معكم يا أهلنا في البحرين والجزيرة العربية

الهزيمة السعودية في اليمن سيتبعها سقوط خليفي ماحق

2311 2016-10-21

السنن الالهية لا تخطيء ولا يتوقف نفاذها ولا تحابي احدا. ولهذا بدأت تأخذ مجراها بحق المعتدين السعوديين الذين فتكوا بالشعب اليمني ودمروا بشره وعمرانه وحضارته. السنة الالهية المذكورة في القرآن الكريم تؤكد ان الظالم لا يفلت من العقاب الالهي: انا من المجرمين منتقمون. اعتقد السعوديون وداعموهم عندما اطلقوا عدوانهم على شعب آمن انهم سيحققون نصرا حاسما في غضون ايام او اسابيع، وذلك وفقا لحساباتهم الشيطانية. فلديهم اكبر قوة جوية في المنطقة، وهم قادرون على استئجار المرتزقة من كافة الاقطار، خصوصا الافريقية، ونفوذهم السياسي يتصاعد بسبب السقوط الاخلاقي للانظمة العربية كنظام السودان، ولذلك يستطيعون تعبئة جيوش عديدة لمشاركتهم في العدوان الآثم. ولديهم من اموال قارون ما يفوق التصور، حتى ان محمد بن سلمان، نجل طاغية الجزيرة العربية، اشترى مؤخرا قاربا فخما (يختا) بـ 300 مليون دولار، في الوقت الذي يعاني الاقتصاد السعودي فيه من التقشف الشديد. هذا الاسبوع اتضح ان كل حساباتهم كانت خاطئة لان لله حسابات اخرى "ويمكرون ويمك الله والله خير الماكرين". لقد دفعهم غرورهم وكبرياؤهم لارتكاب جريمة هي التي قصمت ظهور طغاة الرياض والرفاع وابوظبي وكشفتهم على حقيقتهم: مجرمي حرب من الدرحة الاولى. لم يعد هناك من يستطيع التشكيك في عمق هذه الجريمة، حتى داعميهم من المرتزقة المحليين والدول الغربية الانتهازية. كانت انات الجرحى والشهداء كافية لان تصك اسماع النائمين في هذا العالم لتوقظهم على حقيقة مرة: ان القتلة الذين مزقوا اجساد المئات من اليمنيين الابرياء، لا يختلفون عن ارهابيي داعش، وان من استهدف مساجد البحرين انما هو وريث مسلم بن عقبة الذي استباح مدينة رسول الله واستهدف الكعبة والمساجد وقتل صحابة الرسول.

انها بداية نهاية الحقبة السوداء التي ولغ السعوديون والخليفيون فيها في دماء الابرياء وقتلوا العلماء والصالحين وهدموا المساجد واستباحوا الاعراض ودمروا بلدان المسلمين، ابتداء بالعراق ثم البحرين فسوريا ثم ليبيا فاليمن. ان دماء ضحايا المؤامرة السعودية – الخليفية – الاسرائيلية على الاسلام واهله لا يمكن ان تذهب سدى. فسرعان ما تتحول الى بركان جارف، وفق السنة الالهية، لتزلزل الارض تحت اقدام الطغاة والمحتلين والمستخفين بقيم السماء. وما الهزيمة الماحقة في اليمن للسعوديين والخليفيين الا بداية الطوفان الالهي الذي يدمر الظالمين: "وتلك القرى لما ظلموا اهلكناهم". لم يكن لدى اليمنيين ما يدافعون به عن انفسهم وارضهم سوى الصبر والصلاة امتثالا لامر الله تعالى: "واستعينوا بالصبر والصلاة". ان ذلك سلاح صاعق يقصم ظهر المعتدين والمتجبرين. فلن ترتفع راية السعوديين بعد ان ارغموا على وقف اطلاق النار باوامر مباشرة من الحكومة الامريكية. ففي اجتماع لندن في 16 اكتوبر قال جون كيري، وزير الخارجية الامريكي: نريد وقفا لاطلاق النار فورا". واوضح بذلك قائلا: اقصد يوم الاثنين او الثلاثاء". فما كان على السعوديين الذين يتفرعنون على المواطنين العاديين الا ان يستسلموا لتلك الاوامر ويسرعوا لتنفيذها. فليس من حقهم مناقشتها او تأجيل التنفيذ، فهذا ليس من اختصاصهم، كعبيد ومرتزقة وموظفين تافهين. وتنفس اليمنيون الصعداء، وهم الذين صمدوا طوال عشرين شهرا في اراضيهم، وكالوا الصاع صاعين للمعتدين السعوديين والخليفيين والاماراتيين. وما كاد العدوان السعودي على اليمن يتوقف حتى انفجرت الازمة بين آل سعود ومصر وظهر الى السطح عمق التنافس بين القاهرة والرياض حول  قضايا المنطقة. ويمكن القول ان هذا التنافس يمثل التحدي الاكبر لسياسة التوسع والهيمنة والطائفية التي تنتهجها السعودية. جاء ذلك بعد قرار سعودي استكباري يكشف عمق الشعور بالاستعلاء والغرور لدى قادتها. فقد اصدروا قرارا مفاجئا بوقف شحنات النفط عن مصر، الامر الذي احدث ارتباكا لدى قادتها وازعجهم كثيرا.

