تناولت العديد من وسائل الاعلام الغربية ومنظمات حقوقية عالمية الانتخابات التي تجري االيوم في البحرين في ظلّ مقاطعة جماهير المعارضة لها.
وفي هذا السياق، رأت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن مقاطعة المعارضة للانتخابات البرلمانية والبلدية البحرينية المقرر إجراؤهااليوم السبت، تبدد آمال إنهاء الأزمة السياسية التي تعصف بالدولة الخليجية الإستراتيجية منذ بداية الحملة الدموية المدعومة من جانب السعودية على المعارضة قبل ثلاثة أعوام ونصف العام.
وأشارت الصحيفة الى أن "بعض القوى الغربية تقدم الدعم للأسرة الحاكمة، التي تستضيف القواعد البحرية للأمم المتحدة والمملكة المتحدة في المنطقة، إضافة إلى أن البحرين تنضم للائتلاف الدولي لمقاتلة التنظيمات المتطرفة في سوريا والعراق".
ولفتت الصحيفة إلى أن الأسرة الحاكمة استغلت الجو الطائفي في أعقاب المظاهرات التي قادها الشيعة في عام 2011، معتمدة في الدعم السياسي على الجماعات السنية".
من جهتها، قالت وكالة "أسوشيتد برس" إن البحرين تجري أول انتخابات لاختيار برلمان جديد منذ اندلاع الاحتجاجات المستوحاة من "الربيع العربي" قبل نحو أربع سنوات، لكن كثيرين يقولون إنهم التزموا بدعوة المعارضة إلى مقاطعة الانتخابات".
وأضافت الوكالة إن "الوفاق وأربع جمعيات أخرى دعت للمقاطعة ما يعني استبعاد نزع فتيل التوترات بين النظام الملكي والمعارضين الذين يواصلون الاحتجاجات من أجل حقوق أكبر ورأي أكثر تأثيراً في الحكومة".
ونقلت الـ"أسوشيتد برس" عن سائق أجرة بحريني إسمه جعفر حبيب (35 عاماً) قوله لإنه لا يعتقد أن البرلمان يمكن أن يعمل بشكل مستقل عن مجلس الوزراء الذي يعينه ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، متابعاً "علمتني السنوات السابقة أن برلماننا مشلول وغير قادر على التغيير إلا إذا كانت الحكومة ترغب بذلك".
انتخاب البحرين 2014 كما تراها وسائل الاعلام الغربية
المعارضة الشعبية ترفع شعار: البحرين تقاطع
وصرّح القيادي في جمعية "الوفاق" والنائب المستقيل عبدالجليل خليل لـ"أسوشيتد برس" إن "هذه الانتخابات مكتوب لها الفشل لأنها غير قادرة على معالجة الأزمة السياسية، والبرلمان القادم سيكون عاجزاً وغير ممثلاً للإرادة الشعبية".
بدورها، نشرت قناة "دويتشه فيله" الألمانية تقريراً عبر موقعها الإلكتروني تحت عنوان "انتخابات البحرين إطاحة بالحوار وتكريس للقبضة الأمنية" جاء فيه أن "انتخابات تشريعية تقاطعها المعارضة في ظل عودة القبضة الأمنية وانسداد الأفق السياسي تجري في البحرين، في وقت يرى النظام نفسه في موقع قوة يسمح له بفرض قواعد اللعبة، كما يقول الكاتب والإعلامي البحريني منصور الجمري".
وأردفت "تعتبر هذه الانتخابات الأولى من نوعها في البحرين منذ قمع السلطات للاحتجاجات الشعبية عام 2011 ضد نظام الحكم. وكانت المعارضة قد أعلنت مقاطعتها لهذه الانتخابات لأنها ترى أن قواعد اللعبة السياسية باتت أقل عدالة مما كانت عليه في السابق من حيث تمثيل المواطنين، ومن حيث صلاحيات المجلس النيابي"، وفق ما أوضح الجمري في حوار مع "دويتشه فيله".
وعلى عكس الكثير من المجموعات السياسية مثل "جمعية الأصالة" التي تمثل التيار السلفي و"المنبر الإسلامي" و"تجمع الوحدة" لم تقدم "جمعية الوفاق الإسلامية" التي تمثل أكبر التيارات الشعبية أي مرشح للانتخابات ما يعني أن البرلمان المقبل لن يعكس كل أطياف المشهد السياسي في البحرين، بحسب الـ"دويتشه فيله".
قناة "بلومبرغ" أيضاً علّقت على الحدث البحريني اليوم، فاعتبرت أن "المنامة تعقد انتخابات يقاطعها التيار السياسي المعارض الأكبر وبعد أكثر من ثلاث سنوات من حملة دموية مستمرة ضد الاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكم".
