أعلنت حركة "تمرد" في مؤتمر صحفي لها بالقاهرة اليوم أنها حصلت على 22 مليونا و134 ألفا و465 توقيعا من أبناء الشعب المصري تطالب بسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي، مضيفة أن مرسي لم يعد رئيسا شرعيا لمصر ولا يمكن القبول بأي حلول تسمح ببقائه في السلطة مؤكدة التزامها بسلمية التظاهرات حتى إسقاطه.
ويواصل المعتصمون المصريون في ميدان التحرير في القاهرة التحضيرات لمظاهرات 30 حزيران التي دعت إليها قوى سياسية مصرية معارضة للمطالبة برحيل محمد مرسي وإسقاط حكم جماعة الإخوان المسلمين واجراء انتخابات رئاسية مبكرة في وقت يتصاعد غضب الشعب المصري ضد جماعة الإخوان التي يلجأ أنصارها إلى لغة العنف في دفاعهم عن شرعيتهم المزعومة.
فبعد التظاهرات العارمة ضد مرسي وجماعة الإخوان التي اجتاحت الميادين الرئيسية في المحافظات المصرية أمس تحت عنوان "الإنذار الأخير" سادت اليوم حالة من الهدوء في ميدان التحرير بالقاهرة فيما واصل العشرات الاعتصام هناك ونظموا مسيرة صباحا تدعو الشعب المصري إلى المشاركة بكثافة في مظاهرات يوم غد.
وتزايدت أعداد الخيام بالميدان واستمر إغلاق المداخل المؤدية إليه تمهيدا للمظاهرات المرتقبة غدا وعمد المعتصمون لوضع حواجز معدنية على مداخله من ناحية المتحف المصري وكوبري قصر النيل وشارعي الفلكي وقصر النيل بينما خلا مدخل الميدان من ناحية سيمون بوليفار من تلك الحواجز في وقت انتشرت اللجان الشعبية على مداخل الميدان لتأمين المعتصمين والإطلاع على هويات الوافدين إليه خشية اندساس أي عناصر خارجة على القانون بين صفوف المعتصمين.
في مقابل ذلك بدا المشهد متوترا في محافظة الاسكندرية حيث اقتحم المئات من اهالي منطقة الحضرة الواقعة شرقا مقر حزب الحرية والعدالة صباح اليوم وأضرموا النار فيه.
وأكد الناشط السياسي محمد منصور من أهالي المنطقة إن المئات من سكان المنطقة اقتحموا في ساعة مبكرة صباح اليوم المقر بعدما تبين سقوط عدد من الجرحى والمصابين بالاشتباكات التي وقعت بمحيط مقر الجماعة بمنطقة سموحة يوم أمس.
من جهته اعتبر الناشط هيثم الرملي وهو من أهالي الحضرة أيضاً أحداث أمس بمثابة بداية ثورة جديدة يتمنى أن تصحح مسار الثورة الأولى وصولا لتحقيق كل مطالب الشعب من عيش وحرية وعدالة اجتماعية.
ويعتزم نادي قضاة مصر اليوم رفع دعوى قضائية ضد مرسي بتهمة سب وقذف الهيئة القضائية فى خطابه الأربعاء الماضي متحدين مرسي الذي اتهمهم بتزوير الانتخابات بأن يقدم دليلا واحدا لجهات التحقيق وليس لنائبه الخاص لما ادعاه من تزوير.
أوباما: نشعر بالقلق من تطورات الأحداث في مصر ونعمل على حماية سفارتنا هناك
وفي معرض الحديث عن تطورات الأحداث بمصر أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن "قلقه من تطورات الأوضاع في مصر" مبينا أن إدارته "اتخذت إجراءات لضمان أمن سفارتها وقنصلياتها وموظفيها الدبلوماسيين".
ونقلت رويترز عن أوباما قوله في مؤتمر صحفي من بريتوريا اليوم: "بالطبع كلنا نتابع الوضع بقلق" داعيا نظيره المصري والأطراف الأخرى إلى "نبذ العنف وبدء حوار بناء"
وحذر أوباما من "تفاقم الأوضاع في مصر" مضيفا "أن زعزعة الاستقرار في مصر يمكن أن تمتد إلى الدول المجاورة".
وقامت السفارة الأمريكية بالقاهرة اليوم بترحيل 45 من أسر العاملين والدبلوماسيين فيها إلى ألمانيا في طريقهم إلى الولايات المتحدة بعد التطورات الأخيرة في مصر.
وقتل ثلاثة أشخاص في المظاهرات التي شهدتها مصر أمس بينهم شاب أمريكي بعد تلقيه طعنة نافذة في صدره من مجهول أثناء تصوير أحداث "سيدي جابر" بينما انفجرت عبوة ناسفة وسط المتظاهرين في بور سعيد أدت لمقتل شخص واحد وجرح عدد آخر.
سياسيون وإعلاميون مصريون: غالبية الشعب المصري قررت إسقاط الإخوان
إلى ذلك أكد عدد من السياسيين والاعلاميين المصريين أن غالبية الشعب المصري "قررت أن تزيح الجهل والظلمة غدا بإسقاط جماعة الإخوان المسلمين" من الحكم وتبني مستقبلا "وتكتب تاريخا مشرقا لمصر لايحكمه القتلة والتكفيريون".
وفي هذا الصدد قال رئيس تحرير صحيفة التحرير ابراهيم عيسى "إن مصر تستنجد بأبنائها ألا يتركوها في يد الإرهابيين والفشلة والجهلة وذوى الخلل والعلل النفسية" والشعب هو الداعي وهو المدعو وهو الدعوة فلا كلام مهم ولا كلمات هامة هو الموقف فقط ما تنتظره مصر من شعبها وهو ما يقدر الشعب على تقديمه لمصر.
