الكاتب : داود ربيع
لمعرفة جرائم المجنسين لابد من دراسة أسباب الجريمة المتعلقة بهؤلاء المجنسين ، و التي تجعل منهم البيئة الصالحة للقيام بها ، و ابتداءً استيرادهم كان جريمة ، و بقائهم في البلد جريمة ، و مستقبلهم و استمرارهم جريمة ، فالبيئة التي عاش فيها بعض المجنسين بيئة موبوءة تحسب فيها كبائر الجرائم صغائرا و أمرا عاديا ، كالقتل ثأرا و انتقاما لدى القبائل و العشائر ، و قد اعتادت الغش و الرشوة و الشرور.و ثانيا : إنّ النظام سمح لهم بالاعتياد على القيام بالجرائم ، فحينما يسمح و يجيز لهم بالاعتداء على المواطنين و سرقة ممتلكاتهم في البيوت و الشوارع و اعتبارها غنائم كأنّهم في حرب ضد عدو كافر فذلك يجعلهم يأنسون و يألفون الجريمة و من أمن العقوبة أساء الأدب ، و هكذا للجرائم الأخرى التي يقومون بها من سرقة قروض و هروب، إلى الاعتداء على البنوك ، إلى تحقير و توهين المواطنين و ضربهم بالشوارع و الأحياء المختلطة، إلى غيرها من الجرائم التي سنأتي على ذكر بعضها في الصفحات القادمة ، و هم مع ذلك يرون سهولة القيام بالجريمة و سهولة الخروج منها بأحكام خفيفة حين كشفها.و قد وضعوا في موقع الخصم و الحكم في مراكز الشرطة ، و حينما يعتدى مجنسٌ على مواطن في مدينة حمد مثلا لا يتجرأ للذهاب إلى مركز الشرطة ، لأنّ مركز الشرطة يدار بعناصر مجنسة و غير عادلة ، بل ظالمة ، تأخذ الباطل للمعتدي و تعتبره حقا ضد المواطن ، و أساسا لا يثق المواطن في الذهاب إلى تلك المراكز فوجودها نقيض لغرضها.و ثالثا : في نوعية المجنسين أنفسهم ، و كأنّما يتم انتقاء و اختيار الأنفس الشريرة فهي أقدر من غيرها في الاعتداءات و انتهاك الحرمات و هو ما تقوم به فعلا القوات الأمنية و العسكرية في البحرين ، و قد نقل عن مصدر بحريني نقلا عن شخص يمني في البحرين قوله أنّ الحكومة اليمنية تسهل للمجرمين الخروج من اليمن و أنّ أكثر المجنسين اليمنيين الجدد في البحرين هم خريجوا سجون ومجرمون و سراق و قطاع طرق ، و أنّ أحد أقاربه ممن شاركوا في اعتداءات أحدى المدارس في الرفاع كان سجينا في اليمن و أفرج عنه من السجن بسب إجرامة في اليمن ، و بعد الافراج عن هذا المجرم حصل على الوظيفة والجنسية البحرينية حيث جاء البحرين للاستيطان، و انّ مثل هذه العيّنات يصعب عليها العمل في اليمن لسلوكها و سوابقها.و هذا حديث يحتاج إلى تأكيد أو تقريب نسبة المجرمين فعلا أو خريجي السجون ، و لكن عمليا ذلك يلبي رغبات الحكم في البحرين فإنّ الشرفاء لا يقتربوا من العمل كمعذبين في السجون و قنّاصة رصاص و عناصر قوات الشغب تفتك بالأهالي و تعرض حياتهم للخطر دون ذنب اقترفوه ، و أنما تلك أعمال تحتاج إلى قلوب قاسية و ذات سوابق و تنعدم لدى أصحابها الضمائر.و بمثل هذا يتم اختيار و استيراد بقايا الأنظمة المهزومة في المنطقة و تستورد ميليشيات فدائيي صدام فقد ذكرت صحيفة الشرق الأوسط السعودية في عددها 8912 عن طريق خدمة واشنطن بوست حول تعذيب فدائيي صدام فذكر أحدهم كيف كانوا يمارسون التعذيب ، و كيف يقطعون لسان الضحية بسكين و آلة حادة و كان هو واحد ممن نفذوا عمليات قطع الألسن ، أو قطع الأيدي أو الأصابع و الآذان أو قطع الرؤوس و بنقل رؤوس الضحايا المذبوحة إلى أسرهم ، دون الشعور بالذنب.كما كانوا يعاقبون بعض الضحايا بإلقاء أحجار ثقيلة فوق ظهورهم، و آخرين بوضع مكاوي ساخنة في أفواههم.