تتواصل الاحتجاجات في مصر، وقد أصيب العشرات في عدد من المحافظات، وكانت شرارة هذه الاضطرابات قد أشعلها قرار الرئيس المصري «محمد مرسي» بتعيين عدد من أنصاره محافظين، حيث باتت جماعة الإخوان المسلمين تسيطر على 13 من المحافظات المصرية الـ27.
هذا بينما استنكر "الأزهر" فتاوى "تكفير" المعارضين الداعين للمشاركة في تظاهرات 30 يونيو/حزيران، معتبرا معارضة ولي الأمر الشرعي مباحة شرعا.
واعتبر المحلل السياسي «أيمن سمير» ما يجري فوضى عارمة تعكس انقساما حقيقيا في الشارع المصري نتيجة عدم الرضا عن حكم الرئيس مرسي، ويرى سمير أن يوم 30 يونيو/حزيران سيكون مخاضا صعبا، يخرج فيه المصريون إلى الشارع في دعوة للعودة إلى الشعب، من خلال انتخابات مبكرة تجدد الثقة بالرئيس أو تسحبها منه، لأنه "فشل فعلا" في إدارة البلد، وأضاف سمير أن هناك تقديرات بأن يخرج 10 ملايين شخص في 30 يونيو/حزيران وأن يصل العدد لاحقا إلى 17 مليونا.
وحول تعيين الرئيس المصري إسلاميا متورطا في هجمات إرهابية ضد السياح محافظا للأقصر قال المحلل السياسي إن القضية ليست فقط في هذه الشخصية بقدر ما هي في شعور المواطنين بأن الرئيس يتحدى الرأي العام، حيث أن "الجماعة الإسلامية" عادت من جديد للتلويح بالعنف، ولو أنها اعتمدت خطاب المصالحة لاختلف الأمر، لكن نغمة العنف الجديدة-القديمة اثارت المواطن والمعارضة والكل ضد التعيين.
وتابع أن الرئيس الذي يشعر بتراجع غير مسبوق لشعبيته ونتيجة الخوف من الفترة الراهنة يسعى لكسب شعبية في أية قطاعات كانت في الشارع المصري، ولذلك قطع العلاقات مع سورية ودعا لمؤتمر إنقاذ سورية، وهو في الواقع "مؤتمر لإنقاذ الحكم في مصر، علما بأن مصر لا تستطيع تقديم شيء للمعارضة السورية. ولا قيمة للقرار إلا من حيث هو محاولة لاستقطاب بعض قطاعات الشارع المصري".
وأشار أيمن سمير إلى أن القوى السياسية في مصر رفضت بيان السفيرة الأمريكية في القاهرة آن باترسون التي نصحت المصريين بالانتماء إلى حزب أو تأييد حزب يعبّر عن تطلعاتهم، لأنها تشك أن يعود الشارع بنتائج أفضل من الانتخابات. واعتبر ذلك تدخلا في الشأن المصري الداخلي، تريد السفيرة من خلاله أن تقول إنه لا توجد في مصر أحزاب قوية تعادل حزب "الحرية والعدالة".
على صعيد آخر أكّد «الشيخ سالم عبد الجليل» الوكيل السابق لوزارة الأوقاف أن الأزهر الشريف كان يجب أن "يقول كلمته الوسطى التي تعتمد على قواعد الدين وثوابته ولا تجامل في الحق أبدا، لا رئيسا ولا مرؤوسا".
وهذا برأي عبد الجليل ما راعاه بيان الأزهر الذي استنكر فتاوى "تكفير" المعارضين الداعين للمشاركة في تظاهرات 30 يونيو، معتبرا المعارضة السلمية لولي الأمر الشرعي مباحة شرعا، ولا علاقة لها بالإيمان والكفر.
وقال عبد الجليل إن صدور البيان في هذا التوقيت في غاية الأهمية ليرد على أولئك الذين يكفرون من يخرج على الرئيس، و"غاية ما يقال فيمن يخرج على الرئيس، حتى إن كان خروجه عن غير حق، هو أنه مخطئ أو أنه عاص، ولكن لا يقال هو كافر".
...............
32513620
https://telegram.me/buratha
