ودع اليمنيون عضو مجلس النواب وعضو مؤتمر الحوار الوطني عن حركة "انصار الله" النائب عبد الكريم جدبان، الذي اغتيل على يد مسلح يستقل دراجة نارية مساء الجمعة الماضية، في العاصمة صنعاء. وشارك في التشييع عشرات الآلاف من اليمنيين، وحشد من القيادات السياسية والحزبية والبرلمانية، ورجال دين، في مشهد عكس الموقف الشعبي والرسمي والديني الرافض للقتل وللممارسات الإجرامية الرامية الى افساد السلم الاجتماعي، ومحاولة جر البلد نحو الفتنة والصراعات الطائفية والسياسية. وبعد مسيرة التشييع التي استمرت أكثر من ساعتين في شوارع العاصمة صنعاء نقل جثمان الشهيد جدبان إلى مسقط رأسه في محافظة صعدة لدفنه هناك، بواسطة طائرتين مروحيتين من مطار صنعاء، الى مطار صعدة، حيث لقي استقبالا شعبيا ورسميا ودينيا مهيبا.
جريمة الاغتيال لاقت ادانات داخلية وخارجية واسعة، دفعت الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الى الاعلان عن تشكيل لجنة للتحقيق في الحادثة. وقد عبرت رئاسة الجمهورية وحكومة الوفاق الوطني في اليمن عن إدانتهما واستنكارهما الشديدين للجريمة النكراء، وأكد بيان الرئاسة ان الحادثة تتجاوز "في مغزاها وغاياتها شخص الفقيد، للمساس باستقرار الوطن، وجر ابنائه الى الصراعات فضلاً عن أهدافه الخبيثة الرامية لارباك مسار المرحلة الانتقالية الجارية ". وتوعد البيان الرئاسي بالكشف عن مرتكبي الجريمة وتقديمهم للعدالة في أسرع وقت.
وجاءت حادثة الاغتيال في وقت تشهد المرحلة الانتقالية في اليمن الكثير من الاحداث التي قد تدخل البلد في أزمة كبيرة، حيث الحرب بين السلفيين وانصار الله في محافظة صعدة شمالي البلد مستمرة، ولم تنجح المساعي في ايقافها. ورغم التوصل الى اتفاق يقضي بايقاف اطلاق النار، بناء على مساعٍ من اللجنة التي شكلها الرئيس عبد ربه منصور هادي، فإن الوضع لا يزال مرشحا للانفجار في أي لحظة.
ويرى مراقبون ان حادثة اغتيال جدبان لها صلة وثيقة بالحرب الدائرة في دماج، كونه ممثل حركة انصار الله في الحوار الوطني، وشخصية وطنية مؤثرة، تحظى باحترام غالبية اليمنيين، خاصة وأن تنظيم القاعدة في اليمن كان قد هدد قبل أسابيع بنقل المعركة من صعدة إلى العاصمة صنعاء، عبر استهداف رموز الحوثيين.
وفي سياق التهديد الذي اطلقته القاعدة تعرض رئيس تحرير صحيفة "الهوية" القريبة من الحوثيين محمد العماد لمحاولة اغتيال عبر تفجير سيارته بعبوة ناسفة ادت الى اصابته باصابات طفيفة، ووقعت هذه الحادثة قبل يومين من حادثة اغتيال جدبان.
وتذكر هذه الحوادث التي يتعرض لها الحوثيون بحوادث أخرى كان قد تعرض لها قيادات الحزب الاشتراكي، في المرحلة الانتقالية التي اعقبت تحقيق الوحدة بين الشمال والجنوب، خلال الأعوام من 1990-1994، حيث تم اغتيال أكثر من 150 قيادي وكادر اشتراكي، فكان ان قامت الحرب، نتيجة لذلك، بين طرفي الوحدة.
20/5/
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)