بسم الله الرحمن الرحيم
نعزي العالم الإسلامي وشعوب العالم والشعب الإيراني المسلم البطل والمناضل والمجاهد ، وقائد الثورة الإسلامية الكبرى الإمام الخامنئي بذكرى رحيل الإمام الخميني (قدس سره الشريف) ، كما نعزي الشعب الإيراني بذكرى إنتفاضة الخامس عشر من خرداد المجيدة التي أستشهد فيها الآلاف من أبناء الشعب والتي أسست لإنطلاقة ثورية وأسست لنظام الجمهورية الإسلامية في إيران ، هذا النظام الذي أصبح نظاما مترقيا ومتقدما في مختلف المجالات الفكرية والسياسية والعلمية والإقتصادية والتكنلوجية والعسكرية.إن الخط الفكري والسياسي للإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) يرفض المصالحة بين الشعب والقوى الثورية من جهة وبين والأنظمة الملكية الشمولية المطلقة ، وقد طرح نظرية ولاية الفقيه والحكومة الإسلامية التي أصبحت البديل الحضاري للنظام الإستبدادي الديكتاتوري الشاهنشاهي ، حيث دعى لإقامة نظام الحكم الإسلامي ونظام الجمهورية الإسلامية وإنتصر بفضل الله عز وجل وبفضل قيادته الحكيمة وثبات وإستقامة الشعب الإيراني على نهج الإسلام وإتباع ولاية الفقيه والإستمرار في رفض المصالحة مع النظام الملكي المطلق والإستكبار العالمي بزعامة أمريكا الشيطان الأكبر.لقد مورست على الإمام الخميني ضغوطات للقبول بالمصالحة مع نظام الشاه ، إلا أنه رفض كل تلك الضغوط والعروض وإستمر في الثورة حتى إنتصر في 22 بهمن 1357 (فبراير 1979م).كما أن نهضة الإمام الخميني وحركة الشعب الإيراني الثورية للتخلص من الإستبداد الداخلي بالقضاء على أكبر شرطي في المنطقة والقضاء على هيمنة الإستكبار العالمي وأمريكا مصاصة الدماء ومعها الصهيونية والماسونية العالمية ، قد أسست للصحوة الإسلامية المعاصرة التي نراها الآن وبعد أكثر من ثلاثين عاما تعطي ثمارها وأكلها بتحرك الشعوب العربية في تونس ومصر واليمن والبحرين في ظل صحوة إسلامية أسقطت عروش وجمهوريات ملكية ، إلا أننا نتمنى يقضة ثورية حقيقية من الشعوب لما تحوطها من مؤامرات كبيرة وعظيمة تهدد كيان الأمة الإسلامية ، حيث يسعى الإستكبار العالمي وأمريكا وقوى الشر بإرجاع الحكومات الإستبدادية في هذه الدول بأي ثمن ممكن بالتعاون مع العسكر.إن أنصار ثورة 14 فبراير يسترشدون في نضالهم وجهادهم ضد الديكتاتور حمد وحكمه القبلي الشمولي المطلق بنهج السيد الإمام روح الله الموسوي الخميني وبنهج خلفه الصالح الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي (دام ظله الوارف) ، هذا النهج الرسالي والإلهي والرباني الذي هو إمتداد لرسالات الأنبياء والرسل والقرآن الكريم والأئمة المعصومين من آل البيت (عليهم السلام).لقد أسس الإمام الخميني للصحوة الإسلامية المعاصرة التي تفجرت بعد عقود من الزمن والإستبداد والديكتاتورية والإستعباد للأنظمة الموالية للغرب وأمريكا وإسرائيل والصهيونية ، وإن واشنطن قد شعرت بالخطر الشديد على مصالحها الإستراتيجية في الشرق الأوسط ، ولذلك فإنها إستمرت في دعم الأنظمة القبلية في السعودية والبحرين وقطر ، وإستمرت في دعم فلول وبقايا الأنظمة الإستبدادية في كل من تونس ومصر واليمن ، وهي لا تزال تدعم الحكم الخليفي بمختلف أنواع الدعم لكي لا يتهاوي وتتهدد مصالحها في المنطقة.