دخلت التظاهرات المناهضة للحكومة التركية برئاسة رجب طيب أردوغان يومها الرابع. كما استمرت معها المواجهات مع قوات الأمن، التي حاولت قمع المتظاهرين بشتى الطرق من خلال استخدام الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه حتى الساعات الأولى من صباح اليوم.وأغلقت قوات الأمن الطرق الواقعة حول مكتب رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان في اسطنبول، فيما اعتقلت عدداً من الشبان في العاصمة أنقرة. ولا تزال الصدامات مستمرة بين الشرطة والمتظاهرين في هذا الحي في اسطنبول، والذي يبعد كيلومترات عدة عن ساحة "تقسيم" حيث لا يزال يتجمع الآلاف. هذا وأطلقت الشرطة التركية بعد ظهر اليوم الغاز المسيل للدموع لتفريق حوالى الف متظاهر في انقرة. وتدخلت قوات الأمن لتفريق تجمع أغلبيته من الشباب والطلبة في ساحة كيزيلاي، حيث جرت مواجهات عنيفة أمس ادّت الى سقوط العديد من الجرحى. ورد المتظاهرون عبر رشق رجال الشرطة بالحجارة. وبحسب وسائل الإعلام التركية، فإن حوالي 500 شخص اوقفوا أمس، خلال تظاهرات في الساحة نفسها التي تشكل عصب العاصمة التركية.
وفي ظل استمرار التحركات المناهضة لحكومته، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اليوم أن الاحتجاجات في اسطنبول "نظمتها مجموعات راديكالية وهناك من خرج بشكل عفوي"، داعياً المواطنين الى "الهدوء وضبط النفس". وقال أردوغان، خلال مؤتمر صحفي، إن "هناك مؤامرة داخلية وخارجية في أحداث اسطنبول"، مؤكداً أن "الأمر لا يتعلق بقطع الأشجار". وأشار أردوغان إلى أنه "إذا كنا طغاة فالشعب سيقصينا، وهو من سيرد على من نزلوا إلى الشوارع"، موضحاً أن الاحتجاجات " لا تعكس كافة أطياف المجتمع التركي".
وأوضح رئيس الوزراء التركي أن "ما حصل في الأيام الأخيرة في تركيا ليس بسبب مشكلة الحديقة لأنني ذكرت أن اشجار الحديقة لن يتمّ قطعها بل سيتمّ نقلها". وجدد اردوغان اتهاماته إلى حزب الشعب الجمهوري بـ"الوقوف وراء هذه الاحتجاحات". وشدد اردوغان على أن الحكومة ليست ضد المظاهرات "غير أنه هناك أماكن محددة في تركيا للتظاهر وعلى المواطنين التقيد بهذا القانون".
وفي سياق آخر، كشف أردوغان أنه سيقوم بجولة في شمال افريقيا تشمل المغرب والجزائر وتونس، مشدداً على أن الحكومة التركية تسعى لتطوير العلاقات الاقتصادية مع هذه الدول. ولفت أردوغان إلى أنه سيبحث "في تونس تشكيل مجلس تعاون بين البلدين"، موضحاً أن "هذه الجولة ستزيد من قوة علاقتنا مع هذه الدول". كما أعلن مكتب اردوغان في بيان أن رئيس الوزراء سيجري محادثات مع مسؤولين من هذه الدول الثلاث حول "العلاقات السياسية والإقتصادية والثقافية"مع تركيا، بالإضافة الى "التطورات الإقليمية والدولية".
اتساع رقعة الاحتجاجات ضد حكومة اردوغان وغول قلق
أطلقت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه على محتجين وسط اسطنبول، مما تسبب بإصابة العشرات. كما شارك الآلاف في تظاهرات عمّت مدناً أخرى في أعنف احتجاجات ضد حكومة اردوغان منذ سنوات، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن عدد المصابين في إسطنبول تجاوز 100 شخص.
وتجمع آلاف المحتجين في الشوارع المحيطة بميدان تقسيم وسط اسطنبول ، مكان الاضطرابات السياسية منذ فترة طويلة، في حين تفجرت احتجاجات في العاصمة انقرة وفي مدينة ازمير المطلة على بحر ايجه.
واندلع العنف يوم الجمعة بعد مداهمة الشرطة فجرا لمتظاهرين كانوا يعتصمون هناك منذ أيام .
وكان المتظاهرون يعتصمون في حديقة "غازي" العامة منذ يوم الإثنين وعبروا عن سخطهم على حكومة رجب طيب أردوغان، ورفع المتظاهرون لافتة تصور أردوغان كسلطان عثماني ، كُتب عليها عبارة "الشعب لن يركع لك".
صحيفة "حريت" التركية إن إصابات 7 من الجرحى بليغة.
وأدانت منظمة العفو الدولية من جانبها ما وصفته "الاستخدام المفرط للقوة" ضد "محتجين مسالمين".
