عبد الرزاق عابد / مراسل براثا نيوز في أوربا
اكدت المنظمة البحرينية للتأهيل ومناهضة العنف "برافو" أن النظام يواصل تعذيبه للمدنيين من مختلف الأعمار جسديا ونفسيا. وبمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التعذيب، اشارت المنظمة في بيان لها الاربعاء الى أن التعذيب طال المئات من البحرينيين، وأدى الى مقتل العديد منهم.
بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة او الحاطة بالكرامة خصصت الجمعية العامة للأمم المتحدة تاريخ 26 يونيو حزيران من كل سنة، كيوم عالمي لمناهضة التعذيب، وهو اليوم الذي تقوم فيه معظم المنظمات والجمعيات الحقوقية وضحايا التعذيب وسوء المعاملة بتقديم تقارير وبيانات وشهادات وأسماء الجلادين المتورطين بشكل مباشر أو غير مباشر في جرائم التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو المهينة أو اللاإنسانية.
وقد كرست الأمم المتحدة يوما دوليا للتضامن مع ضحايا التعذيب وتوحيد الجهود من أجل القضاء على كل أشكال التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة أو الحاطة بالكرامة.
إنه وبالرغم مصادقة مملكة البحرين على المواثيق والعهود الدولية والتوقيع عليها، خاصة اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو المهينة أو اللاإنسانية، فإنها لازالت تواصل قمعها للمدنيين من مختلف الأعمار وتعذيبهم جسديا ونفسيا أثناء احتجازهم دون فتح القضاء أي تحقيق في الشكاوى المقدمة من طرف الضحايا خصوصا تلك التي حدثت بعد اصدار تقرير اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق، في حين يتم اعتقال مواطنين ومحاكمتهم بموجب شكاوى يضعها ضباط وعناصر الشرطة بهدف معاقبة المتظاهرين ووضع حد لتظاهرهم بالشارع العام دفاعا على مطالبهم العادلة والمشروعة .
إن التعذيب وسوء المعاملة التي طالت المئات من البحرينيين من طرف اجهزة الامن أدت إلى استشهاد خمسة مواطنين العام الماضي تحت التعذيب وإلى حدوث عاهات مستدامة وإصابات باضطرابات نفسية وعقلية دون أن تتكلف الدولة بعلاجها ودون أن تقوم هيئات من قبيل هيئة الإنصاف والمصالحة بتأهيلها وتأهيل المئات من الضحايا.
لقد قررت اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق حقائق دامغة ومثبتة عن التعذيب في البحرين تبرهن المعاملة الجسمانية والنفسية للموقفين علي حدوث ممارسات وتجاوزات بصورة متعمدة من قبل من ينتمون لجهاز الأمن الوطني ووزارة الداخلية وكانت تهدف الى الحصول علي الاعترافات والإقرارات بالإكراه بينما كان المقصود منها في أحوال أخري هو العقاب والانتقام.
واستخلص أن هذه الممارسات ما هي إلا ممارسات منهجية واضحة وأشار إلي أن مسئولي السجون يتبعون ممارسات متشابهة ومتطابقة وبمنهجية لا يمكن معالجتها. وقد وثقت المراكز الحقوقية حالات الإغتصاب والتعرية والتعليق من الأرجل والحرمان من النوم والضرب المبرح والصعق الكهربائي والإيهام بالإعدام وتعريض الضحايا لتيارات ومياه باردة والتهديد بإنتهاك العرض والتعدي بالشتم والإهانة والتعرض للمعتقد والبصق ولعق أحدية الجلادين والحرمان من قضاء الحاجة والإستحمام والحبس الإنفرادي والعزل عن العالم الخارجي وحرمان الضحايا من توكيل المحامين والإلتقاء بهم وبذويهم وغير ذلك من صنوف التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة او الحاطة بالكرامة.
وقد تبين من التوثيق المستمر للجمعيات الحقوقية ان هناك مشاكل عديدة يعاني منها ضحايا التعذيب فينبغي دراسة كل حالة والوصول إلى مشاكلها الجسدية والنفسية والاجتماعية والقانونية.
ان وضع الضحايا في البحرين بحاجة إلى حملة وطنية تتضافر فيها جهود الجميع ونحن نرى أن الدولة وبدلا من ان تاهل و تساعد الضحايا فانها بتصعيدها تزيد اعدادهم.
ان المنظمة البحرينية لإعادة التأهيل ومناهضة العنف (برافو ) تتضامن مع الضحايا و ستثابر في علاجهم وشفائهم وتخفيف من حدة الآلام التي يكابدونها بما يمليه عليها الضمير الإنساني. وتعلن تضامننا المطلق مع كافة ضحايا جرائم التعذيب وسوء المعاملة في كافة انحاء العالم ومع عائلاتهم وذوي الشهداء منهم، وتندد بارتكاب هذه الجرائم في حق المدنيين ومساهمة الدولة في إفلات المسؤولين عنها بشكل مباشر أو غير مباشر من المساءلة والعقاب.
وتدعوا الحكومة البحرينية للسماح لمختلف المنظمات المحلية و الدولية من أجل التحقيق في الانتهاكات لحقوق الإنسان المرتكبة من طرفها، والتي ترتبط بمصادرة الحق في التعبير والتظاهر السلمي، كما ترفض منح المسئولين عن التعذيب الحصانة وتشبثه بمساءلة ومحاكمة المتورطين.
وتناشد كافة المنظمات والجمعيات الحقوقية والإنسانية الدولية والضمائر الحية والمجتمع الدولي بالعمل على الضغط على مملكة البحرين لاحترام التزاماتها الدولية حيال قضية حقوق الإنسان ولتوفير آلية أممية للمراقبة والتقرير عن حقوق الإنسان.
وترى "برافو" انه يجب العمل كأفراد ومجموعات متضامنة ومتعاونة من أجل إعادة تأهيل ضحايا العنف بشكل عام في البحرين وخصوصاً التعذيب لما له من آثار بعضها مريرة على نفس وجسد الضحايا. وتحيي برافو أولئك الذين يعملون في جميع أنحاء العالم للتخفيف من معاناة الناجين من ضحايا التعذيب وأسرهم.والذين يعملون على توفير الرعاية الطبية والنفسية والمساعدة القانونية والاجتماعية والدعم المالي لضحايا التعذيب.
المنظمة البحرينية لاعادة التأهيل و مناهضة العنف (برافو)
ايرلندا
43/5/627
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha