلك. والأمر سهل. وكيف كان فلا إشكال في حرمة الإخبار من غير علم وإن كان مضمون الخبر متحققاً في الواقع، بل هو من الضروريات، كما يقتضيه ما دل على وجوب كون الأمر المشهود به معلوماً. وموثق السكوني عن أبي عبدالله عليه السلام: (قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: لا تشهد بشهادة لا تذكرها، فإنه من شاء كتب كتاباً ونقش خاتماً)، وغيرهما. وهو كما يمكن أن يبتني على أخذ العلم في جواز الإخبار واقعاً يمكن أن يبتني في وجوب الاحتياط ظاهراً في الإخبار، وإن كان جوازه منوطاً واقعاً بصدق الخبر.
جاء في كتاب فاجعة الطف للسيد محمد سعيد الحكيم: خطبة الزهراء عليه السلام الكبرى قال الطبرسي: وأنا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد فاعملوا إنا عاملون، "وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ" (هود 122). ألا وقد قلت ما قلت هذا على معرفة مني بالجذلة التي خامرتكم والغدرة التي استشعرتها قلوبكم، ولكنها فيضة النفس، ونفثة الغيظ، وخور القناة وبثة الصدر، وتقدمة الحجة.
https://telegram.me/buratha