(نواكشوط- أحمد ولد سيدي)
دعا شيخ الإمام الشيعي الشيخ أحمد يحيى ولد بلال من السنة في موريتانيا وعلى رأسهم العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو بفتح حوار شامل مع الطائفة الشيعية في البلاد، وذلك بعد خطبة للعلامة الددو حذر خلالها من خطر المد الشيعي في موريتانيا.
وطالب الإمام الشيعي في رسالة ووجهها للعلامة محمد الحسن ولد الددو ب"مواساة الطائفة الشيعية مع الصفوية الطوائف الأخرى التي يزورها ولد الددو ويناقش معها القضايا العقائدية.وهذا نص الرسالة:
من أتباع آل البيت في موريتانيا إلى الشيخ الددو : دعوة إلى الحوار و الإصلاحانه من الممكن للشخص أن يتجاهل الكثير و الكثير من الكلام و التعاليق التي توجه إليه في غيابه و في حضوره إذا كانت تصدر من أشخاص عاديين، أما إذا صدرت من قمة و رمز و طود شامخ من اطواد العلم و المعرفة و الثقافة و الانفتاح و عدم التعصب، فهو أمر يتطلب وقفة تأمل و إشارات استفهام، و يتطلب أيضا تحليلا و نظرة بعيدة، خاصة اذا كان يتعلق بالعقيدة و الدين، مثال ذلك موضوع خطبة العلامة الجليل و الأستاذ الفضيل مستحق الاحترام و التبجيل فضيلة الشيخ محمد الحسن ولد الددو(يوم 7 اكتوبر 2011)، و التي تناول فيها الشيعة في إطار العقيدة و ركز عليها، و كأن الشيعة يعتنقون و يعتقدون مذهبا و عقيدة غير إسلامية. و هذا في الحقيقة مثير للانتباه، حيث أن الشيخ بحمد الله ليس ممن يقعقع له بالشنان و لا يقرع له بالعصي، فهو من المفترض أن يكون من دعاة الوحدة بين جميع المذاهب الإسلامية ومع احترام كل مذهب للآخر، ما دام النبي واحدا و القرآن واحدا و الرب واحدا و أركان الإسلام واحدة، و العدو مشترك لا يميز بين المذاهب، فالإسلام كله هدف له، و من هذا المنطلق، و بما أننا نحن أتباع أهل البيت النبوي يحذرنا أئمتنا و مراجعنا الدينية و يحرجون علينا في الإنجرار وراء كل ما من شانه أن يكون طائفيا أو مثيرا للفتن في البيت الإسلامي، فليس عندنا أبدا أبدا من اثر إلا ما هو موجود في كتاب الله و سنة رسوله و باتفاق جميع الرواة و أهل الأثر عن الرسول صلى الله عليه و آله و سلم، فإني أتوجه إلى الشيخ الجليل بهذه الطلبات و أن ينظر أولا إلى القول لا إلى القائل.
أ. فتح باب الحوار ليفهم بعضنا بعضا بعيدا عن التعصب و البهتان و قلب الحقائق و كيل الاتهامات و إلصاق المثالب بالبريء منها،
ب. أن يبحث أكثر عن الشيعة و التشيع ليعرف الربط بين التشيع و الشيعة و بين السنة و أهل السنة و بين الخروج و الخوارج، فكلها فرق إسلامية نشأت في القرون المزكاة و فيها الصحابة و التابعون و تابعو التابعين ، و سميت بهذه الأسماء في ظروف معينة يمكن أن تكون غير منطبقة عليها في هذا اليوم- و كل الفرق الموجودة في العالم الإسلامي و دون استثناء منبثقة من احد هذه الثلاثة، و التاريخ خير شاهد فليراجع،
ت. أن لا يقيس ما لا يعلم و لو قل على ما علم و لو كثر، فالاختصاصات متشعبة و كثيرة جدا، ث. أن يكون الحوار إذا قدر له أن يكون موثقا ليحكم لنا أو علينا مع أننا لا نمانع أن يكون الشيخ أو مثله حكما و لو كان خصما في الوقت نفسه، فهو غير متهم في كلا الأمرين.
فنحن أتباع آل البيت الذين اشتهروا باسم الشيعة لسنا نسب أحدا و لا نكفر أحدا و لا نفسق أحدا و لا نستحل دم احد ولا ماله و لا عرضه، فعقيدة الشخص نكلها إليه لكي يعبر عنها هو بنفسه، فيكفر نفسه أو يفسق نفسه أو يحنف نفسه بأقواله و أفعاله، فأرجو من الشيخ و خدمة للدين و لعامة المسلمين أن يتنازل من شموخ علمه إلى حضيض جهلنا و من درجات فضله إلى دركات انسفالنا لنتحاور و نناقش لنستفيد منه و من علمه و من توجيهاته و أن يسعنا برحابة صدره كما وسع بها الصوفية التيجانية و إحياء ذكرى عيد المولد النبوي و زيارة القبور، فقد رأيناه في كل ذلك، بعد أن كان ذلك مستبعدا منه، فقد لاحظنا ذلك و استبشرنا به خيرا عسى ا ن يأتي الدور علينا، فقد فسرنا ذلك كله على أن الشيخ يراه من باب الرجوع إلى الحق حق، لا ما يفسره الآخرون البعيدون عنا، الذين يحملون اجنداة تخصهم، و نعده نحن بدورنا أن نسع الوهابية برحابة صدورنا. و في الأخير تقبلوا يا سيدي الشيخ العلامة النحرير فائق التبجيل و التقدير، و لمن ضمه مجلسكم الموقر من كبير أو صغير.
الشيخ أحمدُ يحيى ولد بَلَال
https://telegram.me/buratha