إن نهج الإمام الخميني النضالي والجهادي ضد الإستكبار العالمي قد فضح أكذوبة الغرب وواشنطن الذين يدعون دعم الديمقراطية والأنظمة الديمقراطية في العالم ، ودعم الشعوب وحقها في تقرير المصير ، فلا زالت أمريكا ولأكثر من قرن من الزمن تدعم حلفائها من الأنظمة الإستبدادية والقمعية في العالم العربي ، وها هي تدعم فلول وبقايا نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي ينتظر اليوم النطق بالحكم عليه لقتله المتظاهرين.إن الإمام الخميني ومنذ نعومة أظفاره وبداية حركته ونضاله كان قد صب جل إهتمامه بالقضية الفلسطينية والقدس الشريف ، وقد حدد مواقفه من إسرائيل وضرورة إستئصال الغدة السرطانية عن جسم الأمة الإسلامية وتحرير فلسطين.وعلى الرغم من تكالب كل الأنظمة العربية الرجعية في المنطقة ضد نظام الجمهورية الإسلامية الفتي قبل ثلاثين عاما ، إلا أن الإمام الخميني واصل نضاله وجهاده وإستمر في مقارعة الإستكبار العالمي وأمريكا ونظام البعث الصدامي المقبور ولم يترك إهتمامه بالقضية الفلسطينية ، وإستمر نظام الجمهورية الإسلامية في إيران على نهج الإمام الخميني، وها نحن نرى مواقف الإمام الخامنئي الثابت والثوري للدفاع عن القضية الفلسطينية والمقاومة الإسلامية في لبنان ودعم خط الممانعة ضد الكيان الصهيوني الغاصب ، ودعمه للصحوة الإسلامية التي إنطلقت في العالم العربي.لقد أسس السيد الإمام الراحل نظاما إسلاميا بعيدا كل البعد عن القومية والعصبية ، فعلى الرغم من إصطفاف الأنظمة العربية الرجعية في المنطقة وبدعم أمريكي ضد نظام الجمهورية وفرض حرب إستنزاف إستمرات لأكثر من ثمان سنوات ، إلا أن الإمام روح الله الموسوي الخميني لم يغلب المصلحة الوطنية والقومية على المصلحة الإسلامية ، وإستمر في إدارة النظام الإسلامي للدفاع عن الإسلام والمستضعفين في العالم ، وإستمر في مقارعة أمريكا وإسرائيل والصهيونية العالمية حتى إختاره الله إلى جواره في الرابع عشر من خرداد قبل ثلاثة وعشرين عاما.إن أنصار ثورة 14 فبراير يرون بأن التخلص من هيمنة الإستكبار العالمي الإستكبار العالمي وأمريكا عدوة الشعوب والصهيونية العالمية والأنظمة الإستبدادية القبلية في العالم العربي وخصوصا في بقايا وفلول النظام المصري السابق وحكم السفاح علي عبد الله صالح في اليمن ، والأنظمة القبلية الأموية في السعودية والبحرين لا يأتي إلا بإتباع نهج الإمام الخميني ونهجه الثوري المقاوم للأنظمة الملكية والإستبدادية وهيمنة الإستكبار العالمي والإمبريالية الدولية.إن الصحوة الإسلامية المعاصرة التي تفجرت في العالم العربي بحاجة إلى أن تدرس شخصية الإمام الخميني وخطه الفكري والسياسي دراسة عميقة والإستفادة من تجارب الثورة الإسلامية في إيران في الإنتصار على الطاغوت الشاهنشاهي والإنتصار على الهيمنة الغربية الإستكبارية.