و كثير من الجرائم التي تتبرأ منها البشرية و ما حدث في الكويت أثناء الغزو كان دليلا على انسلاخ هؤلاء المجرمين من إنسانيتهم، و كل ذلك كان براتب شهري يقارب 70 دولارا أي 150 ألف دينار عراقي، فهل يا ترى يؤمن هؤلاء الأوباش و مستورديهم بسنن الله في هذه الحياة ، أو يؤمنوا بالآخرة و الحشر و الحساب و الجنة و النار ، و بالله جبّار السماوات و الأرض؟؟؟ و حين سقوط النظام في العراق تبرأت كل الدول عنهم بما فيها الناعقة و استقبلهم النظام في البحرين لأنّهم يحققون أهدافه.و رابعا : إنّ التجنيس بصورته الحالية التي تحصل في البحرين ، و هو هذا الاستيراد الغريب لبني البشر من أصقاع الأرض المختلفة و توطينهم دون قانون و دون حق و دون وجود بيئة مناسبة لهم ، و بعقلية المتجنس بالجنسية البحرينية و التي يرى فيها غالبية المجنسين مصدر أموال مؤقت يغترف منه ما يشاء بدون قانون يحكم أخلاقياته تجعل منه قابلية للتعدي على حقوق الغير ، و تجعل منهم مجموعات و كانتونات لا تنظر إلى بعضها بعين الرحمة و بقلب الشفقة ، إذ لا علاقة أو صلة بينهم ، و كل فرد منها و مجموعة غريبة و أجنبية عن الأخرى ، و تحاول الحصول على مزيد من المكاسب و الفوائد السريعة و هي لا تأتي إلا بالتعدي على حقوق الآخرين، و هذا يشبه بعض المدن و الأحياء الأمريكية التي تكثر فيها الجريمة لأنها جميعها مهاجرة ، و الأصل واحد و هو عدم الشعور بالقربى و صلات الرحمة بين أفراد و مجموعات تلك الولايات الأمريكية ، أو تلك المناطق البحرينية ، و على هذا فإنّ خوف الأهالي في بعض مناطق البحرين من الخروج ليلا من التعرض لهم بسوء في الرفاع أو المحرق أو مدينة حمد أو عسكر يشبه ذلك الخوف و الفزع من الخروج في مدينة كاليفونيا ليلا و بعض المدن الأمريكية ، و هذا قابل للتعاظم مع ازدياد أعداد المجنسين و تعدد بلدانهم و إبادة السكان الأصليين.و خامسا : أوامر الحكم و إيماءاته للمجنسين بالاعتداء على المواطنين و ضربهم و إهانتهم ، هي استراتيجية للحكم لقهر الشعب و كسر إرادته و حصاره ، و سترى في الصفحات القادمة التواطئ الغريب بين السلطة و أدواتها و إداراتها كمراكز الشرطة و الصحافة مع المجنسين، فالسلطة تأتي بالأوباش و تجنسهم و مراكز الشرطة ترفض دعاوي المواطنين و شكاويهم و تستقبل المجنسين و ادّعاءاتهم و الصحافة تتكتم على جرائمهم فلا تذكر إلا قليلها !.و بدراسة عامة لأسباب الجريمة سترى أنّ المجنسين مؤهلين لها و خاصة أولئك المرتزقة في الجيش و الشرطة و أفراد المخابرات العراقية المجنسة و غيرهم في وزارة الداخلية كالأردنيين و السوريين.بعض المجنسين يعيش حالة من الأحقاد ضد المواطنين و قد دعم النظام هذه الأحقاد فيهم ، و في التسعينيات من القرن الماضي في أبان الانتفاضة التسعينية كان يؤتى بمجموعة من المجنسين المرتزقة في وزارة الداخلية و يؤتى بمعتقل طالب بحقه في العيش بحياة كريمة فسجن، ثم يقال لمجموعة المجنسين بعد ربط و تقييد المعتقل: ( هذا و أمثاله يريدون حرمانكم من الوظيفة و قطع أرزاقكم و إخراجكم من البلد ، و يريدون الكيد بكم فعليكم به)، فينهالون عليه باللكمات و الصفعات و الرفس و الضرب، بتنكيل و تعذيب يبرهنون فيه عدم إنسانيتهم و يقوّون في المعتقل الشاب إرادته الصلبة، و إيمانه القوي بالله و الآخرة ، ثم يرجع إلى زنزانته بطلا ملطخا بدمائه ، و يرجعون إلى بيوتهم و أهلهم فئرانا مجرمين، و المجرم الأكبر النظام الذي جنّسهم و أعطاهم أوامر التعذيب.