أصدر الشيخ الحسين رئيس لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية بياناً هاما ردا على بيان وزارة الداخلية سلط الضوء فيه على عدة نقاط مهمة .
نص البيان
لقد أراد النظام من خلال بيان وزارة داخليته القمعية وكعادته أن يتنصل عن المسؤولية بارتكاب جنايات القتل العمد من خلال اتهام أطراف غير معروفة بإطلاق النار ، ومن خلال قلب الحقائق وتصوير القضية للرأي العام بأن من يتعرض للاعتداء واطلاق النار هم قوات الداخلية التي تحاول الادعاء كذبا وزورا أنها وقعت ضحية للاعتداء واطلاق النار وهو أمر عار عن الصحة ، حيث أن قوات وزارة الداخلية قد بدأت بحملة اعتداءات وفتح للنيران المباشرة من خلال مواقعها ونقاط تفتيشها باتجاه المواطنين بشكل عشوائي منذ بداية شهر اكتوبر حيث عمدت قوات الداخلية باستخدام أسلوب الطلق العشوائي للرصاص الحي بوجه المواطنين عند نقاط التفتيش وبين الأحياء السكنية وفي الشوارع العامة وذلك في اطار حملة أمنية تستهدف بث الدعر والخوف والعمل على استفزاز المواطنين في وقت كانت الشوارع قد خلت من أي تجمعات أو مسيرات ، ففي يوم السبت 12 نوفمبر 2011 أجرت قوات الداخلية السعودية, استعراضاً عسكرياً كبيراً في دوار الشويكة جنوب شارع الثورة في مدينة القطيف ، وآخر في دوار اللؤلؤة شمال شارع الثورة ، بعد ذلك بيومين أقدمت قوات الداخلية على اطلاق النار بشكل كثيف على شاب كان يقود دراجة نارية في تقاطع شارع أحد بالقطيف وأردته على الأرض جريحا، وفي مدينة العوامية بتاريخ 19 نوفمبر أصيب الشاب محمد فؤاد البناوي بطلق ناري في كتفه وهو يقف أمام منزله من قبل أحد عناصر الداخلية ، ومهما تكن هذه الاطراف المجهولة المندسة المذكورة في بيان وزارة الداخلية على فرض قبول رواية النظام المزيفة فإنها محسوبة على النظام ، حيث لا مصلحة لأحد من أبناء الشعب أن يقتل بني جلدته بهذه الطرق البشعة ، وحقيقة الأمر أن رواية الأطراف المجهولة المندسة كذبة أخرى من أكاذيب نايف وزمرته لحرف الأنظار والتنصل عن مسؤولية عصاباته الارهابية فيما وقع ويقع حتى الأن من جرائم القتل واطلاق الرصاص الحي باتجاه المواطنين ، فقد أفاد شهود عيان بطرق متواترة وقد وثق ذلك بالصور أن قوات نايف الاجرامية قد قامت بتوزيع مجموعات من سفاحيها على أماكن مختلفة ومن على مواقع مرتفعة ليقوموا بقتل المدنيين من خلال أسلحة قناصة متطورة وبشكل محترف ، الأمر الذي يدل على نية النظام المبيتة بارتكاب جرائم القتل العمد بحق المدنيين العزل ، بالإضافة الى أن قيام قوات الداخلية بإطلاق النار بشكل متعمد وعشوائي على المارة والسيارات والمنازل ، والذي أدى الى سقوط العديد من الجرحى في اليومين الماضيين ، يفضي بما لا يدع للشك مكانا أن هذه القوات المجرمة قد تلقت أوامر عليا من وزارة الداخلية وأمارة المنطقة الشرقية بممارسة القتل العمد والتصفية الجسدية بحق المواطنين .
لقد أضيف لقائمة الشهداء في قطيفنا الحبيبة شهيدان آخران ، والوضع القائم مرشح للتصعيد وسفك الدماء بشكل أوسع وبصور أكثر بشاعة من قبل كيان بني سعود ، ( دون الانتظار من قبل قوات نايف القمعية لاتخاذ التظاهرات والتجمعات الاحتجاجية الشبابية ذريعة لاستخدام آلة الموت الدموية ) ما لم يتم التصدي لوقف هذا الجنون والارهاب الحكومي المنظم المنطلق من عقلية شوفينية وبواعث طائفية حاقدة قد بيضت صفحة الصهاينة بأساليبها الاجرامية في البحرين أولا وفي القطيف مؤخرا وليس آخيرا.