وتناثر زجاج مهشم واحجار عبر شارع تجاري رئيسي قرب ساحة "تقسيم". وجرى اطفال المدارس الابتدائية وهم يبكون من سحب دخان الغاز ، في حين هرع السائحون ،الذين فوجئوا بهذا الموقف، للعودة الى الفنادق التي تقع على جانبي الميدان.
وتعكس الاضطرابات استياء متزايدا من تسلط رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وحزبه العدالة والتنمية.
واشتبكت شرطة مكافحة الشغب مع عشرات الآلاف من المحتجين في عيد العمال في اسطنبول هذا الشهر. ووقعت ايضا احتجاجات ضد موقف الحكومة من الصراع في سوريا المجاورة .
وقال "كوراي جاليسكان" مدرس العلوم السياسية في جامعة البوسفور الذي شارك في الاحتجاج "ليس لدينا حكومة، لدينا طيب اردوغان ... حتى انصار حزب العدالة والتنمية يقولون انهم فقدوا عقولهم.. لم يستمعوا لنا."هذه بداية صيف الغضب."
وزير الداخلية التركي: 79 جريحاً و939 موقوفاً في صدامات تركيا
هذا وأعلن وزير الداخلية التركي في وقت لاحق من ليل السبت ان الصدامات العنيفة التي دارت يومي الجمعة والسبت بين متظاهرين وقوات الشرطة في اسطنبول والعديد من المدن التركية الاخرى ، أسفرت عن سقوط 79 جريحاً، بينهم 26 شرطياً، واعتقال 939 متظاهراً.
وقال الوزير ان الموقوفين ال939 اعتقلتهم الشرطة خلال اكثر من 90 تظاهرة جرت يومي الجمعة والسبت في 48 مدينة في سائر انحاء البلاد
الرئيس التركي : تظاهرات اسطنبول وصلت الى "حد مقلق"
من جانبه دعا الرئيس التركي عبد الله غول الى تغليب "المنطق"، فيما وصلت الاحتجاجات العنيفة ضد مشاريع بناء في ساحة "تقسيم" وسط اسطنبول الى "حد مقلق".
وقال غول في بيان نشره مكتبه "يتعين علينا جميعا ان نتحلى بالنضج حتى يمكن للاحتجاجات ... التي وصلت الى حد مقلق ان تهدأ" ودعا الشرطة الى "التصرف بشكل متناسب" مع حجم الاحتجاج.
بدوره دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان المتظاهرين في ساحة تقسيم في اسطنبول السبت الى انهاء تحركهم "على الفور
وقال اردوغان في خطاب ألقاه في اسطنبول "اطلب من المحتجين أن يوقفوا على الفور تظاهراتهم ... للحؤول دون الحاق مزيد من الاضرار بالزائرين والمشاة والتجار".
غول للمتظاهرين: لقد وصلت رسالتكم
من جهته، دعا الرئيس التركي عبد الله غول اليوم الى الهدوء، قائلاً إن رسالة المتظاهرين "وصلت". ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن غول قوله في اليوم الرابع من التظاهرات المناهضة للحكومة "الديموقراطية لا تعني فقط انتخابات"، مضيفاً "الرسائل التي وجهت بنوايا حسنة قد وصلت". وأضاف غول "ادعو جميع المواطنين الى احترام القوانين والتعبير عن اعتراضاتهم وارائهم بطريقة سلمية كما فعلوا في السابق". كما دعا الرئيس التركي الى الحذر من "المنظمات غير الشرعية" التي تستغل التظاهرات. وحذر من أي أعمال يمكن أن تضر بصورة تركيا.
اردوغان يدعو المتظاهرين في اسطنبول الى انهاء تحركهم
دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان المتظاهرين في ساحة تقسيم في اسطنبول السبت الى انهاء تحركهم "على الفور" ووقف المواجهات مع قوات الامن في اليوم الثاني من تحرك احتجاجي عنيف ضد حكومته.
وقال اردوغان في خطاب القاه في اسطنبول "اطلب من المحتجين ان يوقفوا على الفور تظاهراتهم ... للحؤول دون الحاق مزيد من الاضرار بالزائرين والمشاة والتجار".
البيت الأبيض يدعو السلطات التركية الى ضبط النفس مع المحتجين
دعت واشنطن قوات الأمن التركية الى ضرورة ضبط النفس خلال التعامل مع المحتجين، وذلك على خلفية الاحتجاجات التي اجتاحت اسطنبول في ميدان "تقسيم".
وقالت المتحدثة بإسم البيت الأبيض لاورا لوكاس في بيان إن "السلطات الامريكية ترى ان المتظاهرين السلميين هم جزء من التعبير الديمقراطي، معتبرة ان استقرار الوضع في تركيا يجب ان يتم مع مراعاة قواعد الحرية الاساسية".
40/5/13603
https://telegram.me/buratha
