معكم يا أهلنا في البحرين والجزيرة العربية

حركة احرار البحرين الاسلامية/بانتظار تحقق الوعد الالهي: الشعب يواصل ثورته والطغاة يحصون ايامهم

2057 2016-11-05

بانتظار تحقق الوعد الالهي: الشعب يواصل ثورته والطغاة يحصون ايامهم

 

ربما ليس ما باب المبالغة القول بان الوعي المختزن لدى شباب الثورة يفوق ما لدى بقية طبقات المجتمع كثيرا. فالمرابطون في الميادين ينظرون بعين الله، ويفهمون الامور ببصيرة نافذة، يفقهون طريقهم بنور الله، فاذا بهم اقوى من الجلادين الذين يتصدون لهم بأعتى الاسلحة. شوارع البحرين تشرفت بخطى هؤلاء الذين حطموا آمال الطغاة وداعميهم، وصمدوا امام فلول الادعياء والطلقاء، ولم يستطع الديكتاتور السفاح ادخال شيء من الخوف في قلوبهم. ولانه صعلوك لا يملك عقلا راجحا، فقد استخدم سلاحه الاقوى منذ اللحظات الاولى للمواجهة، فقتل المحتجين في 14 فبراير 2011، عندما انطلقت الثورة المظفرة بعون الله. ثم استخدم القمع الجماعي بالسجن والتعذيب، واخيرا وصل مرحلة يعتبرها سلاحه الاخير ضد البحرانيين. فما اضعف عقله وما اوهي حيلته. خرج الشباب بعد امتداد قافلة الشهداء والواحد منهم يقول: انا الشهيد التالي، فاتحين صدورهم للرصاص. هذا ما تؤكده صورة الشهيد عبد الرضا ابوحميد وعلي بداح وسواهما. ثم عمد للسجن الجماعي فما توقف الحراك، ومارس التعذيب سلاحا بحق الابطال، فما ازدادوا الا صلابة. واخيرا استخدم سلاحه الاخير الذي يسبق سقوطه، متمثلا بسحب ا لجنسية والابعاد. هذا الصعلوك الخليفي لم يقرأ تاريخ ثورات آل بيت رسول الله الذين قالوا: الموت لنا عادة، وكرامتنا الشهادة. هذا الطاغية لم يطلع على معاناة العلويين الذين دفنوا احياء ومورس من التعذيب بحقهم ما تحفل به كتب المؤرخين والباحثين مثل "تاريخ العذاب في الاسلام" لعبود الشايجي و "تاريخ التعذيب في الاسلام" لهادي العلوي. تلك سجلات تنطق بالظلامة وتكشف مدى ما ذهب له أعداء الانسانية في استهدافهم المعارضين الثوريين الذين ابوا ان يصمتوا او يسايروا ظالما. هذا القن الخليفي التافه لا يتذكر ما فعله صدام حسين في 1972 و 1980 حين قام بابعاد المواطنين بالآلاف الى ايران بعد ان سحب جنسياتهم. فماذا كانت النتيجة؟ لقد عاد هؤلاء مرفوعي الرؤوس الى وطنهم بعد سقوط الطاغية ليؤكدوا ان التنكيل الذي يمارسه اعداء الانسانية سرعان ما يعقبه فرج من الله المقتدر الجبار، فيسقط الطغاة ويرث ضحاياهم الارض من بعدهم: ان الارض لله يرثها عبادي الصالحون.

 

في الاسبوع الماضي انتفخت اوداج الطاغية واستشاط غضبا بعد ان تصدى ضحاياه لموكبه في لندن وهتفوا امام العالم ضده، منادين بسقوطه. وصلت هتافات اولئك الابطال الى مسامع مضيفته، رئيسة وزراء بريطانيا، وسمعها العالم عبر شاشات التلفزيون. لقد كان يأمل ان يستقوي بالحكومة البريطانية ضد الشعب البحراني، فشاء الله ان يظهره ضعيفا هشا لا يملك شيئا ولا يستطيع جلاوزته وبلطجيته ممارسة اساليبهم القذرة التي يستخدمونها ضد الاحرار في شوارع البحرين وسجونها. كانت هتافات الابطال تمزق احشاء تلك العصابة المجرمة التي تم تدريبها على التوحش وارهاب المواطنين، فكأن هذا الكون يسيره هؤلاء المجرمون، وكأن عين الله غفلت عنهم "ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون، انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار". وللمرء ان يتصور الحجم الحقيقي لجلاد يهتف مواطنوه بسقوطه يوميا، فمن اين يستمد شرعيته؟ وكيف يحكم شعبا يكرهه ويطالب بسقوطه سوى بالحديد والنار؟ وهل يستقيم حكم طاغوت يعتمد على هذه الاساليب؟ كم مواطنة بحرانية ينبض قلبها ليلا ونهارا بالدعاء على قاتلي ابنها؟ او معذبيه؟ او سجانيه؟ ان دعوة المظلوم لا تحجب عن ا لله سبحانه، ولن تفيدهم قصورهم او اسلحتهم ولن يكونوا بمنأى عن غضب الشعوب المضطهدة: وظنوا انهم مانعتهم حصونه من الله شيئا، فاتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، وقذف في قلوبهم الرعب". حين يحل عليهم الغضب الالهي لن يفيدهم احد من شياطين الانس خصوصا حكام الغرب المنافقين: "يوم نبطش البطشة الكبرى انا منتقمون". والانتقام الالهي يتمثل بتنفيذ القانون الطبيعي على البشر، اي ان العذاب يتحقق بنفاذ القانون الذي يحكم الكون.

