أكد عدد من رؤساء الأحزاب والمحللين والشخصيات السياسية المصرية أن حكم الرئيس محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين بدأ يتهاوى منذ موجة الاحتجاجات التي اجتاحت مصر للمطالبة بإسقاط هذا النظام القمعي الذي خدع الشعب وزرع الفتنة والإرهاب معتبرين ان سقوط حكمهم سيكتمل مع حملة "تمرد" التي اطلقها شباب مصريون لسحب الثقة من الرئيس من خلال جمع 15 مليون توقيع تنتهي بالحشد نهاية الشهر القادم امام قصر الاتحادية.
واجمع المحللون والسياسيون في تصريحات صحفية أن الحركات المطالبة بخلع مرسي وعلى رأسها حركة "تمرد" ترجع إلى انخفاض الثقة في الرئيس وأنه فقد بقايا الشرعية التي كانت تبرر وجوده في الحكم وخاصة بعد التعديل الوزاري الأخير الذي حقق مزيداً من الأخونة في الحكومة وتأكيدا على رغبة الإخوان لتزوير انتخابات مجلس الشعب المقبلة فضلاً عن استمرار حالة التخبط السياسي والتراجع الاقتصادي وهو ما دفع معظم القوى المدنية والليبرالية إلى التخلص من حكم جماعة الإخوان المسلمين استناداً إلى تلك التوكيلات التي تحمل رغبة شعبية وتعد بمثابة حجة سياسية قوية للمطالبة بتنحي الرئيس مرسي واجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وأوضح محمود بدر المتحدث الإعلامى باسم حملة تمرد أن فكرة الحملة جاءت تمردا على أوضاع السكون الحالية وأن معارضة النظام الحاكم كانت شديدة في الفترة الماضية ولكن كانت معارضة غير منظمة وغير مفعلة على الأرض.
وقال بدر إن تدهور الأوضاع في مصر وصل إلى حد ضرورة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة ومن هنا جاءت فكرة تدشين حملة تجمع القوى السياسية ضد النظام تعمل على سحب الثقة من الرئيس مرسي مشيراً إلى أن فكرة الحملة تلخصت ببساطة في أن يوقع المواطنون علي إقرار بسحب الشرعية من الرئيس مرسي باعتبار أن كل مواطن مصري عضو في الجمعية العمومية للشعب المصري.
كما بين بدر أن الفكرة صدرت من مجموعة من اللجنة التنسيقية لحركة كفاية وسريعا ما تبناها عدد كبير من شباب الثورة عند عرضها عليهم لافتا إلى أن الاجتماع التأسيسي للحملة شارك فيه 50 ناشطا ثم سرعان ما تلقف الفكرة معظم شباب الثورة وبدؤوا في تشكيل مجموعات في المحافظات المصرية وأصبحت صفحة الحملة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تزيد بمقدار ألفي شخص في كل يوم.
وأكد بدر انتشار الحملة في 19 محافظة وأنها تستكمل في الوقت الحالي تشكيل مجموعات في باقي المحافظات وفي دول خارجية بعد ورود اتصالات كثيرة تتلقاها الحملة في الوقت الحالي من مصريين بالخارج في دول عديدة للانضمام لهم وتشكيل مجموعات تجمع توقيعات سحب الثقة من الرئيس في الدول التي يعملون فيها.
من جهته رأى أمين إسكندر الأمين العام لحزب الكرامة المصري أن الرئيس مرسي بدأت شرعيته تتآكل منذ أن حنث باليمين ثلاث مرات وبعد سقوط أكثر من 100 شهيد واعتقال اعداد كبيرة من الناشطين اضافة الى كونه بدل ان يحقق الحرية والعدالة الاجتماعية تفرغ فقط لتنفيذ أهداف الجماعة بالتمكين وأخونة كافة مؤسسات الدولة متوقعا نجاح حملة "تمرد" في إسقاط الرئيس فى حال حصولها على 15 مليون توقيع.
بدوره أعلن عمرو حمزاوى رئيس حزب مصر الحرية تأييده لحملة "تمرد" لسحب الثقة من مرسي مشددا على أن الانتخابات الرئاسية المبكرة هى الحل الأمثل للخروج من الأزمة الحالية.