إن ثورة 25 يناير في مصر تتعرض إلى مصادرة من قبل أمريكا والدول الرجعية في السعودية وقطر ، ويراد أن يفرض على الثورة المصرية رئيس جمهورية يشبه إلى حد ماء رئيس وزراء إيران السابق شاهبور بختيار ، فالطاغية أحمد شفيق المجرم في واقعة الجمل في ميدان التحرير وآخر رئيس وزراء لحسني مبارك يراد أن يكون شاهبور بختيار آخر يحكم مصر حكما عسكريا بدعم أمريكي صهيوني وسعودي قطري.كما أن الثورة اليمنية تسعى الولايات المتحدة وبكل ما لها من قوة عسكرية ومخابراتية وأمنية لمصادرة ثورة شعبنا اليمني الشقيق بمؤامرات خطيرة وبدعم نظام السفاح علي عبد الله صالح ، وأن يكون اليمن مستعمرة وقاعدة عسكرية جديدة لها في المنطقة.أما في البحرين فواشنطن تسعى للإبقاء على نظام العصابة الخليفية القبلية الأموية بأي شكل من الأشكال ، وتسعى لتمرير مشروعها الإصلاحي البسيوأمريكي ، وإبقاء الملكية الشمولية المطلقة ولكن بنموذج أمريكي ، وهناك من يسعى في الجمعيات السياسية المعارضة للمصالحة بين الشعب والقبيلة الحاكمة ، تلك المصالحة التي سعت لها بعض الجمعيات السياسية خلال العشر سنوات مضت ، إذ سعى البعض بالمصالحة بين الأغلبية الشعبية الشيعية والنظام القبلي الخليفي ، إلا أن تلك المساعي باءت بالفشل ، إذ أن الحكم القبلي الأموي الخليفي لا يمكن بأي صورة من الصور أن يتصالح مع الأغلبية الشعبية التي يعتبرها العدو الأساسي له ، ولا يمكن له مشاركتها له في الحكم خصوصا في المناصب والوزارات السيادية.إن النهج التصالحي بين الجمعيات السياسية المعارضة وبين الحكم الخليفي الذي قام بجرائم حرب ومجازر إبادة لشعبنا خلال عقد الثمانينات والتسعينات وقمعه للإنتفاضات الجماهيرية ، قد باء بالفشل ، إذ لا يمكن إيجاد مصالحة سياسية بين نظام قبلي شمولي مطلق وأغلبية شعبية تطالب بالحريات والديمقراطية والإصلاحات الشاملة والمشاركة الحقيقية في الحكم وأن يكون الشعب هو مصدر السلطات جميعا.إن نظرية المصالحة بين الشعب والقوى السياسية وبين النظام القبلي الديكتاتوري الخليفي نظرية تخالف من أساسها نظرية الإمام الخميني الرافضة للمصالحة مع الطاغوت ، حيث رفض الإمام بنظرية الحكومة الإسلامية وولاية الفقيه حكم الشاه المقبور وطالب بإسقاطه وإقامة نظام سياسي جديد.وهذه الأيام نرى في البحرين لا زالت الجمعيات السياسية المعارضة تسعى للمصالحة مع حكم الطاغية حمد بطلب الحوار دون شروط معه ، وهذا يعني المصالحة السياسية مع الحكم والقبول بشرعيته ، بينما ثورة 14 فبراير جاءت بنظرية الشعب يريد إسقاط النظام وإسقاط الديكتاتور حمد ورحيل آل خليفة عن البحرين.إن ثورة 14 فبراير وثوارها وإئتلاف شباب ثورة 14 فبراير وسائر فصائل الثورة ومعهم القوى السياسية المطالبة بإسقاط النظام يسيرون خلف نهج الإمام الخميني وولاية الفقيه المطالب بإسقاط النظام الملكي الخليفي ، هذا النهج الذي هو نهج سعادة البشرية وسعادة شعبنا ونجاته من براثن الديكتاتورية والهيمنة الأمريكية.إن أنصار ثورة 14 فبراير يرون أن المصالحة السياسية للجمعيات السياسية المعارضة مع الحكم لاقى وسيلاقي رفضا شعبيا من قبل الأغلبية الشعبية التي فجرت الثورة وطالبت بإسقاط النظام ورحيل الأسرة الخليفية عن البحرين ، وإن الشعب ومنذ تفجر الثورة لا زال صامدا وثابتا على شعاراته ومشروع ميثاق اللؤلؤ الذي أطلقه الإئتلاف.