و بعض المجنسين لديهم أزمات في نفس الأسرة و العائلة ، مع الأولاد ، و الزوج و الزوجة ، و طلاق و هجر ، و فقدان التوجيه و الإرشاد الأسري، يؤدي بهم للبيئة المناسبة للجريمة. نشرت صحيفة بحرينية و مركز أخباري عن المجنس زروع ذبح شبيب ، والد طفل يسمى سامح، و أنه تقدم ببلاغ إلى إدارة أمن منطقة مدينة حمد يفيد بخروج ابنه من المنزل يوم 13/3/2004 إلى مكان مجهول وقد عثر على الطفل المفقود بعد عشرة أيام أي في 23/3/2004 بالقرب من مجمع العلوي الكائن بمنطقة سند، في بلد مساحته أقل من ستمائة كيلومتر.قال المجنس زروع إنه لم يقدم بلاغا باختفائه إلا بعد ثلاثة أيام من ذلك لكونه كان يتوقع عودته، فقد سبق له أن خرج مرتين سابقتين من المنزل بعد أن تشاجر مع إخوانه وفي كل مرة كان يمكث مدة لا تتجاوز اليومين، إلا أنه قال أن ابنه هذه المرة خرج بدون أي سبب أي أنه لم يتشاجر أو يختلف مع أي من أفراد أسرته.و ذكر أنّ ذات الطفل قد ابلغ إدارة أمن منطقة مدينة حمد في 27/11/2003 بإساءة معاملة والده له وقسوته عليه وتعريضه للضرب المبرح وتقييده بسلاسل حديدية. و لاحظت الشرطة الرعب والهلع الواقع على الطفل مما دعا الإدارة إلى استدعاء والده لتحري الأمر فقال أن ابنه مثير للمشاكل وكثير الهروب من المنزل و أنه مفصول من المدرسة. (أخبار الخليج،25/3/2004 ، مركز الأخبار: أمان، 25/3/2004).و لدى زروع تسعة أولاد حتى كتابة الخبر ، ستة أولاد و ثلاث بنات منهم هذا الطفل الهارب سامح ، و سامر ، و سيف ، و هو من المذكورين في قوائم الاستحقاق لعلاوة الغلاء لسنة 2008 .نذكر هذا كمثال لأزمة بيتية و مشاكل أسرية ، و قلبنا يتفطر ألما لمثل هذا التفكك العائلي، و هذه العائلة هي نموذج لبعض العائلات المجنسة ، و ستكون بهذه الوضعية لها قابلية للإجرام إن لم يتم تداركها تربويا ، ثم نتساءل أهذا ما يريده النظام؟ هدى الله هذه الأسرة المستورَدة و هذا النظام المستوردِ بهدايته.و بعضهم يعيشون حالة من الفراغ العاطفي و الاجتماعي مما يؤدي بهم إلى العلاقات المحرمة والمشبوهة التي تجر معها كثيرا من المشكلات والتداعيات ، و مثاله المجنس السوري الذي ينتهك حرمة بيت في منطقة كرباباد لمعاشرة خادمتهم، في شهر4/2007 ، حتى تمكنوا من الإمساك به عبر كمين محكم.الفراغ العاطفي و الرصيد الفقير في بنك العواطف يؤدي بالإنسان إلى الجريمة ، و أمثلة كبار الطغاة خير دليل.و هذا يتكرر في التاريخ و واقع الشعوب ، ففي تاريخ العراق القديم حكم طاغية مرتزق، اتصف بالبطش والغلظة، و ارتكب أبشع الجرائم والمنكرات ، قتل ، و قطع الأيدي و الأرجل، و سمل العيون ، و صلب الشيعة على جذوع النخل، وطردهم وشرّدهم عن العراق(الدرجات الرفيعة ص6)، و قتل الصحابي المعروف عمرو بن الحمق الخزاعي، و قطع رأسه و طيف به ، و قتل رشيد الهجري، بعد أن قطع يديه ورجله ولسانه، وصلبه خنقاً في عنقه، وكذلك فعل بجويرية بن مسهر العبدي فقطع يديه ورجليه وصلبه على جذع نخلة (مروج الذهب ج3 ص26)، و هدم بيت الصحابي المعروف حجر بن عدي بعد أن اعتقله وأرسله إلى معاوية فقتله و أصحابه، و حينما تبحث عنه تجده يسمى زياد ابن أبيه، و قيل تارة زياد بن أمه ، و يقال زياد بن سميه وهي أمه ، و يقال زياد بن عبيد و يقال في عبيد : عبيد بن فلان، وقد اختلف في أبيه بعدة رجال. و بعدما استلحق و أعطي النسب الأموي و الجنسية السفيانية قال له أناس زياد بن أبي سفيان، بينما في الحديث الشريف ( الولد للفراش ، وللعاهر الحجر).