المنامة / مراسل براثا نيوز
"بابا صمود"، هما آخر كلمتين نطقت بهما ملك، ابنة الناشط الحقوقي رئيس "مركز البحرين لحقوق الإنسان" نبيل رجب، عندما جاء الملثمون ليقبضوا على والدها بعدما حكمت المحكمة عليه بثلاثة أشهر سجن في قضية "التعدي على أهل المحرق".
تقول ملك إن والدتها أوقظتها من النوم صباحا "لتخبرني بأن والدي سيسافر وأن علي أن أسلم عليه قبل أن يغادر"، لكن "لم أصدقها لأني أعرف بأن والدي ممنوع من السفر، ولأن أمي خافت أن تخبرني بأمر القبض على أبي فلجأت إلى التذرع بحجة السفر"، فـ "لم تمر لحظات حتى جاءت ابنة عمي وأخبرتني بأن المحكمة حكمت اليوم على والدي بثلاثة أشهر".
نسألها هل أصابها الخوف عندما علمت بأمر القبض، فتجيب بالنفي قائلة: "لم أشعر بالخوف أو القلق بل توجهت بسرعة إلى حيث كان أبي جالسا ووجدته منهمكا في كتابة التويترات"، وقد "طلب منا التزام الهدوء حتى يستطيع أن يستغل ما تبقى له من وقت لكتابة النصائح الحقوقية عبر "تويتر".
وتروي ملك اقتحام الملثمين لمنزلها عندما سمعت صوت الجرس يرن، "فذهبت أنا وأمي لنستكشف الأمر وعندما شاهدنا الملثمين سألتهم والدتي عن أمر القبض، لكنهم لم يسمحوا لها بالاطلاع على المذكرة"، ثم "تركناهم بعدها قاموا بالدخول إلى باحة منزلنا من دون استئذان وانتشروا فيها". في تلك اللحظة، "بدأ والدي بترتيب أغراضه وتهيئة نفسه للاعتقال، وفي أثناء ذلك قمت بإغلاق باب منزلنا الذي كان مفتوحا". تضيف ملك: "لم أخف منهم أبدا فأنا تعلمت من والدي بأن لا أخاف من أي شيء طالما أني لا أعمل أي فعل خاطئ".
لم يستطع الملثمون الصبر، تردف ملك، "فقاموا بفتح باب منزلنا فصرخت في وجوههم المختبئة خلف الأقنعة: لماذا تخفون وجوهكم؟ مم أنتم خائفون؟". فبرأيها "من يخفي وجهه حتماً يقوم بجريمة لا يريد أن يتعرف عليه أحد. بابا صمود. لن يخاف".
وتعرف ملك القضية التي جاء من أجلها الأمن ليقبضوا على والدها، فتشير إلى أن "هناك 25 شخصاً من المحرق ادعوا بأن والدي أهانهم وسبهم عبر "تويتر"، لكن "أبي لم يخطىء في حق أحد، فهو يدافع عن الناس جميعا سنة وشيعة ويحب الناس جميعاً ويسعى إلى مساعدة الجميع". تؤكد أن والدها "كان يستقبل الناس بشتى أنواعهم في منزلنا ليستمع إلى مشاكلهم حتى لو كان مشغولاً أو متعب".
كانت ملك ترافق والدها في معظم الفعاليات التي يحضرها من "المسيرات السلمية وزيارة عوائل الشهداء إلى الاعتصامات"، إذ "كان دائما يشجعني على ذلك. وأذكر مرة أني توجهت معه إلى دواراللؤلؤ في 13 فبراير/شباط الماضي وتعرضت خلالها للاختناق بالغازات الخانقة، ومع ذلك لم أتوقف عن المشاركة إلى جانب أبي في المسيرات السلمية".
وتقول ملك: "كان أبي دائما يقول لي إنه يوماً ما سيعتقلونه وأن هذا الاعتقال ضريبة الانتصار"، لذا "علي أن أكون قوية وأن لا أخاف أبدا ولابد لنا من التضحية حتى نحقق الانتصار". أما رسالتها إلى والدها المعتقل في سجن "جو" حالياً فهي: بابا خلك صمود إحنا صمود أكثر لما أنت تكون صمود، أنا فخورة بك يا والدي وبالعمل الذي تقوم به".
وتختم ملك حديثها بالقول: "تعودنا على اعتقال بابا المتكرر لكن هذا لا يعني أن نستسلم بل يجب أن نعلن رفضنا لذلك بكل الوسائل السلمية المتاحة".
....................
37/5/711
ــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha