استبعدت وزارة النفط العراقية، حصول "هزة" بأسعار الخام في الاسواق العالمية بعد اجتماع مرتقب نهاية الشهر الجاري لمنظمة البلدان المصدرة للنفط [أوبك] في فيينا لبحث تجميد الانتاج.
وتسعى [أوبك] للتوصل إلى اتفاق في اجتماع يعقد في فيينا في 30 تشرين الثاني الجاري مع 14 دولة داخل وخارج المنظمة يضمن خفضا منسقا للإنتاج لدعم السوق عبر الموازنة بين العرض والطلب.
وقال المتحدث باسم الوزارة عاصم جهاد في تصريح صحفي"لا نتوقع حصول هزة في أسعار النفط بعد اجتماع اوبك بل تتأثر إيجاباً والان لمجرد التصريحات الايحابية في التوصل الى اتفاق ينعكس ايجابا على الاسعار النفطية".
وأضاف "كلما كانت أسعار الخام مرتفعة مفيدة للعراق، ولكن يجب ان تكون واقعية" مبينا ان "عملية التوقع صعب في ظل عدم التوصل الى إتفاق في اوبك وعندما يتم ذلك ينعكس إيجاباً على أسعار الخام، والدول المنتجة للنفط تراقب السوق النفطية لمدى تأثير قرار التجميد على الأسعار وما هي نسبته، وعلى أساس ذلك ممكن اتخاذ إجراءات أخرى [غير التجميد] او الإبقاء على ذلك".
وأوضح جهاد، أن "عملية التجميد مرحلية ووقتية وبعض الدول تقترح ان تكون مابين 3 الى 6 أشهر وهذا يتوقف على الاجتماع الذي يعقد نهاية الشهر لأوبك".
ولفت "نشاهد هناك ارتفاع لأسعار النفط بشكل بطيء وقد يكون التوصل لاتفاق الى تأثير إيجابي لكن ليس بالمستوى ان تقفز به الأسعار لأرقام غير متوقعة وانما بطيئة وبالتاكيد تبقى أفضل من الاسعار الحالية".
وكانت أسعار النفط قد صعدت اليوم الثلاثاء لأعلى مستوى منذ أواخر تشرين الأول الماضي حيث قفزت العقود الآجلة لمزيج برنت إلى 49.63 دولار للبرميل بزيادة 1.5 بالمئة عن سعر آخر تسوية، مع أخذ الأسواق في حساباتها خفضا متوقعا للإنتاج تقوده منظمة أوبك، لكن محللين حذروا من أن الفشل في التوصل لاتفاق بشأن خفض الإنتاج قد يؤدي إلى تفاقم تخمة المعروض بحلول أوائل 2017.
وأعلن وزير النفط علي حسين اللعيبي أمس الاثنين ان العراق يحمل أفكاراً ومقترحات جديدة للإجتماع الوزاري المقبل لاوبك "تهدف الى أحداث مزيد من التقارب والتوافق بين الإعضاء للتوصل الى اتفاق يضمن تحقيق الإهداف المشتركة للمنتجين ومنها استقرار السوق ودعم اسعار النفط الى مستويات مقبولة".
وشدد على أن "العراق يؤكد من جديد حرصه على وحدة وتماسك المنظمة ويجب ان لاتفهم مطاليبه المشروعة على أنها تشكل عائقاً امام التوصل الى اتفاق جديد لتجميد الانتاج ، وان العراق يُعول كثيرا في الاجتماع المقبل على حرص وجهود الأعضاء والمنتجين من داخل أوبك وخارجها في التوصل الى أتفاق عادل يراعي مصالح الجميع ويضع حداً لتخمة المعروض من النفط الخام في السوق العالمية".
واستبق وزير الخارجية إبراهيم الجعفري اجتماع اوبك بالقول انه "ليس من الانصاف" مطالبة العراق بتجميد الانتاج وهو يخوض حرباً ضد داعش.
وقال الجعفري للصحفيين في العاصمة المجرية بودابست اليوم الثلاثاء إنه يعتقد أن على العراق زيادة إنتاجه كونه في وضع خاص وينبغي لأوبك أن تسمح للعراق بالاستمرار في رفع إنتاجه من الخام من دون قيود".
وقال مسؤول حكومي رفيع، الجمعة الماضية أن العراق لا يرغب بأي اتفاق للمنظمة أذا كان من شأنه تخفيض إنتاجه لحاجته للأموال بتغطية نفقاته للحرب ضد داعش والخدمات والرواتب.
وذكر المسؤول لرويترز الذي وصفته بالمقرب من رئيس الوزراء حيدر العبادي إن "على أوبك أن تسلم بحقيقة أن العراق يجب أن يظل بعيدا عن أي اتفاق بشأن خفض الإنتاج لأنه في خضم حرب صعبة ويحتاج إلى كل دولار كي يبقى واقفا على قدميه".
واتفقت أعضاء أوبك في أواخر أيلول بالجزائر على الحد من إجمالي إنتاجها النفطي إلى ما بين 32.5 مليون و33 مليون برميل يوميا.
وقدر العراق إنتاجه من النفط عند 4.77 مليون برميل يوميا في تشرين الأول ويقول إنه لن يخفض الإنتاج مجددا إلى أقل من 4.7 مليون برميل يوميا، وقال فلاح العامري مندوب العراق لدى أوبك ورئيس شركة تسويق النفط [سومو] الوطنية إن ذلك لن يحدث من أجل أوبك أو غيرها".
https://telegram.me/buratha