نزيهة سعيد الصحافية البحرينية في قناة فرانس 24 وإذاعة مونتيكارلو، تم استدعاؤها الأحد الماضي 22 مايو/ أيار إلى مركز شرطة الرفاع جنوب المملكة، حيث مكثت هناك 12 ساعة ثم تم الافراج عنها، لكن نزيهة التي ذهبت لم تكن هي التي عادت، لقد تغيرت إلى الأبد.
وصلت نزيهة سعيد إلي مركز الشرطة بعد تلقيها مكالمة تطلب منها الذهاب، وعند وصولها تم وضع كيس قماشي أسود على رأسها، وأُدخلت على محققات من الشرطة النسائية. بدأ التحقيق حول ما إذا كانت قد ذهبت إلى دوار اللولؤ حيث حط ثوار البحرين معتصمين، فأجابت بالإيجاب كون طبيعة عملها كصحافية تتطلب ذلك. في الحال بدأت الصفعات القوية تنهال على وجه نزيهة من دون رحمة.
استلّت إحدى الجلادات أنبوباً بلاستيكياً (هوز) وبدأت بضربها في مختلف مناطق جسمها الذي أخذى يتلوى تحت الضربات لتسقط نزيهة أرضاً. سرعان ما بدأت الجلادات برفسها، والاستهزاء منها ورميها بألفاظ بذيئة بعضها ذو طابع مذهبي "أنتم أبناء المتعة". لم تكن سوى 12 ساعة قضت نزيهة عشراً منها تتعرض للضرب. تم سحب نزيهة وبدأ الضرب بالأنبوب البلاستيكي علي يديها وقدميها وجسمها، استنزفت نزيهة كل قوتها. وبعد إنزالها تم إجلاسها على كرسي بطريقة معاكسة، حيث كان ظهرها يقع بمواجهة الجلادات اللائي أخذن في ضربها بوحشية فوق ظهرها، وكانت إهاناتهن وبذاءاتهن تزداد. ولما رأت الجلادات أن نزيهة في وضع صعب، قرّبت إحداهن قنينة بمحاذاة فمها طالبة منها أن تشرب، وحين همّت فعلاً بالشرب، قالت إحدى المعذبات ساخرة "إنه بول هل ستشربين منه؟". أبعدت نزيهة فمها بسرعة، لكن الجلادات قمن بصب السائل الموجود في القنينة فوق وجهها الذي التهب جلده على الفور، حيث بدت آثار الالتهاب علي وجه نزيهة حتى بعد خروجها، لقد تغير وجهها. لم تكتف جلادات مركز الرفاع الغربي بما فعلنه من أساليب وحشية، حيث قامت واحدة منهن بجر نزيهة من شعرها من الغرفة لغاية الحمام، قائلة "إذا لم يعجبك البول فهنا شيء آخر".
وفي الوقت الذي كان يتم فيه تعذيب نزيهة، كانت ثمة ممرضات استدعين لنفس المركز، كنّ يتعرضن لذات التعذيب، كانت حقوق المرأة تهدر تماما على مقربة من مقر المجلس الأعلي للمرأة الذي تترأسه قرينة الملك! لقد أهدرت حقوق النساء في البحرين منذ 14 فبراير/ شباط حتى اللحظة، في ظل صمت فاضح لهذا المجلس ولكل الهيئات والجمعيات النسائية في البحرين. بعد انتهاء عشر ساعات، جُلبت أوراق وأجبرت نزيهة على التوقيع عليها تحت التهديد والضرب، من دون أن تعرف حتى ما فيها. ثم أدخلت بعد ذلك على ضابط كبير تصنع، وقد قام بسؤالها متصنعاً البرود: ما الذي حدث لك؟! قبل أن يطلب منها عدم التحدث عما جرى لها "خوفاً على سمعة مركز الشرطة في الرفاع" حسب تعبيره. كان تهديداً مبطناً للصحفية. بعد خروجها، اتصل رئيس العلاقات العامة في وزارة الداخلية محمد بن دينة لنزيهة، وسألها عن أحوالها، لم تتمالك نزيهة نفسها فأخبرته بما جرى، وكالعادة قام بن دينة بمسرحة الإجراءات، وقال لها إن هذا أمر يرفضه وزير الداخلية راشد بن عبدالله، وطلب منها الخضوع لفحص طبي أمام الطبيب الشرعي التابع لوزارة الداخلية نفسها.
خضعت نزيهة للفحص، والنتيجة التي لم تخرج بعد لهذا الفحص يعرفها الجميع منذ الآن، فهذا الطبيب يقول بعد فحص كل سجين: لا توجد آثار تعذيب! السفارة الفرنسية في البحرين اتصلت لنزيهة كونها تراسل وسائل إعلام فرنسية، حين رآها موفودون من السفارة بحال يرثى لها، فنزيهة بالكاد تمشي، وجهها به آثار التهاب بسبب السائل الذي صب عليها، إضافة إلى آثار أخرى واضحة في أماكن عديدة من جسمها. قررت السفارة إرسال نزيهة إلى فرنسا لتلقي العلاج، وحفاظاً على أمنها المهدد، فلا أحد يعلم ما إذا كان سيتم استدعاؤها مجدداً، وما الذي وقعت عليه من أوراق تحت الضغط والتعذيب، وما إذا كان النظام سيرسلها لاحقاً إلى محاكمة عسكرية. نزيهة، كل حكايتها أن لها قصة، حدثت فجر السابع عشر من فبراير/ شباط، حين هاجمت قوات الجيش والشرطة المعتصمين في دوار اللؤلوة، حيث رأت نزيهة بأم عينيها رجل أمن يضع فوهة بندقيته في رأس رجل ستيني هو علي عبدالحسن ويفجره بطلقة نثرت مخه على الجدارن. ذهبت نزيهة وقدمت شهادة أمام لجنة تحقيق رسمية شكلها الملك للتحقيق في أعمال القتل، قالت نزيهة "رأيت رجل أمن يقتل متظاهراً أمامي صوب المسدس إلى رأسه مباشرة". انتهت الشهادة، طويت ووضعت في أدراج نائب رئيس الوزراء جواد العريض الذي يقود لجنة التحقيق، وحُفظ معها اسم نزيهة سعيد للانتقام منها في وقت لاحق!
https://telegram.me/buratha