أجلت السلطات الصربية نحو 1200 لاجئ من مُخيّم مؤقتٍ في ثكنة مهجورة بوسط مدينة بلغراد، تاركين المئات بما فيهم أطفال غير مصحوبين بذويهم مجهولي المصير.
وذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، أن مسؤولين لدى المفوضية الصربية للاجئين والهجرة طلبوا من المهاجرين الذين يعيشون في المبنى المهجور أن يغادروا في وقت مبكر من صباح الخميس الماضي، للسماح بالهدم الفوري للمبنى.
لكن عملية إجلاء اللاجئين كانت عنيفة، إذ قالت روزي جونسون، وهي متطوّعة لدى مؤسسة سوليداريتيا الخيرية في حديثها لصحيفة إندبندنت، "لقد صَدَمنا كيف كانت عملية الإجلاء غير إنسانية وغير مُنظمة".
وأضافت، أن "المفوّضية اقتحمت الثكنات التي ينام بها الناس في الساعة السابعة صباحاً، إذ أيقظوهم بضربهم بأعمدة خيام، وفككوا خيامهم، بينما ما يزال الناس نياماً بداخلها، دون أن يمنحوا أحداً وقتاً لجمع متعلقاته الضئيلة".
ويظهر مقطعٌ فيديو ما يبدو أنه أحد المسؤولين مُرتدياً ملابس عمل واقية وقناعاً للوجه، ويرش ما قال مُتطوّعون إنه مبيد حشري سام، داخل أنحاء الثكنة، بينما ما يزال اللاجئون ومُتعلقاتهم بالداخل.
وقال طبيب متطوع لـ"إندبندنت" إن الأمر كان اقتحاماً للخصوصية وتجاهلاً تاماً لكرامة اللاجئين، وأضافن "اقتحموا غُرفَ الجميع، وبدأوا في رش ما يمكن أن يُعد مادة سامة خطيرة، لقد رشّوها على المتعلّقات الضئيلة التي يملكونها، لقد كان الأمر مروّعاً، ووقحاً، ويفتقر للكرامة".
في حين نفت المفوّضية أي دور لها في استخدام المبيدات الحشرية، وقالت أنها "غير مفوضة لإجراء أي نوع من الرش"، وأضافت أنها لا تستطيع تأكيد من قام بعملية الرش.
ونُقِل العديد من اللاجئين، ومنهم عدد كبير من الفتيان والرجال ذوي الأصول الأفغانية والباكستانية، على متن حافلات إلى عدد من المخيّمات ذات المساحات التي تديرها الحكومة بأنحاء البلد، ولكن لم يُعرف مصير ما يصل إلى 400 شخص بينهم حتى حين كتابة هذا التقرير.
وتُقدِّر "أطباء بلا حدود" أنَّ ما يصل إلى 2000 شخص يعيشون في مجموعةٍ من المستودعات والمباني الأخرى المحيطة بمحطة القطارات الرئيسية في مدينة بلغراد، موضحة أن ما يُقارب نصف المُصابين الذين عالجوهم هم تحت سن الـ18، بحسب صحيفة "الغارديان".
https://telegram.me/buratha