شفقنا - صدر شباب الحراك الرسالي في المملکة العربية السعودية بيانا کتالي: ﴿إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾.
في خضم الأحداث الضاغطة التي تمارسها السلطة بشكل وحشي، ضد أبناء منطقتنا: من سفك لدماء المطلوبين ودماء من يدافع عنهم، وهتك لحرمات البيوت، وإشاعة الخوف عبر مواصلة الاعتقالات والمداهمات وهدر الدماء والتهديد بعملية أمنية واسعة، يتم فيها التصفية الجماعية لكل المطلوبين، ومن يقف بوجهها من الغيارى، والتمهيد لتلك العملية بممهدين:
الأول - خلق مناخ ناقم على الحراك والحراكيين - تحت غطاء النقد البريء- لتشويه الحراك ونشطائه، وتحميله كل التعديات والسرقات، التي تتم تحت إشراف موظفي السلطة ومرتزقتها، بل وتحميل الحراك كل جرائم السلطة: من عقوبات جماعية، و عقوبات فردية مورست بحق مجتمعنا وأبنائه.
والثاني - عبر مراسيل السلطة وأدواتها الوجهائية، _ تحت غطاء الوسطاء الناصحين _ للضغط على المطلوبين، وأهاليهم، ودفعهم نحو تسليم أنفسهم للجلادين، دون أي ضمانة حقيقية تضمن لهم التحقيق النزيه، والمحاكمة العادلة، وعدم نسيانهم في السجون، ليرفضوا التسليم - لعدم وجود الضمانة الموثوقة - ليقال إن السلطة استنفذت الحلول الحاقنة لدمائهم لتعطي لنفسها الحق لممارسة عمليات القتل المفتوحة، لنشر الرعب وتكميم الأفواه المطالبة بالكرامة والعدالة والحرية والأمان.
وفي خضم هذه الأحداث نؤكد على جملة من النقاط:
أولا: أن السلطة هي المسؤولة - ولا أحد سواها - عن عسكرة المنطقة فهي التي أغلقت منافذ المنطقة بالحواجز العسكرية، وهي التي واجهت المسيرات السلمية بالعنف، وقابلت صرخات المتظاهرين وقبضاتهم الجرداء بالرصاص الحي، وهي التي قابلت اصرارهم على المطالبة بالحقوق بمدرعات الفتك، وهي التي نصبت كمائن القتل للحراكين، وهي التي نشرت فرق الموت لقتل المعترضين أمام منازلهم بدم بارد ومثلت بأجسادهم وهتكت حرمات البيوت وروعة النساء والأطفال .
ثانيا: أن استمرار السلطة بمسلسل الاعتقالات والقتل لن يوقف الحراك المناهض لظلم السلطة، وأن ما مضى من أيام شاهد على ذلك، فمع كثرة الاعتقالات والأحكام القاسية، ومع قتلها لأول شهيد (الشهيد ناصر المحيشي) لم يتوقف الحراك، ومع استمرارها في عمليات القتل واقتحام البيوت وقتلها للشهيد الأخير (شهيد الغيرة أحمد مصلاب) استمر الحراك في مناهضتها، فالحراك لن يوقفه القمع الناعم أو الوحشي،إنما يوقف الحراك اقتلاع جذور الأزمة، المتمثلة باستئثار السلطة بمقدرات الدولة وقرارها السياسي .أما ما عداه فلن يوقف الحراك بل سيزيده قوة وثباتا.
ثالثا: إن هدر دماء المطلوبين والاستمرار في إعدامهم بالرصاص في الشوارع و مداهمة منازلهم وهتك حرماتها والاعتداء على ساكنيها ومواجهة المعترضين على تلك المداهمات بالرصاص سيعمق الازمة ويزيد من حالة الاحتقان والغضب عند الأهالي على السلطة. وإن تنفيذ التهديد بعملية عسكرية واسعة للقضاء على المطلوبين سيزيد عدد الضحايا بشكل غير مسبوق وهذا سيعاظم الأزمة و سيدخلها في نفق المجهول ويوصلها لنقطة يستحيل العودة منها. أن المداهمات وإعدامات الشوارع سواء كانت بالتقسيط أو بالجملة لن تفكك الازمة ولن تحل عقدها .إن ما ينهي الأزمة فقط ترك السلطة للمكابرة والاستماع لصوت العقل والاستجابة لمطالب الشعب.
رابعا: نؤكد للجميع أننا طلاب حق سلميين ومتمسكين بالسلمية رغم كل العنف الذي تمارسه السلطة ضد شبابنا من اعتقالات ومداهمات وإعدامات على الرغم من اعتدائها على شيخنا أية الله النمر بالرصاص بالصورة الوحشية التي رآها الجميع واختطافه وإعاقته جسديا ورغم بقاؤه رهن الاعتقال لم نمارس العنف وسنبقى كما كنا على سلميتنا في مطالبتنا بالكرامة والعدالة والحرية والأمن للجميع.
خامسا:نؤكد على مجتمعنا الكريم والعزيز على المحافظة على تلاحمه وتماسكه ونبذ الفرقة والصفح عن المسيء وتحمل الأذى ليكن شعار المرحلة "الإعراض عن المسيئين" مع علمنا بحجم الأذى وبمقدار الوجع حينما تكون الإساءة من بني جلدتنا فظلم ذوي القربة أكثر مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند. وندعو هؤلاء أن يكفوا ألسنتهم عن أبناء مجتمعهم لما فيه من القوة والتلاحم وتفويت الفرصة على كل من يكيد بنا أو يتربص بنا السوء.
﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾
شباب الحراك الرسالي المنطقة الشرقية
6/5/13108
https://telegram.me/buratha