وقال حمزاوي إن مصر تتجدد بها دماء الاستبداد بتشريعات مشبوهة وانتهاكات لحقوق الإنسان وقمع للمعارضين وتجريم للتظاهر السلمي وهو ليس بجريمة في المجتمع الحر وان مصر تخسر الكثير من جراء نظام حكم فقد شرعيته الأخلاقية ورئيس تراجعت شعبيته وجماعة تتلاعب بالدولة والسياسة والمجتمع وكأنهم ملكية خاصة.
بدورها أكدت رباب كمال المتحدث الإعلامي باسم حركة علمانيون أن نجاح حملة تمرد لسحب الثقة من مرسي يعبر بصورة قوية وواقعية عما يدور في خلد المواطنين المصريين و بسطاء الشارع المصري مشيرة الى ان شعبية الإخوان تراجعت منذ أمد بعيد لأنهم لا يفهمون معنى كلمة المواطنة أو الدولة وهم لا يهمهم إلا الأهل والعشيرة.
وقالت.. إن الأهم بالنسبة للمصريين ليس التخلص من مرسي بسحب الثقة فما هو إلا ممثل مكتب الإرشاد في الرئاسة و لكن الأهم هو التخلص من منظومة جماعة الاخوان المسلمين التي استولت على مقدرات الشعب المصري.
ورأى جورج إسحاق القيادي بجبهة الإنقاذ والمنسق الأسبق لحركة كفاية أن حملة "تمرد" بداية للموجة الثانية للثورة المصرية وأنها ستوءدي إلى تحقيق أهداف الثورة التي فشل الشعب في تحقيقها حتى الآن مؤكدا أنه إذا أراد مرسي حماية البلاد من الانقسام والتمزق عليه أن يدعو لانتخابات رئاسية مبكرة استجابة لمطالب غالبية الشعب المصري.
من جهته اعتبر الفقيه الدستوري الدكتور جابر جاد نصار أن التوقيعات التي تجمعها حملة تمرد لسحب الثقة من مرسي قانونية وأنه مع وصول عدد التوقيعات إلى 15 مليونا يجب على مرسي التخلي عن الحكم والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة.
من ناحيته أكد محمود مهران رئيس حزب مصر الثورة مشاركة الحزب بكل أنحاء مصر في حملة تمرد وتضامنه وتأييده لها بعد تجاهل مؤسسة الرئاسة لمطالب الشعب المصري وعناد جماعة الإخوان المسلمين التي تدير البلاد بقيادة المرشد وتقديم مصالحها أولاً فوق مصالح الشعب المصري.
وقال مهران إن حملة تمرد تستخدم وسيلة مشروعة لجمع توقيعات سحب الثقة من مرسي وذلك لأنه أثبت فشله هو وحكومته وجماعته في إدارة البلاد.
بدوره قال مجدي شرابية الأمين العام لحزب التجمع ان حملة "تمرد" نجحت حتى الآن في كشف عورة الإخوان وكشف النقاب عن شعبيتهم التي انخفضت بفعل سياساتهم السيئة مشيرا إلى أن الحزب يشارك في الحملة من خلال شبابه فى المحافظات الذين يتطوعون بطباعة الاستمارات الخاصة بالحملة على نفقتهم الخاصة.
وطالب شرابية الرئيس مرسي بإعلان تخليه عن السلطة وتسليم الدولة لرئيس المحكمة الدستورية العليا تمهيداً لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
ولفت إلى إن حملة تمرد جاءت كرد فعل على الأوضاع السياسية والاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها المواطنون خاصة الشباب الذين سرقت منهم الثورة وأن جمع التوقيعات هو أحد الأساليب المشروعة لسحب الثقة من الرئيس لأن المواطن الذى يضع توقيعه ورقم بطاقته وبياناته الشخصية على الاستمارة لا يختلف عمن يدلى بصوته فى صندوق الانتخابات.
يذكر أن مصر تشهد منذ تولي جماعة الاخوان المسلمين الحكم العام الماضي حالة من عدم الاستقرار الداخلي نتيجة السياسات الحكومية التي يتبعها الرئيس مرسي وفريقه ما أدى إلى مظاهرات واحتجاجات واعتصامات شعبية واسعة في عدد من المحافظات المصرية أسفرت عن مقتل وجرح العشرات.
8/5/13527
https://telegram.me/buratha