إن شعبنا وفي ذكرى رحيل الإمام الخميني يجدد البيعة مع فقيد الأمة الإسلامية ورائد نهضتها ومجدد القرن ورائد الصحوة الإسلامية ، وسيستمر على نهجه المقاوم للأنظمة الملكية الإستبدادية ، كما أن شعبنا يرفض المهادنة مع الأمريكان والصهاينة ، ويرى أن حريته وكرامته وعزته ومستقبله لا يمكن أن يتحقق إلا برحيل الطاغية حمد ومحاكمته مع رموز نظامه الديكتاتوري ، ولا خيار لشعبنا إلا الإستمرار في الثورة ضد طاغية ومجرم حرب ، والإستمرار في الثورة ضد نظام حكم فاشي عنصري ، مارس أبشع جرائم التمييز الطائفي والعنصري ، ويسعى لتغيير الخارطة الديموغرافية وإلحاق البحرين بالسعودية سياسيا لكي يتم إبتلاع بلادنا من قبل أعتى نظام قبلي أموي دموي في المنطقة.إن أنصار ثورة 14 فبراير يرون بأن الصفقات السياسية التي تجري خلف الكواليس ، وإن الطبخات الأمريكية البريطانية السعودية ضد ثورتنا سوف تفشل فشلا ذريعا أمام المقاومة المدنية والدفاع المقدس وإستمرار النضال الثوري الشعبي المطالب بالتخلص من النظام الديكتاتوري وحكم القبيلة وحكم التوريث القبلي في البحرين.إننا نعيش صيف صاخن وحار في البحرين ضمن مشروع أمريكي يراد منه تقليص بعض صلاحيات الملك الديكتاتور وهيمنة القبيلة والحكم الخليفي في صيغة تراجع سياسي قاعدته الأساسية تجريد الملك الطاغية حمد من بعض صلاحياته التي أسسها لنفسه بأنانية مفرطة من خلال خديعة عقدها أمام كم هائل من تضحيات نضال شعبي عريق ، إلا أن المعارضة السياسية الأصيلة على ثقة تامة بوعد الله ونصره بالإعتماد على جماهيرها الثورية ، فيوميات دوار الشهداء وما لازمها وما تلاها من حوداث مثيرة للعواطف والأحاسيس على بناء ديني باعث على الصمود المستمر وعلى وعي بضرورات وموجبات المقاومة بأشكالها الشرعية كافة ، كلها مجتمعة قادرة على جعل متبنيات الثقة المطلقة في آل خليفة هباءً منثورا وكشف زيغ لعبة الطاغية ولي العهد سلمان بحر على وجه الحقيقة ، وإن شعبنا بعد اليوم لن يتصالح مع مجرم حرب كالطاغية حمد ولا مع ولي عهده ولا مع نظام الحكم الخليفي وقد إنتهت الزيارة فعودوا إلى الزبارة وعلى آل خليفة أن يرحلوا فهذا هو عصر الصحوة الإسلامية وعصر الجماهير والحكومات المنتخبة ، ولا يمكن المصالحة مع الطاغية حمد ولا مع ولي عهده ولا مع خليفة بن سلمان وعصاباته الإرهابية ، ولا يمكن القبول بمؤامرة الإلحاق والإندماع مع الحكم السعودي الفاشي ، كما لا يمكن الإستسلام للمشاريع الأمريكية للإصلاح السياسي الشكلي وشعبنا سيبقى يهتف: الشعب يريد إسقاط النظام .. يسقط حمد .. يسقط حمد .. ولا حوار لا حوار حتى يسقط النظام .. ولا حوار مع القتلة والمجرمين والسفاحين .. وعلى آل خليفة أن يرحلوا ولابد من محاكمة الطاغية الديكتاتور حمد على ما إرتكبه من جرائم حرب ومجازر إبادة وإنتهاك للأعراض والحرمات وإنتهاكه الصارخ لحقوق الإنسان وإرتكابه لجرائم التعذيب الفضيعة والمروعة.
أنصار ثورة 14 فبرايرالمنامة - البحرين2 يونية 2012مhttp://14febrayer.com/?type=c_art&atid=1312
https://telegram.me/buratha