بسم الله الرحمن الرحيم
منذ إنطلاقة ثورة 14 فبراير لم تنحصر تداعياتها وتأثيراتها على عموم الأوضاع المحلية فحسب ، بل تجاوزت تأثيراتها الحدود الجغرافية المحلية لتصل إلى المنطقة الإقليمية وإلى حد بعيد على المستوى الدولي والعالمي ، حيث أصبحت قضية الأنظمة السياسية الحاكمة على المحك ليس في البحرين فحسب ، وإنما في عموم المنطقة الخليجية ، وجعلت ثورتنا المباركة موضوع المشاركة الشعبية والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة محل مراجعة وتقويم على كافة المستويات.ولم تتوقف تداعيات الثورة فيما حصل من مواقف تضامنية شملت عددا كبيرا من دول العالم ووصلت إلى خروج تظاهرات تضامنية متواصلة في المنطقة الشرقية في القطيف والأحساء والعوامية وسائر المدن في شبه الجزيرة العربية.واليوم تنتقل موجة هذه الإنعكاسات الإيجابية لتصل إلى الإمارات العربية المتحدة ، حيث أعلن عن تشكيل حزبا سياسيا لأول مرة في تاريخ المنطقة ليعبر عن الهموم والهواجس الوطنية ، ويطالب بضرورة التغيير السياسي والمشاركة الجادة والحقيقية ووضع حد لسنوات مديدة من التغييب والتهميش والإقصاء.وتحت مسمى "حزب الأمة الإماراتي" حيث أعلن مجموعة من النشطاء السياسيين والحقوقيين إطلاق الحزب لتطوير الحياة السياسية في الإمارات العربية المتحدة ، وقد تم قراءة بيان التأسيس وإعلانه من خلال شبكة اليوتيوب العالمية.ونحن في حركة أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين نبارك للشعب الإماراتي هذه الإنطلاقة والتي نتطلع أن تكون بداية في الطريق الصحيح لبناء حياة وطنية تتسم بالعدالة والشفافية والمساواة.إن إطلاق حزب الأمة يأتي في منعطفات تاريخية تشهدها المنطقة ، ومن خلالها يمكن تجاوز التحديات الراهنة وذلك من خلال تعزيز المشاركة السياسية وحمل هموم الوطن وقضايا الأمة بروح ترتفع على تغليب المصالح الضيقة الفئوية أنى كانت شكلها.ونحن إن نتطلع إلى هذه السابقة في المنطقة الخليجية بعيون إيجابية متمنين أن تنطلق المنطقة إلى عهود جديدة من الإصلاح والتغيير السياسي والحريات وإحترام حقوق الإنسان ، فإننا ندرك طبيعة حجم التحديات المفروضة.كما أننا ندين ونستنكر وبشدة حملة الإعتقالات التي قامت بها السلطة في الإمارات وإعتقال مجموعة من الناشطين الحقوقيين والسياسيين ، ونرى في ذلك خطوات تصعيدية من شأنها أن تقود إستقرار وأمن المنطقة إلى المجهول ، ونؤكد على حق الإنسان الخليجي في المواطنة الكاملة وغير المنقوصة ، وتمتعه بكافة الحقوق المنصوص عليها في العهود والمواثيق الدولية ، وخاصة حرية الرأي والتعبير وحقه في المشاركة في الحياة السياسية.ونطالب السلطات الإماراتية بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين وضمان حمايتهم لممارسة حقوقهم المدنية والسياسية ، كما تقرها المواثيق والعهود والأعراف الدولية.كما ندعو جميع مؤسسات ومنظمات وهيئات المجتمع المدني في كافة الدول الخليجية لإعلان التضامن والتأييد والمساندة لمطالب المواطنين الإماراتيين وحقهم في حياة سياسية يشارك فيها الجميع.
حركة أنصار ثورة 14 فبرايرالمنامة - البحرينالأحد 5 أغسطس 2012مhttp://14febrayer.com/?type=c_art&atid=2119
https://telegram.me/buratha