و أنا أبحث في التاريخ اضطرارا عن هذا الشقي ابن أبيه قفزت الذاكرة إلى موضوع آخر في التجنيس فقد ذكرت الصحافة البحرينية خبر تجنيس أبناء دار لرعاية المجهولين و اللقطاء بالجنسية البحرينية ، و ذلك شئ لا يخرج عن الحالة الطبيعية أن تتبنى الدولة المجهولين على أرضها ، ولا بد من تحمل الدولة لهم و رعايتها بنوع رعاية ، و إلا ماذا يعملون بهم ، و إلى أين يذهبون بهم ؟ و من سيستقبلهم و يرضى بهم ، و لكن الذي أدهشنا أنّ تلك الحضانة جاءت بعنوان (مكرمة ملكية) !!! و الذي يخشاه المواطن البحريني بعد تجربة النظام البحريني في التجنيس ، و من أنّه جنّس أشكالا و ألوانا ، و ما بقى إلا أن يجنّس الأبناء المجهولين و أبناء البغايا التي لا تقبلهم الدول الأخرى ، و لعل هؤلاء لهم القابلية لخدمة أهدافه بأكبر و أكثر ما يخدم بها المجنسون الحاليون ، و ربما فعل ذلك دون أن نعلم .و نموذج آخر في تاريخ العراق الحديث حيث حكم طاغية فاجر، سفاح ، سفاك ، فقام بالقتل و القتال و التصفيات الجسدية ، و بمختلف الانتهاكات ، و شن الحروب ضد شعبه و جيرانه ، و استعمل أسلحة كيماواية و بيولوجية في حروبه ، و أحواض كيماوية ضد شعبه ، و دفن البشر في مقابر جماعية، دماء سفكت و أعراض انتهكت و أموال نهبت ، فإذا ما بحثت عن أصله ستجده مجهولا ، صدام التكريتي . و الأصل واحد وهو الفقر في بنك العواطف.و غالبية المجنسين يفتقرون إلى التعاليم الدينية و الأخلاقية و التي تهذب النفس البشرية و تردعها عن ارتكاب المعاصي و الذنوب ، وهذا الفقر الديني و الأخلاقي يؤدي بهم إلى الجريمة ، بينما نشأ أبناء البحرين عموما بأخلاقيات مقبولة و سمعتهم محمودة في الخليج و المناطق التي يزورونها أو يسيحون فيها ، و قد تغيرت و ستزداد تغيرا هذه النظرة إلى البحريني بشكل كبير بسبب التجنيس.و منها بيئتهم الحالية في البحرين سواء في الأحياء التي يسكنونها لوحدهم أو في الوزارات كالداخلية فإنّ وزارة الداخلية و المخابرات و الأمن في الدول الدكتاتورية مصدر للجريمة المقننة و غير المقننة ، ففيها تحاك الدسائس و منها تصدر المؤامرات ، و كيف بهم إذا كان الشعب كما في البحرين أجنبيا عنهم و عدوا لهم ، و هو و ممتلكاته موضوع جرائمهم.و منها ما يراد منهم حين استوردوا و تفهيمهم بأنّ الشعب البحريني مباح ظلمه ، فغالبيته تختلف مذهبيا عن مذهب المستوردين المجنسين، و اعتبار ذلك مبرر لظلمه و العدوان عليه و حلية قتله و إبادته إبادةً جماعية، كما يتصرف البعثيون العراقيون مع المتظاهرين أو الذين يجدونهم في الشوارع و يشكون في تظاهرهم ، و كما نقل في جريدة محلية على لسان أحد المجنسين ، بأنّ المجنسين حماة البلد من (الرافضة). (جريدة الوسط، العدد 2512 ،تاريخ 23/7/2009).و منها هبوط المستوى التعليمي و الاجتماعي لمجموعات من المجنسين و افتقارهم إلى التعليم و الإرشاد و التوجيه الصحيح، فهم يتصرفون على قدر مستواهم الهابط، فمثلا يبررون ضرب البحرينيين بالفزعة ، أي أن تنتصر لجماعتك و فئتك و إن كانوا ظالمين و جائرين.و منها اختلاف مستوى ثقافة المجنسين عن المواطنين البحرينيين ، فتجد ما يعتبره المجنس أمرا عاديا و مسموحا به ، يعتبره البحريني أمر محرم و ممنوع منه ، فمثلا بعض البلدان التي هي خزان للمجنسين العاملين في وزارة الداخلية كسوريا و الأردن تبدو الرشوة أمرا طبيعيا ، بل أول ما يواجهك في بعض المنافذ من مطار و حدود برية طلب الرشوة ، و من كبار ضباطها الذين أوكل إليهم حفظ أمن البلد ، بينما هي قليلة في البحرين حتى وقت قريب ، و محرمة شرعا ، و جريمة بحق الوطن و المواطنين.
https://telegram.me/buratha