رفضت وزارتا الداخلية والخارجية في المكسيك تقريرا بحثيا صنف المكسيك في المرتبة الثانية عالميا من حيث عدد القتلى في الصراعات المسلحة على مستوى العالم خلال العام الماضي.
وجاء في بيان مشترك للوزارتين المكسيكيتين: "أورد التقرير أرقاما غير معروفة، تعكس تقديرات تستند إلى أساليب وأسس غير مجربة وغير واقعية، وتدل على خطأ.. هذا غير صحيح".
وجاء بيان السلطات المكسيكية بعد تقرير تقدمت به مؤسسة بحثية مقرها لندن أمس مفاده أن المعركة بين العصابات الإجرامية وقوات الحكومة المكسيكية وضعت البلاد في المرتبة الثانية بعد سوريا.
وقال المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في تقرير سنوي تحت عنوان "مسح النزاع المسلح" إن نحو 23 ألف شخص لقوا حتفهم عام 2016 خلال الصراع بين العصابات الإجرامية في المكسيك، بينما قتل 50 ألف شخص في الصراع الذي تشهده سوريا.
وعلى خلاف الوضع في سوريا، تلقى جهود المكسيك لمكافحة الجريمة المنظمة "اهتماما ضئيلا" من وسائل الإعلام.
وقال جون تشيبمان، المدير العام للمعهد، إن "حصيلة الوفيات في صراع المكسيك تتجاوز (حصيلة الصراعات) في أفغانستان والصومال".
وأضاف قائلا، "هذا الأمر أكثر مثير للدهشة، لأن معظم ضحايا هذا الصراع تقريبا قضوا جراء أسلحة صغيرة.. الصراع في المكسيك لا تستخدم فيه المدفعية ولا الدبابات أو الطيران القتالي".
ويلي كل من سوريا والمكسيك في قائمة أكبر أعداد للقتلى في صراع مسلح كل من العراق وأفغانستان واليمن والصومال والسودان وتركيا وجنوب السودان ونيجيريا بحسب التقرير.
وقال المعهد إنه على الرغم من انخفاض عدد القتلى، فقد شهد عام 2016 صعودا في عدد "الصراعات المستعصية التي من الممكن أن تشتعل في وقت قصير".
وأوضح أن المدنيين الذين يئنون جراء تلك الصراعات "ما زالوا يعانون على نطاق واسع" مع فرار 192 ألفا من العنف خلال العام الماضي في السودان وحده.
بدوره قال أنتونيو سامبايو، الباحث في المعهد المختص في شؤون الأمن والنزاعات ومقره لندن "من النادر جدا أن يصل العنف الإجرامي إلى مستوى قريب من النزاع المسلح. ولكن ذلك يحدث في المثلث الشمالي في أمريكا الوسطى (هندوراس وغواتيمالا، والسلفادور) وخصوصا في المكسيك".
وعزا سامبايو ارتفاع مستوى العنف في المكسيك إلى إعلان الرئيس السابق فيليب كالديرون في ديسمبر 2006 "الحرب على المخدرات" في محاولة للقضاء على العصابات.
ولكن "النزاع أدى إلى أوضاع مزرية في المكسيك حيث قتل 105 آلاف شخص في جرائم متعمدة منذ تلك الفترة حتى نوفمبر 2012".
https://telegram.me/buratha