قال آية الله الشيخ عيسى قاسم إنه لا يُظُّن أن السلطة ترى أن من المعقول أو العملي أن الأوضاع يمكن بقاؤها على ما هي عليه بلا أمدٍ، وأنه لا إصلاح على الإطلاق، داعيا إلى البدء في الإصلاح اليوم وليس غدا.
أكد آية الله الشيخ عيسى قاسم في بيان (الأحد 8 مارس/ آذار 2015) وإذا كان إلاصلاح لا بد من قدومه، وفي كل يوم من تأخره كارثة وطنيّة، وضرر بالغ يطالُ جميع الأطراف، ولن يمنع عنه مانع فلماذا الانتظار به إلى غد؟... وفيما يلي نص البيان:
لا تجد أحداً في هذا العالم يمكّن أن يصّرح بأنه داعيةُ للإفساد وأن الإصلاح يجب أن يقاوم، مارس هذا الدور عملا أو لم يمارسه.
ولا دعوة صريحة من أحد بأن الإصلاح يجب أن يؤخر، ويُطَال في عمر الوضع الفاسد، ويمدد لحالة الظلم في الأرض.
وفي هذا حجّة للحق على الباطل تعرفها إنسانيّة الانسان.
وليس لأحد في هذا الوطن أن يدعي الصلاح التّام للوضع السياسيّ وما يقوم عليه من أوضاع وتشعبات حيَاة، وألاّ فساد مطلقا في هذه الأوضاع.
ولو ادّعي مدع ذلك فضح دعواه واقع الفساد المكشوف الذي لا يحتاج إلى بحث، فضلا عن عدم حاجته إلى الكلام في البرهان، وهل يُطلب برهان على واقع معاش ناطق مكشوف؟!
وهو واقع كثرت شهادات الخارج به فضلا عن الداخل.
وحتّى السياسة القائمة مضطرة لأن تعترف بما لا تجد فيه حرجاً لا يطاق، والزاماً لها لا بد فيما ترى أن تفر منه.
ويشترك الداخل و الخارج على مستوى المؤسسات والمنظمات الحقوقية الدولية، وعلى السن ناطقين في مواقع سياسية متقدّمة في دول صديقه للسلطة في البحرين في المطالبة بالإصلاح و ضرورة التعجيل به.
وكم هي الجهات الحقوقيّة و الدوليّة التى أدانت اعتقال المنادين السلميين بالحقوق ومنهم الرموز السياسية وفي مقدمة ذلك الإدانة لاعتقال سماحة الشيخ علي سلمان والمطالبة بإطلاق سراحه الأمر الذي بدأ مع بداية اعتقاله و لا زال مستمراً حتى هذه الأيام و بصورة مكثفة و واسعة لها أسبابها الموضوعية العادلة.
وما يزيد في مصبية هذا الوطن أن من ينكر الوضع الفاسد أو يطالب بحق من حقوق الشعب و فئاته ينتظره العقاب المشدّد.
والكل يعلم من السلطة وغيرها بالأتي:
1- يعلمون أن المطالبة بالإصلاح لها منطلقها الحقّ، وأنها ضرورة.
2- أن سقف هذا الإصلاح المطالَب به لا يستهدف أحداً بالاضرار و التهميش، ولا يتجاوز في الرأي الأعم و السائد في أوساط المعارضة رموزاً و جماهير الظروف الموضوعيّة التي ينبغي ملاحظتها.
3- وأن أوساط المطالبة به متلزمة بالسلميَّة، مشَدّدة عليها.
4- ويعلم الجميع أن مقاومة الإصلاح ، وتأجيله و تعطيله فضلاً عن سدّ أبوابه لن تعود على الوطن في كل جوانب حياته من حاضره و مستقبله إلاّ بالأضرار البالغة، والفادح من الخسائر التى لا يصح لغيور على وطنه، ويستحيل على من له حبّ له أن يرضى بها.
5- أن حركة العالم اليوم على مستوى كلّ شعوبه قاضية حتما بواقع الإصلاح متجهة إليه، والله عز وجل وهو المهيمن على كل شئ لا يريد إلاّ الإصلاح وهو مؤّيد لمن طلبه، ومبلغ لهّ ما سعى إليه.
ولا يُظُّن أبداً أن السلطة ترى أن من المعقول أو العملي أن الأوضاع يمكن بقاؤها على ما هي عليه بلا أمدٍ، وأنه لا إصلاح على الإطلاق.
وإذا كان إلاصلاح لا بد من قدومه، وفي كل يوم من تأخره كارثة وطنيّة، وضرر بالغ يطالُ جميع الأطراف، ولن يمنع عنه مانع فلماذا الانتظار به إلى غد؟!
لماذا يكون غداً حتما ولا يكون اليوم أخذاً بمتقضي الدين، ورعاية للحق والعدل، واستجابة لسنن التاريخ، واصغاءً للصوت العالمي، و درأً للأخطار، وطلباً لمصلحة الوطن، وتداركاً للأمور، واستغناء عن الاستعانة بالخارج؟!
إن وقت الإصلاح في الحقّ و العدل اليوم وليس غداً بكل تأكيد.
...............
32/5/150309
https://telegram.me/buratha