نشرت مجلة "ستراتيجيك كالتشر فاوندايشن" مقالاً تحدثت فيه عن تحول سياسة الولايات المتحدة إلى دعم القاعدة بعد أن كانت "تحاربها"، حيث قالت أن "أوباما كان سابقاً يقوم بأخذ جميع الإجراءات من أجل إبعاد نفسه عن خطر القاعدة، لكن الخبراء يقولون أن ادعاءات أوباما تدحض نفسها بنفسها، لأن أوباما نفسه قال أن القاعدة لم تعد خطرا يذكر، كونها خسرت رأسها وأطرافها، لكن ما حصل هو أن كل طرف منها تحول لكيان مستقل، و الآن يقولون أنها غير قادرة على شن عمليات كبيرة على نطاق عالمي".
وتضيف المجلة أن القاعدة وما قامت به حتى الآن يعاكس نظرة أميركا، فمسلحي طالبان في في 30 تموز حرروا 300 سجين في باكستان بمدينة ديره سماعيل خان، كما تم تهريب حوالي 1000 سجين من سجن بنغازي في ليبيا، بالإضافة إلى ذلك هوجم سجنان في العراق وتم تهريب 500 سجين بينهم زعماء ميدانيون، حيث استخدمت 20 سيارة مفخخة خلال الهجوم و قتل 100 حارس.
وتكشف المجلة أنه تم انفاق بلايين الدولارات خلال 12 سنة تخللتها ضربات جوية مستمرة لبلدان أسلامية، أمّا نتيجة هذه الضربات فهي قتل عدد من المسلحين – دون ذكر المدنيين - لا تتعدى أرقام من هرب من السجون مؤخرا.
كل من القاعدة و الدولة الإسلامية في العراق والشام كان فكرة أبو مصعب الزرقاوي في بداية الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، والآن القاعدة تتربع على عرش أكبر مسبب للمشاكل في العالم.
والآن تحظى الدولة الإسلامية في العراق والشام على الحصة الأكبر من المساعدات الغربية العسكرية، ومن هذه المساعدات مساعدات وافق عليها الكونغرس الأميركي بالرغم من أنها - بالنسبة لأميركا - هي أكبر تهديد إرهابي ضد الولايات المتحدة، وأيضا ومن دون جعل المشكلة معقدة فإن القاعدة هي المستفيد الأكبر من السياسة الأمريكية حيال سوريا.
وترجع المجلة إلى الحرب السوفييتية فتقول أن الولايات المتحدة وبتمويل سعودي، أمرت القاعدة بقتال القوات السوفييتية، ولا يجب أن ننسى أن تركي بن فيصل آل سعود كان المدير العام للمخابرات العامة، حيث أمر بن لادن كي ينظم وحدة من الأفغانيين العرب، وبنفس التوقيت ارتفعت نسبة الدعم الأمريكي للمقاومة الأفغانية لـ 285 مليون دولار،.
ويقول بعض المحللون أنه حتى بن لادن نفسه تلقى تدريباته في معسكرات الـ "سي آي إيه"، ولذلك كانت هجماته فعالة.
وتتساءل الصحيفة ما إذا كان سلاح القاعدة موجه للغرب أم للشرق، فتقول أنه يمكننا الإستعانة ببحث قام به معهد "راند كوربورايشن"، والذي خلص إلى أن 98% من هجمات القاعدة "كانت تتركز في الشرق الأوسط وليس في البلدان الغربية، وذلك من أجل تقويض الأنظمة الحاكمة أو انتزاع جزء من الأراضي في هذه المناطق".
وبحسب الصحيفة فيمكننا التحدث عن ميليشيا "الجيش الحر" في سوريا، والذي يتواجد على جدول الرواتب أكثر من تواجده على أرض المعركة، فلا يمكننا إخفاء حقيقة أن القاعدة هي الحليف الأساسي، فنفس المنظمة التي كان أوباما فرحا بإعلان هزيمتها، كانت هي نفسها أعظم حليف له متناسيا أحداث 11 أيلول/سبتمبر.
وختمت "ستراتيجيك كالتشر فاوندايشن" بتسائلها هل يمكن للبيت الأبيض أن يعي أن صداقته مع القاعدة قد بلغت حدا كبيرا، فمئات من مسلحي القاعدة ممن هربوا من السجون قد يظهرون في سوريا، خصوصا أن عمليات الهروب كانت متزامنة وكأنها تتبع مصدرا واحدا.
19/5/13827
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)