وقّع الرئيس الاميركي باراك اوباما الخميس على قانون رفع سقف الدين العام الذي يبعد خطر تعثر الولايات المتحدة في سداد مدفوعاتها، واضعاً حداً لمعركة سياسية استمرت اسبوعين ومبدداً المخاوف التي عمت الاسواق، على ما اعلن البيت الابيض.
وشكل اعلان البيت الابيض خاتمة لازمة سياسية حادة اوصلت الولايات المتحدة الى شفير التخلف عن السداد ما كان سيشكل سابقة بالنسبة للاقتصاد الاول في العالم وسيكون له وقع الصاعقة على الاسواق العالمية. ووقع اوباما النص بعدما صوت الكونغرس مساء الاربعاء على رفع سقف الدين حتى السابع من شباط/فبراير.
وكان اوباما اكد في وقت سابق في كلمة القاها من البيت الابيض انه سيترتب على اعضاء الكونغرس استعادة "ثقة" الاميركيين بعد اسبوعين من المواجهات السياسية، داعيا الى التوقف عن حكم البلاد "من ازمة الى ازمة".
واقر مجلس الشيوخ ثم مجلس النواب على التوالي مساء الاربعاء وبغالبية واسعة قانون التسوية الذي اعلن عنه قبل بضع ساعات بعد مفاوضات مكثفة واسابيع من الخلافات النيابية. وتسمح هذه التسوية للخزانة بالاقتراض حتى السابع من شباط/فبراير وتتيح تمويل الدولة الفدرالية حتى 15 كانون الثاني/يناير.
افلاس سياسي اميركي عشية تفاعل أزمة المديونية
وكان زعماء الحزب الجمهوري قد أكدوا أنهم لن يطرحوا مشروعهم للتصويت في مجلس النواب الاربعاء، بسبب عدم حصولهم على دعم نواب حزب الشاي المحافظ، فيما رفض البيت الابيض المشروع مؤكداً أنه لا يجوز لأعضاء الكونغرس طلب فدية لتحمل مسؤولياتهم الاساسية بالتصويت على الموازنة ودفع فواتير البلاد.
وقالت وكالة التصنيف الائتماني الأميركية "فيتش" ان الولايات المتحدة أصبحت على قائمة الانذار مع احتمال خفض تصنيفها الائتماني بعد الفشل في التوصل إلى اتفاق لرفع سقف ديون البلاد.
من جانبها، أعلنت وزارة الخزانة الاميركية أنه بعد المهلة لن يتوفر لديها المال الكافي لسداد مستحقاتها المالية بسبب الخلاف على الميزانية في الكونغرس، وهو الأمر الذي سيهز الأسواق العالمية.
وكان رئيس البنك الدولي جيم يون كيم قد وجه الثلاثاء الفائت تحذيرا الى الولايات المتحدة الاميركية بأنها دخلت في مرحلة خطرة جدا. وذكر انه لم يتبق سوى اربعة ايام (حتى 17 تشرين الاول الجاري) للتوصل الى تفاهم حول سقف الدين العام للدولة الاميركية، والا فإن البلاد ستضطر لاعلان الافلاس (العجز عن الدفع default). وجاء تحذير كيم في اعقاب اختتام الاجتماع السنوي للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي الذي عقد في واشنطن.
وقال كيم "بقدر ما نقترب من الموعد الاخير بقدر ما ان ذلك سيؤثر على العالم النامي". واضاف "اذا وصلنا الى الموعد الاخير فإن هذا سيكون حدثا كارثيا ليس فقط على الاقتصاد الاميركي، بل وعلى الاخرين ايضا". واشار ان الاقتصادات في العالم، وبالاخص الاقتصاد الاميركي، سوف تصطدم بارتفاع الفوائد، وهبوط الثقة، وإبطاء النمو.
هذا واعلنت وزارة المالية الاميركية انه بتاريخ 17 تشرين الاول لن يكون لديها اموال نقدية، اذا لم يتم التوصل الى اتفاق على رفع سقف الدين العام حتى ذلك التاريخ. وسقف الدين في الوقت الحاضر هو 16700 مليار دولار.
وقبل بضعة ايام نصحت المديرة العامة التنفيذية للبنك الدولي كريستين لاغارد البنوك المركزية للولايات المتحدة الاميركية وغيرها من البلدان ذات الاقتصادات المتطورة ان تتصرف بحذر عندما تريد تشديد سياستها المالية، حتى لا تزعزع الاستقرار في الاسواق النامية.
واجتمع مجلس الشيوخ الاميركي الثلاثاء في جلسة استثنائية للنظر في كيفية وضع حد للطريق المسدود في اقرار الميزانية، ولتجنيب الاقتصاد الاكبر في العالم من خطر الوقوع في العجز عن الدفع. وتواجه الولايات المتحدة الان ازمتين، مترابطتين سياسيا. فمن جهة فشل الكونغرس في التوصل الى اتفاق مع الرئاسة حول ميزانية 2014 التي بدأت في 1 تشرين الاول الحالي، مما ادى الى شلل شبه تام لادارة الدولة. ومن جهة ثانية ففي 17 تشرين الاول يحل موعد رفع سقف الدين العام، واذا لم يتوصل النواب الى تفاهم حتى ذلك التاريخ، فإن الخزينة الاميركية ستكون عاجزة عن دفع جزء من المتوجبات. وقال رئيس الكتلة الدمقراطية في مجلس الشيوخ هاري رييد ان اتصالاته مع رئيس السناتورات الجمهوريين ميتش ماكونيل كانت فقط "تمهيدية" ولم تسفر عن "شيء نهائي".
وعلق وزير المالية السابق لاوباما تيموثي غايتنير ان "مشروعنا الاساسي هو ان يوافق الكونغرس على رفع سقف الدين العام للدولة. واحتمالنا الثاني هو ان يوافق الكونغرس على رفع سقف الدين. واحتمالنا الثالث هو ان يوافق الكونغرس الزاميا على رفع سقف الدين".
ومن جهة ثانية اعلنت الدوائر المختصة ان ايقاف تمويل الادارة الاميركية سيهدد المناخ، مباشرة او غير مباشرة، ذلك انه تم التوقف عن تمويل الابحاث حول التغيرات المناخية. وقد جرى مؤخرا اغلاق القاعدة الاميركية في القطب المتجمد الجنوبي التي تدرس احوال المناخ في القطب. وتنفق واشنطن على تلك القاعدة حوالى 400 مليون دولار، وكان يعمل فيها 1200 شخص.
28/5/131017
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)