 

هذه الحقائق تمثل جانبا من ثقافة الثوار المطالبين بالتغيير، وما عداها فكلام البشر الذي لا يصمد امام الارادة الالهية. والظلم من ابشع الجرائم التي تؤسس لسقوط الانظمة والحضارات. وما يجري في اليمن ظلم فاضح على اعلى المستويات. وقد اتضح تقصير هذا العالم ازاء الظلم الذي يمارسه السعوديون وحلفاؤهم الخليجيون مع شعب اليمن. وقد نجم عن عشرين شهرا من القصف الاجرامي كوارث انسانية هائلة، من بينها تفاقم المجاعة في البلد الافقر في العالم العربي. يضاف الى ذلك القتل الجماعي الناجم عن القصف السعودي اليومي على المنشآت المدنية التي يسقط فيها العشرات، وآخرها جريمة العدوان على سجن الحديدة هذا الاسبوع. المنظمات الحقوقية الدولية اكدت ان هذه جرائم حرب ارتكبت على نطاق واسع وان هناك ضرورة لان يقوم العالم من خلال الامم المتحدة ومجلس حقوق الانسان وكذلك المحكمة الجنائية الدولية بتقصي الحقائق لتحديد حجم جرائم الحرب التي ارتكبتها السعودية وحلفاؤها. وقد مارست السعودية ضغوطا هائلة وانفقت اموالا كثيرة لمنع اجراء اي تحقيق دولي في جرائمها، حتى بلغ الامر ان قامت بتعيين قاض خليفي للقيام بذلك. هذا القاضي متهم بالمشاركة في جرائم ضد الانسانية ارتكبها الجلادون الخليفيون بحق السجناء المواطنين. فقد اصدر احكاما بسجن الابرياء ومن بينهم اطفال مددا طويلة، ورفض اصدار اوامر قضائية بالتحقيق في جرائم التعذيب التي استخدمها الخليفيون لانتزاع اعترافات مزيفة من البحرانيين. ونتيجة التحقيق التي يشرف عليها شخص كهذا ستكون بدون شارك تبييضا للجرائم السعودية. ولذلك تتواصل قرائم القصف السعودي للابرياء يوميا. هذا التواطؤ الشيطاني لحماية مرتكبي جرائم الحرب يكشف مدى ما بلغه تراجع القيم والاخلاق والمباديء في هذا العالم. واذا اضيف لذلك تصويت 100 من اعضاء البرلمان البريطاني المنتمين لحزب العمال ضد مشروع قرار اقترحه رئيس الحزب، جيريمي كوربين، يدعو لوقف تزويد السعودية باسلحة بريطانية، اتضح حجم التواطؤ الدولي في المأساة اليمنية.

 

ماذا يعني ذلك؟ الشعوب لا تستسلم ولا تستكين ولا تذعن للطغاة. فكما ان الشعب اليمني صامد بوجه العدوان السعودي اليومي، يدفع ثمن ذلك دماء ودمارا ومجاعة شاملة، فكذلك شعب البحرين الصامد الذي يهتف كل يوم ضد الطاغية الخليفي وعصابته، ويرفض ان ينصاع للجرائم اليومية التي يرتكبونها بحقه. في الاسبوع المنصرم سحب هذا الديكتاتور المجرم جنسية اكثر من خمسين بحرانيا، بسبب حقده وشعوره بعقدة النقص الناجمة عن كونه وعصابته محتلين اجانب. مع ذلك أكد الشعب صموده واصراره على تحقيق مطالبه بالاحتجاجات والتظاهرات ورفض العودة الى الماضي الذي كان يعيش فيه تحت هيمنة العصابة الخليفية المجرمة. فسياسات الانتقام التي يمارسها اعداء الشعب انما تزيده ثباتا واصرارا ووضوحا في الرؤية والهدف. انهم يسعون لغرس العملاء وضعاف النفوس والانتهازيين والمتسلقين في صفوف الشعب، ولكن الله أشد بأسا وأشد تنكيلا، فان مكروا فان الله خير الماكرين. لقد انتهت حقبة الحكم الخليفي لان ذلك النمط من الحكم لا ينسجم مع روح العصر، ولا يحظى بشرعية قانونية او شعبية، ولا يعبر عن ارادة الشعب الباحث عن الحرية وحكم القانون والشراكة الحقيقية في ادارة البلاد. ولان الحكم الخليفي يعيش اخريات ايامه فقد اصبح اكثر تدميرا وحقدا، وهذا شأن الوحوش قبيل موتها. لقد قال الشعب كلمته، وسيلتزم بها ويرابط في الميادين حتى يتحقق النصر الالهي الموعود وتسقط الاصنام المادية التي لا تقوى على مقارعة الحق، ولا تطيق الصمود امام ثبات الشعب والوطن.

 

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

 

حركة احرار البحرين الاسلامية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك