اعتقلت السلطات الحاكمة في البحرين أوائل الشهر الجاري الحقوقي البحراني البارز نبيل رجب ,رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان ونائب الأمين العام للفدرالية الدولية وذلك بتهمة اهانة "هيئة نظامية". وكان نبيل رجب وصف في تغريدة له على شبكة "توتر" المؤسسة الأمنية في البحرين بأنها حاضة فكرية للإرهاب, وذلك على خلفية التحاق عددمن منتسبيها بتنظيم داعش الإرهابي في العراق , كما كشف عن ذلك الشريط المصور الذي سربه تنظيم داعش والذي ظهر في عدد من ضباط داخلية البحرين ممن التحقوا بالتنظيم الإرهابي, وهم يحثون الآخرين على الإلتحاق بهم.
ولذا فلم يجانب نبيل رجب الحقيقة في تغريدته التي تندرج ضمن إطار حرية والرأي والتعبير التي كفلتها المواثيق والعهود الدولية لحقوق الإنسان, غير أن سلطات البحرين لا تطيق سماع كلمة انتقاد واحدة لسياساتها. فقد حكمت على نبيل رجب بالسجن لمدة سنتين في العام 2012 بسبب تغريدة أيضا انتقد فيها تفرد عائلة آل خليفة بإدارة شؤون البلاد وتهميشها للأغلبية الشيعية. وقد افرجت عنه السلطات قبل ثلاثة شهور لتعاود اعتقاله اليوم.
فسلطات آل خليفة تحكم قبضتها على كافة مفاصل الدولة ومواردها وهي تتبع سياسة تهميش واقصاء للاغلبية الشيعية في البحرين. حيث يحظر على ابناء الطائفة الشيعية الانتساب الى المؤسسات الامنية والعسكرية، وبدلا من ذلك تستعين بقوات من المرتزقة المستوردة من باكستان وبنغلادش وسوريا والاردن واليمن والعراق، لقمع المواطنين الشيعة. والمؤسسة الأمنية تستعين بالورقة الطائفية لتثقيف هؤلاء وشحنهم ضد الاغلبية الشيعية. وهي تطلق العنان لكل الاصوات النشاز من نواب موالين واعلاميين ورجال دين للتحريض الطائفي ضد الشيعة.
وقد تولت وزارة الداخلية طبع العديد الكتب التي تحرض على الشيعة وتتهمهم بشرك. وقد بدأت تلك السياسات تؤتي أكلها بشكل غير مسبوق وذلك بعد التحاق عشرات من منتسبي الداخلية بتنظيم داعش بعد ان غذتهم السلطات بثقافة الكراهية والحقد وخرجتهم من مؤسساتها ارهابيين بامتياز. ولذا فليس من المستغرب ان يصبح تركي البنعلي الساعد الايمن لابو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الارهابي، فيما التحق به مؤخرا اخوه الضابط في الداخلية. كما وان السلطات طالما غضت النظر عن نشاطات الجماعات الارهابية في البحرين وخاصة داعش وتنظيم القاعدة اللتان ترفرف اعلاهما في البحرين في مختلف المناسبات، في الوقت الذي ترمي في السلطات على الارض برايات يا حسين!
وبالعودة الى تغريدة الحقوقي البحراني نبيل رجب فيبدو انها اصابت آل خليفة بمقتل في هذا الوقت الذي اعلنت فيه مشاركتها في التحالف الدولي لقتال داعش والذي تقوده امريكا. فكيف يمكن لدولة ترعى الجماعات الارهابية ان تشارك حقا في حملة للقضاء عليها؟ ومن ناحية اخرى فان هناك اسباب اخرى تقف وراء معاودة اعتقال نبيل رجب. وفي طليعتها جولة نبيل رجب الاوروبية الاخيرة والتي استمرت لمدة شهرين وزار خلالها كل من بريطانيا والسويد والنروج والدنمارك وفنلندا وبلجيكا وذلك للتعريف بمعاناة شعبه.
إن هذا الإصرار على الدفاع عن حقوق الإنسان في البحرين وعدم خشية الإعتقال والشجاعة التي أبداها نبيل رجب دفعت بأحد مسؤولي منظمة هيومن رايتس ووتش الى وصفه بأنه نيلسون مانديلا الجديد.
https://telegram.me/buratha