ولا يعني التصدي الدعوة لحمل السلاح واستخدام القوة ، بل إن اتحاد العلماء المخلصين وقادة المجتمع ، والعمل المشترك والثقة بالنفس والتوكل على الله سبحانه وتعالى ، و الكلمة الحرة والمواقف الجريئة والشجاعة والتبني الصريح والتصدي للحركة المطلبية لجماهير شعبنا الأبي و الوقوف والمساندة والتوجيه لهذه الحركة المباركة ، والتواجد الدائم في الساحة ، لهو سلاح أمضى من أي سلاح وعامل ردع يجعل النظام يحسب ألف حساب قبل الاقدام على أية حماقة
إن أي لجنة تحقيق في الجرائم الاخيرة التي ارتكبها النظام بحق المدنيين العزل لن تكون مقبولة ولن يعترف الشعب بنتائجها لأنها لن تكون محايدة ولن تكون ناطقة باسم العدالة ولن تكون سوى لجنة شكلية وظيفتها في آخر المطاف تقديم تقرير معد داخل أروقة وزارة نايف القمعية و ناطقة باسم النظام نفسه الذي يحاول تزييف الوقائع ولي عنق الحقائق بما يخدم مصالحه ، لذا يجب الاصرار على أن تكون اللجنة (إذا كان النظام جادا في تشكيلها ) مشكلة من شخصيات محايدة ونزيهة لها كامل الصلاحيات بعيدا عن ضغوط النظام واملاءاته .
ونحن على أعتاب شهر محرم الحرام وحلول ذكرى عاشوراء العظيمة ، يجب أن نستفيد من هذا الموسم المهم المفعم بروح القوة والجهاد والتضحية ومقاومة الظلم والطغيان ، يجب أن يكون فرصة مهمة لمناقشة وطرح قضايانا وشحذ الهمم وتقوية الارادة واحياء روح الامل بانتصار الدم على السيف وقتل روحية الانهزام والخنوع والوهن المعشعشة في القلوب ، يجب أن يكون موسما لتكريس مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدع بكلمة الحق أمام السلطان الجائر في قلوبنا وجوارحنا وهي من أولى أهداف ثورة الحسين عليه السلام ، يجب أن يكون شعار هيهات منا الذلة منهجا وسلوكا عمليا مطبقا على واقعنا المعاش .
ليست قضية عاشوراء مجرد شرارة عابرة لشحن العواطف وسكب العبرات للتبرك وكسب الثواب (وهو أمر مهم ومطلوب ) ثم ينتهي الأمر دون أن يكون لهذا الحدث التاريخي العظيم الذي غير مجرى الأحداث والتاريخ أثر على عقولنا وقلوبنا وسلوكنا وواقعنا المعاش ، وإن كان الجانب العاطفي مهم في الرقي الروحي والارتباط الولائي ، إلا أن ذلك وحده لا يشكل ضمانة للفرد المؤمن أن لا ينقلب على أهداف الحسين وفكر الحسين ونهج الحسين وهو في الوقت نفسه يبكي على الحسين عليه السلام ، فالبكاء وحده ليس كافيا للسير على خطى الحسين بل لابد أن تتحول قضية الحسين الى دروس وعبر تنصهر في حياة الانسان والمجمع والامة ، اضافة للتعبئة العاطفية المهمة في مسيرة أبناء الحسين والسائرين على نهجه لضمان أن لا نقتل الامام بقتل قضيته و أهدافه .
أسأل الله سبحانه أن يجعلنا من أنصار الحسين والسائرين على نهجه والذائبين في فكره وقلبه وروحه المقدسة ، وأن لا يسلبنا ذلك طرفة عين أبدا ، كما أسأله سبحانه أن يحشر شهداءنا الأبرار مع الحسين و أنصار الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام .
محمد الحسين
https://telegram.me/buratha