اكد تقرير لموقع معهد الشرق الأوسط الأمريكي للبحوث ، الاربعاء، ان اتفاقيات التطبيع صممت على أساس فكرة راسخة لدى بعض الاستراتيجيين الإسرائيليين تؤكد على أن الاتفاقيات الثنائية مع الدول العربية من شأنها أن توفر الأمن من خلال التجارة والتبادل الاقتصادي، مع تهميش الفلسطينيين وتأجيل أي حساب لمطالبهم بتقرير المصير.
وذكر التقرير انه " في الواقع، لم تُلزم الاتفاقيات إسرائيل بالتخلي عن أي أرض، خلافًا لمبدأ الأرض مقابل السلام المنصوص عليه في قرار مجلس الأمن رقم 242 لعام 1967، والذي انعكس في عملية السلام في التسعينيات والمعاهدات الموقعة مع مصر والأردن حتى ادعاء الإمارات بأنها ضمنت وقف ضم إسرائيل المخطط للضفة الغربية قبل توقيع الاتفاق سرعان ما تلاشى إذ قوضته الترجمات المتضاربة لنص الاتفاق، وشهية إسرائيل الاستعمارية الجامحة".
وأضاف ان " صناع القرار في إسرائيل والخليج على حد سواء كانوا يخشون من التقدم الذي أحرزته إيران في برنامجها النووي، وكذلك من خطة العمل الشاملة المشتركة التي تقودها الولايات المتحدة - والتي تهدف إلى كبح جماح هذا البرنامج وتهدد بتحسين العلاقات الأمريكية الإيرانية ومن وجهة نظرهم، من شأن هذه التطورات أن تقوض التفوق الإسرائيلي وأمن الدول العربية المجاورة في الخليج ". بحسب التصورات الخليجية والإسرائيلية .
وبين التقرير ان " إسرائيل ودول الخليج فسرت الانتفاضات الشعبية على أنها تحديات لأنظمتها، لأنها سعت إلى الإطاحة بالديكتاتوريات وإيصال قوى أكثر ديمقراطية وإسلامية إلى السلطة. وأخيرًا، دافع صانعو السياسات الأمريكيون عن تعاون أكبر بين شركائهم الإقليميين الرئيسيين - إسرائيل ومجلس التعاون الخليجي - كوسيلة لدرء التهديدات، بما في ذلك التحديات الحقيقية والمتخيلة من الصين، وهكذا نشأ اتفاق بين إسرائيل والدول العربية المُطَبِّعة حيث ستحصل إسرائيل على الاعتراف والوصول إلى أسواق الشرق الأوسط، وفي المقابل ستحصل العائلات الخليجية الحاكمة على الحماية والأرباح".
وأشار التقرير الى انه " في موازاة ذلك، عملت مجموعة من المسؤولين ورجال الأعمال المقربين من ترامب على تشكيل العلاقات بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي وربطها بإسرائيل، فقد كان إريك برنس، المؤسس السابق لشركة بلاك ووتر والمستشار غير الرسمي للرئيس، محوريًا في هذه الجهود، ومن بين الوسطاء الرئيسيين الآخرين جورج نادر، المستشار السابق لبرنس، وتوم باراك، المستثمر العقاري وصديق الرئيس وجامع التبرعات له".
وأشار التقرير الى ان " النتيجة المباشرة والأكثر وضوحًا لاتفاقيات التطبيع كانت هي التعاون العسكري، فقد دمجت الاتفاقيات إسرائيل في القيادة المركزية الأمريكية في الخليج لتسهيل تنسيق أكبر مع أنظمة الصواريخ والعمليات اللوجستية الأمريكية ومجلس التعاون الخليجي و من المرجح أن هذا التكامل عزز قدرة إسرائيل على شن حرب على إيران والدفاع عن نفسها من أي رد انتقامي خلال حرب الـ 12 يومًا في تموز من عام 2025.
https://telegram.me/buratha
