معكم يا أهلنا في البحرين والجزيرة العربية

المجلس الإسلامي العلمائي: الحكم الجائر سياسي بإمتياز ومبني على تهم كيدية ويمثل تدخلا في الشأن الديني واستهدافا طائفيا

949 16:04:00 2014-01-29

نص بيان المجلس الإسلامي العلمائي بعد الحكم الجائر والقرار السياسي بحله وتصفيته:

 

 

ولنا كلمة

بسم الله الرحمن الرحيم

(الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً) الأحزاب39

يتحرك العمل العلمائي انطلاقا من المسؤولية الشرعية التي فرضها الله سبحانه وتعالى على العلماء بأن يبلّغوا أحكام شريعته، ويبينوا معالم دينه، وأن يأخذوا بيد أبناء المجتمع على طريق الله سبحانه وتعالى، وأن يقولوا كلمة الحق ويقفوا معه، وهي مسؤولية لا يمكن التنازل عنها، ولا التساهل أو التسامح فيها، ولا التلاعب بها، ولا يجوز التقصير في أدائها.

وتاريخ البحرين والذي يمثل وجها مشرقا من وجوه التاريخ الاسلامي المجيد قد سجّل للعلماء دورا متميّزا منذ أن آمنت هذه البلاد برسالة الاسلام واعتنقت الدين الحنيف بكل وعي وبصيرة، فكان للبحرين تاريخها الساطع في المجال العلمي والديني حيث تأسست المدارس والحوزات العلمية التي تخرج منها الآلاف من العلماء والفقهاء والذين كان لهم شأن بارز في التاريخ الاسلامي وقام هؤلاء العلماء بدورهم الاسلامي الأصيل، وتحملوا مسؤوليتهم الشرعية في إرشاد الأمة وتوعيتها والسلوك بها الى الله سبحانه وتعالى، وصولا الى بناء المجتمع المسلم الملتزم بتعاليم الدين والقائم على هدى الشريعة.

كما كان لهم دورهم البارز في قول كلمة الحق والوقوف أمام مظاهر المنكر والباطل، والعمل على صلاح المجتمع ووقايته من كل ما يمثل فسادا أو انحرافا عن هدي الشريعة أو مصالح الأمّة، فلم يهادنوا حاكما ولم يسكتوا على كظة مظلوم، ملتزمين في كل ذلك جانب الإصلاح وقول كلمة الحق وتقديم النصيحة بالمعروف دون التنازل عن مبادئ الدين وأسس الشريعة ومصالح المجتمع.

وجاءت انطلاقة المجلس الاسلامي العلمائي في البحرين في شهر رمضان 1425هـ أكتوبر 2004م لتمثل امتدادا طبيعيا للدور العلمائي في هذا البلد وتطورا مطلوبا في آلياته بما ينسجم مع متطلبات المجتمع ويتناسب مع الواقع الجديد، وكان وراء تأسيسه شعور علمائي بضرورة مثل هذه المؤسسة دينياً واجتماعياً، علمياً وعملياً، وكانت انطلاقة شرعية واضحة متوافقة مع الأسس الدستورية والاعراف القانونية القائمة التي تحمي الواقع الديني وتكفل الحريات الدينية وتضمن ممارسة الشؤون الدينية وفق الآراء والمباني المذهبية المختلفة.

واعتمدت هذه الانطلاقة أهدافا إسلامية ووطنية واضحة وجلية لم يكن فيها أي لبس أو غموض، ولم تحمل أيّ نوع من أنواع الانغلاق المذهبي، بل جاءت منسجمة مع التنوع المذهبي في هذا البلد، والتآلف والتعايش بين أبنائه، وهكذا كانت حركة المجلس الإسلامي العلمائي في مساحاته المختلفة تعتمد استراتيجية الدفع باتجاه الانسجام الوطني والوحدة الاسلامية، والوقوف بقوة أمام كل محاولات إشعال الفتنة الطائفية، والترحيب بكل الخطوات التي من شأنها خلق التقارب بين أبناء الأمة والوطن، والسعى لها عمليا.

ومثّلت مبادئ الإصلاح، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وتبليغ الرسالة الإلهيّة، والوقوف مع الحقّ والعدل.. خطوطاً عريضة لحركة المجلس، كما كان دائماً يؤكّد على الالتزام بالسلمية كإطار للمطالبات السياسية، وأنه المنهج الأصلح للتعاطي مع مختلف قضايا المجتمع، وضرورة الحفاظ على مصالح الوطن ورفض الممارسات المضرّة بذلك، وأكد في جميع بياناته ومواقفه وخطب رموزه على هذه المبادئ الأساسية، والتزم بها عملياً، ودعى كافة العاملين في الحقل السياسي إلى الالتزام بها.