وأكد عيسى في افتتاحية الصحيفة اليوم أن غدا يوم حار للحرية يوم ينزل فيه كل مصرى فى شارع أو ميدان يؤدي واجبه "ضد التخلف والفساد والمتاجرة بالدين والفرعنة والغباوة والجهالة".
من جهته قال القيادى بالتيار الشعبي المصري أمين إسكندر إن المشهد الحالي في المحافظات وفي القاهرة يؤكد "أن من سينزل غدا وينزل الشارع حاليا هم من عامة الشعب لا من النخب أو الطلائع" مشيرا إلى أن الشعب المصري يرى أن "الإخوان لن يرحلوا عن السلطة إلا بالضغط والمظاهرات والاحتجاجات".
وشدد إسكندر في تصريحات صحفية على أن "الشعب المصري سينتصر في النهاية "لانه مهما كان حجم جماعة الإخوان وتنظيمهم فلن يكون أكبر من الشعب الذى يرفضهم حاليا.
ورأى اسكندر أن عامة الشعب المصري أصبح لديهم يقين الآن أن هذه الجماعة أفقدتهم كل شيء من البنزين والكهرباء والمياه إضافة إلى أن هذا النظام فشل في التعامل مع أزمة سد النهضة وموقفه من الأزمة في سورية والقضية الفلسطينية ودول حوض النيل.
وأكد إسكندر أن "الكلمة العليا للشعب المصري" الذى سينزل ليزيح هذه السلطة الغاشمة ولا توجد سيطرة عليه من نخبة أو طلائع في أي من الأحزاب أو الحركات السياسية وهو قادر أن ينجز ما يطالب به.
بدوره اعتبر المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني أحمد بهاء شعبان إن اللحظة التي تعيش فيها مصر حاليا واحدة من اللحظات القليلة التي مرت بها حيث هذا الزخم من الإرادة الشعبية والاتفاق على مطلب واحد وهو ضرورة رحيل النظام الحالي.
وقال شعبان.. لم أشاهد مثل هذه الحالة الشعبية الرافضة لجماعة الإخوان من قبل فالشعب المصرى لديه حاليا طاقة رد فعل جبارة لن يستطع أحد أن يقف أمامها لا جماعة الإخوان ولا الأحزاب الملتصقة بها ولا حتى الميليشيات التي يحاولون إخافة الناس منها ولن تستطيع أحزاب أو حركات سياسية إيقاف هذا المد الثوري الذي لن يهدأ إلا بإزاحة جماعة الإخوان عن السلطة.
من جهته رأى سامح عاشور نقيب المحامين وعضو جبهة الانقاذ الوطني "أن حكم الإخوان الآن فى النزع الأخير" معربا عن أمله أن لا يختلف أحد على تفاصيل المرحلة على أن يكون "عنوانها حكومة مستقلة محايدة لها صلاحيات حقيقية يرأسها أشخاص قضائيون مثل رئيس المحكمة الدستورية العليا ولجنة قانونية محايدة تراجع الدستور" وإعادة تعيينات المحافظين ورؤساء الهيئات.
وحذر عاشور من محاولة الإخوان التعامل مع المتظاهرين بالعنف مؤكدا أن "مؤيدي الإخوان بدؤوا في التراجع بشكل ملحوظ" وفي كل مرة تقل أعدادهم عن المرة السابقة.
صحيفة نمساوية: مرسي تسبب بتقسيم الشعب المصري وجلب مزيد من خيبة الأمل
من جهتها قالت صحيفة الكوريير النمساوية إن الرئيس المصري محمد مرسي تسبب بتقسيم الشعب المصري وجلب مزيد من خيبة الأمل بعد سنة من حكم الإخوان المسلمين اتسمت بأزمة اقتصادية حادة و ارتفاع معدل البطالة والجريمة.
ووصفت الصحيفة الأوضاع في مصر بعد عام من حكم الإخوان المسلمين وتسلم مرسي الرئاسة "بالخطيرة وغير المبشرة" لافتة الى أن الدلائل و المؤشرات تنذر بوجود تهديدات باستخدام القوة والتحريض ضد المتظاهرين السلميين في ميدان التحرير من قبل قوات الأمن وجماعة الإخوان المسلمين.
وحذرت الصحيفة من "عواقب تصاعد وتوتر الأوضاع مع تزايد استخدام العنف والقمع وضرب المدنيين" موجهة انتقادات حادة إلى مرسي والإخوان المسلمين وتوجهاتهم لأسلمة البلاد والمجتمع وضرب دعائم الديمقراطية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الوعود التي قطعها مرسي وحزبه على أنصاره والشعب المصري لم يبق منها شيء بعد مرور عام على تسلم السلطة.
ولفتت الصحيفة إلى أن أنصار مرسي من الشعب المصري خاب أملهم وابتعدوا عنه لأنه لم يحقق لهم أيا مما وعد به قبل الانتخابات مشيرة إلى أنه في ظل حكم الإخوان المسلمين ازدادت الأزمة الاقتصادية مع ارتفاع نسبة البطالة والجريمة في البلاد وانهيار العملة المصرية وارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة بشكل ملحوظ.
وبينت الصحيفة أن المعارضة المصرية توجه اتهاماتها إلى مرسي بالسيطرة على القضاء والجيش لمصلحته الشخصية مما يهدد بتدهور الأوضاع ومزيد من العنف وإراقة الدماء.
35/5/13629
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)