كشف الباحث الاقتصادي منار العبيدي، اليوم الثلاثاء، الأسباب وراء ارتفاع أسعار صرف الدولار يوم امس في السوق الموازي ببغداد والمحافظات، حيث قفزت أسعار الصرف الى 144 الف دينار لكل 100 دولار، بعدما كانت مستقرة بين 40 و141 الف دينار في الأسابيع الماضية.
وقال العبيدي في تدوينة ان "الدينار العراقي شهد انخفاضا يوم امس بالتزامن مع امتناع معظم المضاربين عن بيع الدولار، ما خلق حالة من الارتباك والقلق في الأسواق"، مشيرا الى انه "رغم انتشار الحديث عن وجود نية لتغيير سعر الصرف الرسمي، إلا أن بيان البنك المركزي كان واضحا بعدم وجود نوايا لتغيير سعر الصرف".
وأوضح ان "التحرك الحقيقي في السوق لا يتعلق بسعر الصرف الرسمي، بل يرتبط بقرب تطبيق آلية الاحتساب المسبق للكمرك، وهي خطوة طال انتظارها، فابتداءً من 1/12/2025 لن يسمح لأي مصرف بتنفيذ حوالة خارجية ما لم تحتسب الرسوم الكمركية مسبقًا".
وبين ان "هذه الآلية ستحدث تغييرات كبيرة، من بينها زيادة كبيرة في إيرادات الدولة الكمركية، والسيطرة على التهريب الكمركي الذي استنزف موارد البلاد لسنوات، ومنع التحويلات الوهمية التي تستخدم في المضاربة أو غسيل الأموال وتخفيض حجم الاستيرادات العشوائية التي تستهلك جزءا كبيرا من الاحتياطيات الأجنبية".
واعتبر انه "أي إصلاح جذري كهذا سيواجه مقاومة واسعة، خاصة من المضاربين الذين سيستغلون كل فرصة لرفع سعر الدولار، والتجار الصغار الذين لم ينظموا تعاملاتهم التجارية والمصرفية، والجهات التي استفادت من الفوضى في التحويلات والكمارك طوال السنوات الماضية".
وأشار الى انه "لذلك نتوقع شهرا مضطربا من التصريحات والضغوط والتهويل الإعلامي"، مبينا انه "إذا طبقت الآلية بشكل صحيح واستمرت دون تراجع، فإنها ستعد أكبر ضربة لعمليات التهريب الكمركي منذ 20 عاما، كما أنها قادرة على رفع إيرادات الكمارك إلى 6–8 تريليونات دينار وتقليل الطلب غير الحقيقي على الدولار وتقليل الاستيرادات غير الضرورية".
https://telegram.me/buratha

