فرضت السلطات المصرية والجيش إجراءات أمنية مشددة في شبه جزيرة سيناء، وأغلقت معبر رفح المؤدي إلى قطاع غزة. جاء ذلك بعد ساعات من مقتل 25 جنديا بهجوم لمسلحين على الطريق الدولي الرابط بين رفح والعريش.
وفي حين أشارت بعض المصادر إلى أن الجنود قتلوا بهجوم بقذائف آر بي جي، تحدثت مصادر أخرى عن قتلهم ذبحا والتمثيل بجثثهم، واعتبر خبير إستراتيجي أن الجيش جلب العداء لأفراده بحملاته على أهالي سيناء.
وانتشرت مدرعات للجيش المصري على طول طريق رفح والعريش، مضيفا أن الجيش يجري تمشيطا في المنطقة بصحبة طائرات مروحية.
وفي تفاصيل جديدة عن الحادث قالت مصادر محلية إن الجيش يتعقب أربع سيارات من ذوات الدفع الرباعي بها أحد عشر شخصا -وفق شهود عيان- ملثمون ومسلحون بأسلحة آلية.
وقال إن المسلحين أنزلوا السائقين وطلبوا منهما الابتعاد عن المكان، ومن ثم أطلقوا النار على الجنود، مما أوقع 23 قتيلا على الفور، ومجندان في وقت لاحق، كما أًصيب جنديان بجروح خطيرة.
و فرض الجيش إجراءات مشددة بعد الحادث وأغلق مداخل سيناء ومدينة الشيخ زويد، مع تحليق مكثف لطائرات الأباتشي في المنطقة بالتزامن مع نشر الحواجز الأمنية.
ووفق مصدر طبي مسؤول في العريش في شمال سيناء فإن 17 جثة على الأقل وصلت إلى مستشفيات شمال سيناء. و يجري في هذه الساعات التعرف على جثث القتلى.
وكان مساعد وزير الداخلية للإعلام والعلاقات العامة اللواء عبد الفتاح عثمان قد قال إن الهجوم استهدف سيارتين كانتا تقلان 27 من مجندي معسكر الأمن المركزي في رفح (بها معسكران كبيران للأمن المركزي المصري).
وأوضح المساعد أن المجندين فوجئوا بجماعات مسلحة تستهدف السيارتين وتقوم بإطلاق النيران نحوهم، مما أدّى إلى استشهاد 25 وإصابة اثنين آخرين.
ومن جهتها قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن الجنود استهدفوا بهجوم بقذائف آر بي جي أثناء سير حافلتهم على طريق العريش ورفح، في حين أعلن مصدر أمني أنه تم استهداف الجنود أثناء نقلهم في سيارتي 'ميكروباص'.
لكن مصادر أخرى قالت إن المسلحين استهدفوا الحافلتين بإطلاق نار وقذائف صاروخية ثم أقدموا على ذبح الجنود بعد إنزالهم من الحافلتين.
ونقل عن مصادر أمنية أن العملية استهدفت جنودا كانوا في طريق عودتهم من إجازتهم، حيث تصدت لهم مجموعة من المسلحين كانت في كمين وقامت بإنزالهم وقتلهم بطرق متعددة كالذبح والتمثيل بالجثث مما أوقع خسائر كبيرة في الأرواح.
ويعد حادث اليوم الحادث الأكبر والأكثر دموية الذي يتعرض له الأمن المصري بسيناء في سنوات. ومنذ عزل الرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو/تموز الماضي، سقط 49 من أفراد الأمن بهجمات المسلحين هم 28 شرطيا و21 جنديا، بحسب حصيلة لوكالة الصحافة الفرنسية أعدتها استنادا إلى أرقام رسمية.
وأدانت أوساط مصرية في سلسلة بيانات لها اليوم الهجوم. فقد أدان كل من الأزهر وعمرو موسى وحمدين صباحي الهجوم ووصفوه بأنه إرهابي، وأنه يأتي في إطار محاربة الإرهاب في سيناء.
كما أدان حزب الوفد وحزب 'المصريون الأحرار' الهجوم، وقالا إنهما يؤازران سياسيات الدولة في التصدي للعنف بسيناء.
29/5/13819
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)