وبحسب "بلومبرغ"، واجهت البحرين التي تستضيف الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية المظاهرات الأشد في دول مجلس التعاون الخليجي خلال ما يسمى "الربيع العربي" في عام 2011، في حراكٍ شعبي يطالب بقدر أكبر من الديمقراطية وتحسين الحقوق، وقمعته بدعم من قبل قوات الأمن من دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، وهي تصعّد حملتها ضد الاحتجاجات مما أسفر آنذاك عن مقتل 35 شخصاً، فيما تواصل السلطات قمعت المظاهرات الصغيرة بانتظام وتعتقل الناشطين.
وقال مركز "كارنيغي" للشرق الأوسط الذي يُعنى بالسلام الدولي إن "قرار المعارضة البحرينية بمقاطعة الانتخابات جاء انطلاقاً من اعتبارها هيكليات السلطة بما فيها البرلمان والآلية الانتخابية، في صلب الخلافات السياسية التي تعاني منها البلاد".
وأضاف المركز في تقرير نشره على موقعه الإلكتروني أن "المعارضة سعت إلى فرض ضوابط على النظام الملَكي وانتزاع مزيد من الصلاحيات للنوّاب المنتخبين، لكن الحكومة تأمل بأن تتمكّن من احتواء المطالبات بتغيير سياسي أكثر جذرية عبر توفير مساحة يستطيع فيها النواب التأثير في التشريع، بيد أن تركيبة البرلمان الحالية تفتقر إلى المصداقية لدى أكثرية السكان. ولذلك فالانتخابات المقبلة ستثير مزيداً من الاحتجاجات المعارِضة بدلاً من أن تشكّل وسيلة لتوجيه الحراك المعارِض واحتوائه".
من ناحية أخرى، أصدرت 25 منظمة حقوقية دولية بياناً مشتركاً تدعو فيه المجتمع الدولي إلى إدانة علنية للحملة المستمرة ضد المدافعين عن حقوق الإنسان والضغط من أجل حوار حقيقي وشامل مع المعارضة لتعزيز الإصلاح الديمقراطي في البحرين.
وشدد المنظمات على أن استجابة المجتمع الدولي للتعدي المتواصل والعنيف على الحريات المدنية والسياسية في البحرين حتى الآن ما تزال ضعيفة وصمتها يزيد من محنة المواطنين البحرينيين.
وأشارت إلى أنه قبل أسابيع قليلة، أصدر سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في البحرين بيانا مشتركا أغفل تماما أي إدانة للانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في البحرين وبدلا من ذلك دعا المعارضة إلى إعادة النظر في مقاطعتها للانتخابات المقبلة.
وشدد بيان المنظمات على أن "مثل هذه التصريحات من حلفاء البحرين تؤدي إلا إلى ترسيخ الاستبداد ويشجع الأصوات المناهضة للديمقراطية"، مؤكداً أن "المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية أن السلطات البحرينية لا تزال تستخدم استراتيجية "الستار الدخاني" بدلا من الامتثال لالتزاماتها الدولية".
ورأى البيان أن "عدم المشاركة في انتخابات صورية هي حق أساسي لجماعات المعارضة البحرينية وطريقة غير عنفية للتعبير السياسي عن عدم رضاهم عن الجمود السياسي وغياب الإصلاحات السياسية".
وجاء في البيان أنه "يتعين على المجتمع الدولي اغتنام الفرصة لهذه الجولة من الانتخابات في البحرين لاستخدام نفوذه لوضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان، بدءاً من الإفراج الفوري وغير المشروط عن المدافعين عن حقوق الإنسان وجميع من اعتقلوا تعسفا بسبب ممارستهم لحقهم في حرية التعبير والتجمع السلمي".
يشار الى أن الجمعيات الموقعة هي:
منظمة آرتيكل 19 لحقوق الإنسان
محامون بلا حدود (شبكة محامون بلا حدود)
أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين
شبكة امان للتأهيل والدفاع عن حقوق الإنسان – لبنان
الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان
مركز البحرين لحقوق الإنسان
حملة البحرين
مرصد البحرين لحقوق الإنسان
معهد البحرين للحقوق والديمقراطية
البحرين الأديان
حركة البحرين للعدل والتنمية
سلام البحرين لحقوق الإنسان
جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان
مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان
صحفيون كنديون من أجل حرية التعبير
التحالف العالمي من أجل مشاركة المواطنين
المنظمة الأوروبية البحرينية لحقوق الإنسان
مركز الخليج لحقوق الإنسان
معهد القانون الدولي وحقوق الإنسان – الولايات المتحدة الأمريكية
مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب – لبنان
محام لـ هيومن رايتس ووتش كندا
لا سلام بدون عدالة – إيطاليا
الحزب الراديكالي اللاعنفي – إيطاليا
برلمانيون من أجل العمل العالمي
الحق في القانون – بلجيكا
15/5/141124
https://telegram.me/buratha