وكان المترقب من السلطة السياسية أن ترحب بهذا الوجود العلمائي المخلص الذي فتح قلبه ومدّ يده للتعاون مع كافة المواقع والمؤسسات بما يخدم المجتمع، وأن تفتح له المجال لأداء دوره وممارسة نشاطه، بما ينسجم مع شعارات الانفتاح والاصلاح التي طالما رفعتها ونادت بها، لا أن تضايقه وتحاصره وتسعى لتصفيته.

لكن - ومع الأسف - جاء الموقف الرسمي مستعجلا وغير مدروس ليواجه هذا المشروع العلمائي المبارك ومنذ انطلاقته، وليفترض فيه أسوأ النيات وليصفه بما لا يتلاءم مع منهجيّته إطلاقا، ويأتي الموقف الأخير بملاحقة المجلس قضائياً بغرض إغلاقه وأنهاء وجوده استمرارا للموقف الإنفعالي والظالم تجاه المجلس، ويمثّل إجراءاً عدوانياً وكيدياً غير منسجم مع الدستور والقانون ومع الحريات المكفولة، وغير متوافق أبدا مع ما يطرح من شعارات الحوار الجدّي ومحاولات الحل الواقعي للأزمة السياسيّة في البلد.

وكان واضحا - مما كشف عنه تقرير البندر - وجود المخططات المرسومة لمواجهة الطائفة والعمل على تكبيلها وتقييدها، وتقييد العمل العلمائي وبالخصوص دور المجلس الاسلامي العلمائي، والتي بينت الوقائع على الأرض صحة ما ورد فيه من معلومات، وأنه يتم تنفيذها بمنهجيّة ومرحليّة مدروسة، من هنا نجد أن الحملة الرسمية ضد المجلس الاسلامي العلمائي تأتي في سياق منهجيّة مرسومة منذ سنوات، ويتم العمل على تطبيقها عبر مراحل متدرّجة.

حتّى جاءت ثورة 14 فبراير 2011م المجيدة، وما كان من مواقف المجلس العلمائي المساندة لمطالب الشعب العادلة بضرورة الاصلاح الجاد، والتغيير السياسي الجوهري، والتي كان لها دور مؤثر في دعم الحراك الشعبي السلمي.

فكان جليا أن السلطة وفي ضوء تعنّتها برفض الإستجابة لمطالب الشعب، سوف تسعى لضرب جميع مواقع القوّة الداعمة للحراك الشعبي، ويأتي في مقدّمتها الوجود العلمائي، فكان هذا سببا في نظر السلطة للانتقام من المجلس وملاحقته قضائيا والسعي لإنهاء وجوده.

ولم تستطع الحكومة بكل ما تملك أن تتوفر على أدلة يمكن أن تحاكم بها المجلس الاسلامي العلمائي، إلا مجموعة من الاكاذيب والترهات والاتهامات الكيدية المفضوحة، وكان واضحا لكل مطلع على الأمور أن السلطة قد أعدت هذا الحكم القضائي، وما ملف الدعوى القضائية إلا غطاءاً لقرار سياسي أعد مسبقا ويراد تمريره قضائيا.

ومع صدور هذا الحكم الجائر، فإنّنا نعلن بكلّ وضوح عن النقاط التالية:

1- إنّ هذا الحكم الصَّادر بحلِّ المجلس وإغلاق مقره ومصادرة أمواله، يمثّل حكماً سياسياً بامتياز، ومبني على تهم كيدية مفضوحة، ويمثل محاصرة للعمل العلمائي وتدخلا في الشأن الديني واستهدافا طائفيا مقيتا، يضاف الى كافة أنواع الاستهداف الطائفي الذي تكرر ويتكرر منذ سنوات، وظلامة أخرى تضاف الى الظلامات العديدة التي تعرض لها هذا الشعب الصابر المؤمن.

2- نحن على إيمان تام بأنه لا غبار على مشروعية عمل المجلس الإسلامي العلمائي، وسيبقى الواقع العلمائي غير معنيّ بمثل هذا القرار الجائر، والذي يمثّل صفحة سوداء في تاريخ القضاء البحريني والسلطة السياسية في البحرين، وإنّ العمل العلمائي والديني كما أنّه لم ينطلق يوما ما بقرار رسمي، فإنّه لا يمكن أن يوقف في يوم من الأيام بقرار رسمي.

3- إنّ العمل العلمائي المؤسسي حقّ ثابت تقرّه كلّ القوانين والمواثيق وتفرضه المستجدات الحياتيّة، ولا يمكن محاصرته أو مصادرته.

4- سيبقى العلماء والوجود العلمائي جزءً لا يتجزّء من هذا الشعب الأبي، يعيش همومه وآلامه وتطلّعاته، ويدافع عن حقوقه، ويتحمّل مسؤوليّته الدينيّة والوطنيّة تجاهه بكلّ صدق وإخلاص.

المجلس الإسلامي العلمائي27 ربيع الأول 1435هـ29 يناير 2014م

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك