تتناقل هذه الايام انباء عن ان حكومة البحرين تباشر في عملية التجنيس ليلا ونهارا في خطوة استباقية الى اي طلب اممي في تقرير المصير باستفتاء لحل الازمة المتنامية يوم تلو الاخر.
لقد شهدت البحرين عملية تجنيس غير طبيعية بعد عام ٢٠٠٢ قامت بها الحكومة لكي تقوم بمحاولة السيطرة على اي قرار بجعل الأغلبية الشيعية أقلية والأقلية السنية أكثرية، وهو ما يبدو انها خطة مدروسة مسبقا لكبح اي مطالبة شعبية وجعل البحرين ساحة للاقتتال الطائفي بين الشعب المسلم.
ولكن تساؤلات تطرح في هذا المجال ومنها: هل تستطيع الحكومة ان تدير الدولة بهذه السياسة؟ ففي فلسطين المحتلة دعت الدولة الصهيونية للاستيطان كان اساسه ان فلسطين هي ارض اليهود فعمدت على استجلاب المستوطنين من أنحاء العالم على اساس ديني وهو تكوين "دولة اليهود"، فما هي فكرة التجنيس في البحرين؟ هل هي مبنية على اساس ديني مثل ما هو معمول به في فلسطين المحتلة؟ شعب البحرين هو شعب مسلم، فإذا كان الهدف زيادة عدد المسلمين في البحرين فالنسبة واحدة وهي ١٠٠ لأن جميع الشعب شعب مسلم، ولو اختلفت الطوائف فالجميع سوف يرددون الشهادتين اذا كانوا سنة ام شيعة، فالدين الاسلامي مبني على اساس الأخوة والمحبة لا على اساس الحقد والكره كما هو معمول به في الكيان الصهيوني الذي يعتبر ان "اليهود هم شعب الله المختار".
وقد يجعلون في السياسة - اذا تطلب الامر - الاغلبية اقلية والعكس، لأن سياسة الحكومة تقتضي هذا، لكن مطالب الشعوب هل تتغير بتغير الطيف السياسي؟ اذا اصبح السنة غالبية وطالبوا بحكومة منتخبة، هل تستطيع الحكومة رفض مطالبهم؟ ولو ان نسبة الأجانب من الجالية الهندية المجنسة تطالب يوما من الايام بأن تكون اللغة الهندية هي اللغة الأساس للدولة فماذا سوف تفعل الحكومة؟ بالطبع سوف تتعلم اللغة الهندية وتتماشى مع مطالب الشعب الجديد.
ومن الناحية الاقتصادية فالبحرين لا تمتلك دخلا الا عن طريق النفط، فهو اساس الاقتصاد ومصدر الدخل الوحيد المرتكز عليه جميع المصادر ومنها المصدر المصرفي الذي يترنح بارتفاع او انخفاض سعر برميل النفط، والبحرين اليوم تشهد عجزا في ميزانية الدولة لقلة مصادر الدخل، فهل يا ترى اذا زاد عدد شعب البحرين بسبب التجنيس سوف يخلق ازمة اقتصادية؟ سوف تجعل السلطة الحاكمة ان تهرب من البحرين لعجزهم في حل هذه المشكلة، فسوف يقف اهل السنة لأنهم الأكثرية بالمطالبة بزيادة في رواتبهم فماذا سوف تفعله الحكومة في هذا الموقف؟ فهل تستنجد الحكومة بالاقلية الشيعية لحل هذه المشكلة مثل ما تقوم به اليوم لفرض سلطتها؟ اليوم العجز في الميزانية للدولة يقدر بـ ٧٠٠ مليون (دينار بحريني) وهي لحد اليوم لم تجد حلا لهذه المصيبة وعدد السكان هو مليون فقط على حسب الإحصاءات، فكيف بها ان تتعامل مع 5ر1 مليون من السكان كيف سوف تواجه وكيف سوف تتحكم وتسد متطلبات المواطنين؟
https://telegram.me/buratha