فرائص الخليفيين بدأت ترتعد بشدة. فوجودهم في الحكم اليوم انما هو نتيجة  الاحتلال السعودي للبحرين في منتصف شهر مارس 2011، والتراجع السعودي يعني بداية النهاية لذلك الدعم. صحيح ان الطاغية استعاد الوجود العسكري البريطاني وانفق اموال الشعب لبناء قاعدة بحرية لذلك الوجود، ولكن بريطانيا هي الاخرى تشهد تحولا في المزاج العام لشعبها، وعزوفا عن سياسات المؤسسة الحاكمة. هذه المؤسسة تواجه صعوبات كثيرة في الوقت الحاضر خصوصا بعد القرار الشعبي بالخروج من الاتحاد الاوروبي. المنطق والعقل والحكمة تقتضي ان يرعوي القادة البريطانيون عن سياساتهم الداعمة لانظمة الاستبداد والقمع في الخليج، وان يغيروا سياساتهم التقليدية الداعمة للعائلات الحاكمة في الخليج. ولكن ذلك ليس ممكنا في الوقت الحاضر لان تلك المؤسسة ما تزال تنكر الحقائق الاساس ومن بينها ان هناك عزوفا شعبيا عن سياساتها وميلا اكثر للتوجهات الانسانية ورفضا اعمق للتطرف والارهاب. وحيث ان المؤسسة الحاكمة ما تزال عاجزة عن استيعاب هذه الحقائق، فمن المؤكد انها ستجر بريطانيا الى ازمات سياسية ومالية واخلاقية وقيمية. ولن تجديها تلك القواعد العسكري شيئا لان الازمة الداخلية تتفاقم شيئا فشيئا. الخليفيين يراهنون على الخيول الخاسرة في مضمار السباق الذي تغيرت موازينه لغير صالح تلك القوى. ولذلك يلاحط جنوح بعض اطراف الحكم البريطانية نحو المزيد من الانطواء على النفس والتنكر للآخر، والعزوف عن العمل السياسي والعسكري خارج الحدود. وهكذا تبدو السياسات الخليجية من  عوامل سقوط الدور البريطاني في المنطقة وتوسع نفوذ الدول الاخرى من الدول الاوروبية.

هذه التغيرات في المناخات السياسية المرتبطة بالاوضاع البحرانية واضحة لدى الشعب وقواه الثورية بشكل خاص، وان كانت المؤسسات والجمعيات السياسية متخلفة كثيرا عن مواكبة التيار الثوري المتنامي والذي ساهمت دماء ابنائه في تعميق وعيه وتحصينه امام محاولات الخرق من قبل اجهزة الاستخبارات الغربية، خصوصا البريطانية. ولذلك تتواصل الاحتجاجات والتظاهرات يوميا في كافة مناطق البحرين. وقد اقتضت المشيئة الالهية ان يتحول محيط منزل سماحة الشيخ عيسى قاسم الى بؤرة نضالية عميقة، تتجدد فيها روح الثورة يوميا بالحراك الذي لا يتوقف. انه تحد صارخ للعصابة الخليفية وداعميها وفشل ذريع لدبلوماسيتها في الخارج. فما دامت روح الثورة تتجدد مع كل حدث طاريء فلن يستطيع طاغية او ديكتاتور التصدي للارادة الشعبية المتنامية. وسيجد الخليفيون انفسهم امام خيارين: فاما الاستسلام لارادة الشعب، وحقن الدماء وتسليم السلطة لممثلي الشعب المنتخبين، او الاصرار على السياسات الحالية  التي تعتمد على الخارج بشكل كامل، وفي ذلك سقوط اخلاقي وسياسي وامني لن يتعافى الخليفيون يوما منه. ان الامل ليدغدغ الاحرار، وان الثقة بالنصر الالهي لعميقة في نفوس المناضلين، وان صمود الابطال في ميادين النزال لدليل فاعل على حتمية انتصار الدم على السيف، وعلامة واضحة على عمق التجربة التي خاضها المستضعفون في البحرين حتى وجدوا مصاديق عملية لذلك في عاشوراء الحسين التي اسقطت فيها دماء الشهيد عروش الطغاة الامويين واسقطتهم في مزبلة التاريخ.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين.

حركة احرار البحرين الاسلامية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك