بسم الله الرحمن الرحيم
في البحرين ثورة جاءت ضمن الصحوة الإسلامية في العالم العربي وتطالب بما طالبت به الشعوب الأخرى ألا وأن الشعب يريد إسقاط النظام ، وأن يرحل الديكتاتور حمد ، وأن ترحل العائلة الخليفية من حيث أتت من الزبارة والرياض ونجد.فبعد حكم إستمر أكثر من قرنين من الزمن فإن شعب البحرين قد قال كلمته التاريخية في يوم 14 فبراير 2011م ، فقد صدحت حناجره بشعار: الشعب يريد إسقاط النظام ، الموت لآل خليفة ، يسقط حمد ، إنتهت الزيارة عودوا إلى الزبارة ، ولا حوار لا حوار حتى يسقط النظام.وإستمرت الشعارات الثورية الجذرية تطالب بمحاكمة القتلة والمجرمين والسفاحين ورفض الحوار معهم ومع الطاغية وفرعون ويزيد البحرين حمد بن عيسى آل خليفة ، كما رفض الشعب مبادرة الحوار الكاذبة والمنافقة التي طرحها ولي العهد سلمان بن حمد المعروف بـ سلمان بحر ، لأنه قام بسرقة كل سواحل البحرين وبيعها ، كما عرف بفساده المالي الفاضح.وهاهي ثورة 14 فبراير تستمر اليوم بالمظاهرات الشعبية التي دعت إليها قوى المعارضة والجمعيات السياسية رافضة وبكل قوة مطالبة السلطة الخليفية بوقف المظاهرات الشعبية المطلبية المنددة بالديكتاتورية وإنتهاك حقوق الإنسان وإنتهاك الأعراض والحرمات.لقد إنطلقت اليوم الجمعة وقبيل حلول شهر رمضان المبارك أكثر من 25 مسيرة ومظاهرة في البحرين دعى إليها إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير والجمعيات السياسية المعارضة من أجل التضامن مع شعبنا الشقيق في المنطقة الشرقية في السعودية في القطيف والعوامية وصفوى والشويكة وسائر المدن ، وتضامنا مع عوائل الشهداء وتضامنا مع الشهداء والجرحى الذين سقطوا في الأحداث السياسية الأخيرة بعد محاولة إغتيال سماحة آية الله نمر باقر النمر وإعتقاله ، وما تبعها من سقوط شهداء وعشرات الجرحى وإعتقال العشرات من أبناء المنطقة الشرقية.إن ثورة 14 فبراير ثورة مستمرة لن ترجع إلى الوراء وإن الغالبية العظمى من أبناء شعب البحرين الذين خرجوا في مظاهرات ومسيرات الثورة ، وشاركوا في الإعتصامات يطالبون بأجمعهم بسقوط النظام وإسقاط الطاغية حمد ومحاكمة المجرمين والسفاحين وعلى رأسهم ملك المرتزقة حمد بن عيسى آل خليفة.إن الإجماع الوطني يطالب بإسقاط طاغية البحرين لا سقوط حكومة خليفة بن سلمان الذي حكم البحرين لأكثر من أربعين عاما ، ولم يهتف شعبنا بإصلاح النظام ،وإنما هتف ولا يزال يهتف بإسقاط النظام وسقوط حكمة قارون البحرين خليفة بن سلمان وسقوط الطاغية حمد.إن الغالبية العظمى وبأجماع شعبي وطني ترفض الحوار والإصلاحات السياسية الشكلية ، كما وترفض المؤامرات والطبخات السياسية الأمريكية التي تسعى لإفلات الطاغية حمد من العقاب مع رموز حكمه ، وتثبيت عرش الطاغية وإبعاد الجلادين والمعذبين والقتلة والمجرمين والسفاحين وسفاكي الدماء من المحاسبة بدعوة رصد ميزانية لتعويض الضحايا والمتضررين في الثورة.إن شعبنا وعوائل الشهداء والجرحى والمعاقين يرفضون رفضا باتا أي مبالغ وأي تعويضات مالية لدماء الشهادء وإزهاق الأرواح والعاهات المستديمة ، ويطالبون بمحاكمة الطاغية حمد ووزير الدفاع المشير ووزير الداخلية ورئيس الوزراء وأبناء الطاغية حمد ، ورموز حكمه وجلاديه ومرتزقته ومن شاركهم من قوات الإحتلال السعودي وقوات درع الجزيرة في محاكم جنائية دولية لينالوا قصاصهم العادل.إننا على يقين بنصر الله سبحانه وتعالى لثورة شعبنا بصمود شعبنا وشبابه ونسائه وأطفاله وشيوخه فكما هرب زين العابدين ، وسقط مبارك ، وإحترق السفاح علي صالح في اليمن ، وهلك القذافي ، فإن شعبنا سوف يسقط العصابة الحاكمة وسوف يسقط الطاغوت حمد ، وإن نصر الله آت لشعبنا لما بذله من دماء وأرواح في سبيل الله وفي سبيل الحركة والعزة والكرامة.إن البحرين تفتقر لنظام سياسي ديمقراطي ومؤسسات دستورية شعبية ، وإننا نعيش في ظل ملكية شمولية مطلقة ، ولا يوجد إلا شكل النظام ومؤسسات شكلية ، فكل السلطات يسيطر عليها الملك الديكتاتور حمد وعائلته الحاكمة.ولذلك قامت الثورة الشعبية بعد ثورات الصحوة الإسلامية والثورات العربية التي أطاحت بالحكام الديكتاتوريين ، وشعبنا الذي خرج بأكبر نسبة من مجموع سكانه إلى الشارع ، وتحمل في ذلك أبشع أنواع القمع والإستخدام المفرط للقوة ، لا زال مستمرا بصموده وسوف يحقق الإنتصار الكبير على حكم الميليشيات المسلحة والبلطجية البربري ، وسوف ينتقم لآهات رموزه وقادته والسجناء السياسيين وسجناء الرأي والحرائر الذين يرزحون في ظلم السجون والمطامير الخليفية.إن ثورة 14 فبراير جاءت بمفاهيم أساسية ، وشعبنا يريد صياغة مفاهيم جديدة ، فلا للحكم الملكي الخليفي المطلق ، ولا لتنصيب رئيس الوزراء من قبل الأسرة الخليفية ، وكذلك لا لتنصيب قائد الجيش والأمن ووزير الداخلية والوزارات السيادية من قبل عائلة طاغوتية فاسدة ومفسدة ، وسوف يكون في البحرين قضاءً مستقلا ورئيسا للوزراء ورئيسا للجمهورية يكونوا خدام للشعب ويسعون لإعادة كل الثروات والأموال والأراضي المسروقة من قبل العائلة الخليفية.إن شعبنا وثوارنا الذين قاموا بثورة شعبية حقيقية وبذلوا من أجل أهدافها وتطلعاتها الأرواح والدماء والأنفس يسعون وبعد الإنتصار الإلهي على الحكم الخليفي الديكتاتوري لصياغة جديدة لمفهوم كل السلطات وبإرادة شعبية ، وسوف يكون شعبنا هو مصدر السلطات جميعا وليس القبيلة والعائلة والموالاة.إن ثورة 14 فبراير جاءت من أجل إقامة نظام سياسي جديد على أنقاض النظام الخليفي ورفض بقائه في السلطة ورفض شرعيته في الحكم ، فشعبنا بعد اليوم يرفض الوصايا الأمريكية والسعودية والخليفية على بلادنا وسوف يعمل شعبنا على إعادة صلاحيات السلطات الثلاث ، التشريعية والتنفيذية والقضائية ويضمن إستقلاليتها لحماية الشعب ومطالبه ، كما ستمارس السلطة التشريعية حقها في الرقابة على السلطة التنفيذية ، وحق السلطة القضائية بإستقلالها للدفاع عن حقوق الشعب وإنصافه.لقد إنتهى زمن سيطرة العائلة الخليفية أو القبيلة على كل مفاصل ومفردات العمل السياسي ، وإن زيف السلطة والحكم الملكي الشمولي المطلق قد إنتهى ، وشعبنا قد أدرك بأن بقائه في ظل الحكم الخليفي يفقده نعمة الأمن والعدل والمساواة والعدالة الإجتماعية والتنمية والعيش الكريم ، كما يفقده التعايش والسلم الأهلي وأن يمطئن على مستقبل أبنائه وأجياله القادمة.إن إسقاط النظام الخليفي وإعادة كتابة وصياغة للدستور جديد والقيام بإنتخابات برلمانية ومن ثم إنتخاب الحكومة وإنتخاب القضاء العادل والنزيه هي أهم مطالب الشعب وثورة 14 فبراير ، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال القبول بالمصالحة السياسية مع الحكم الخليفي ، كما أن شعبنا يرفض الحوار وأشكاله وأي تعديلات دستورية وإصلاحات سياسية شكلية في ظل حكم الطاغية حمد ، وإن رحيل آل خليفة عن السلطة هو الهدف الأساسي للثورة ولا يمكن التعايش مع حكم العصابة الخليفية الحاكمة.إن الإرادة الحقيقية في سياسات البلد يجب أن تكون بإرادة الشعب الذي هو مصدر السلطات جميعا ، وليست إرادة فرد أو عائلة أو عصابة وميليشيات مسلحة تحكم البحرين ، وإن المشاركة الحقيقية للشعب في الحكم لا تأتي إلا عبر إقامة نظام سياسي تعددي جديد.لقد إنتهى زمن النضال السياسي الإصلاحي الذي لم نحصد منه إلا الآهات والمآسي والسجون والمعتقلات وتكريس وتثبيت حكم العصابة الخليفية ، ولا حوار حتى يسقط النظام ، ولا حوار يضيع دماء الشهداء.إن أنصار ثورة 14 فبراير يرون بأن الحوار مع السلطة من أجل إصلاح سياسي هش مرفوض رفضا قاطعا من قبل شعبنا ، وإن الشعب وبعد إنتهاك الأعراض وإغتصاب الأراضي ومصادرتها وسفك الدماء وتشريد العوائل والإنتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان وإستباحة القرى والمدن والأحياء ، يرفض وبقوة أي تثبيت لشرعية الحكم الخليفي ، ولن يراهن شعبنا على مشروع الإصلاح للطاغية حمد ولا مشاريع الإصلاح الأمريكية التي تريد أن يبقى شعبنا عبيدا لآل خليفة وآل سعود ، وأن تبقى أراضينا منتهكة سيادتها من قبل القواعد العسكرية الأمريكية ومنتهكة من قبل قوات الإحتلال السعودي وقوات درع الجزيرة.وأخيرا فقد أثبت إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير بأنه ومعه فصائل شباب التغيير الثورية هم الوحيدين الذين كانوا يحركون الثورة ويحرك المظاهرات والإعتصامات والمسيرات الثورية الغير مرخصة ، وكانت الجماهير الثورية تتعاطى مع بياناته ومطالبه في الخروج والقيام بفعاليات الثورة ، ولم تثني الإئتلاف المبارك مطالب السلطة التي سعت منذ اليوم الأول لأن يتحرك الشعب والجمعيات السياسية المعارضة عبر إذن وترخيص منه.إن حل جمعية العمل الإسلامي "أمل" هو رسالة لسائر الجمعيات السياسية المعارضة من أنها سوف تتعرض للحل ، كما أن حل جمعية "أمل" هو رسالة أكبر من تهديدات السلطة لإغلاقها وحلها ، فجمعية العمل كان لها دور في دعم قوى الثورة المطالبة بحق تقرير المصير ، ولأن جمعية "أمل" أفشلت كافة أنواع الحوار السياسي وأفشلت مشاريع السلطة للإصلاح السياسي الهش ، كما رفض قادتها ورموزها وفي طليعتهم القائد والرموز سماحة العلامة الشيخ محمد علي المحفوظ أمين عام جمعية "أمل" الذي رفض الإعتذار للملك والسلطة الخليفية ورفض مطالبة بسيوني والوفد الأمريكي للإعتذار للطاغية حمد وسلطته ورفض الطبخة السياسية للإصلاح السياسي في البحرين بإفلات الطاغية حمد ورموز حكمه والجلادين من العقاب والمحاكمات العادلة نتيجة لإرتكابهم جرائم حرب ومجازر إبادة إنسانية ضد شعبنا. إن الإئتلاف وسائر قوى التغيير الشبابية الثورية وعلى الرغم من منع تراخيص المسيرات والمظاهرات للجمعيات السياسية المعارضة فقد تحدوا كل هذه الأوامر الأمنية ، وأطلقوا أكثر أكثر من 25 مسيرة تضامنا مع شهداء القطيف والشعب المظلوم في المنطقة الشرقية في القطيف والعوامية وتضامنا مع سماحة آية الله الشيخ نمر باقر النمر.إن شعبنا خرج اليوم تضامنا مع شهداء القطيف ردا على الجميل الكبير لشعبنا الشقيق في القطيف الذي وقف إلى جانبنا في فترة القبضة الأمنية وقانون الطوارىء الذي فرضه الطاغية حمد منذ شهر مارس وإستمر لعدة أشهر بعد الغزو والإحتلال العسكري السعودي للبحرين ، وردا للجميل والتضامن الثوري لقادة ورموز الحراك الرسالي الثوري مع ثورة شعبنا في البحرين وفي مقدمتهم وطليعتهم سماحة العلامة آية الله الشيخ نمر باقر النمر وقدموا خلالها الشهداء والجرحى والمعتقلين تضامنا مع شعبنا.إن شعبنا وشبابنا الثوري وجماهيرنا الثورية تطالب بحقها في تقرير المصير وإسقاط النظام ، كما وتتضامن مع كل الشعوب المستضعفة ، وتتضامن مع شعبنا الشقيق في المنطقة الشرقية وفي القطيف والعوامية الذين يطالبون بإصلاحات سياسية وإقتصادية وإجتماعية وإطلاق سراح المعتقلين المنسيين ، خصوصا المعتقل الإصلاحي الوطني العلامة الشيخ توفيق العامر ، والقائد الإصلاحي الوطني سماحة آية الله نمر باقر النمر.
أنصار ثورة 14 فبرايرالمنامة - البحرين20 يولية 2012م
https://telegram.me/buratha