أكد الإعلامي التونسي المستقيل من قناة الجزيرة "غسان بن جدو" أن "الإعلام هو أكبر سلاح لمواجهة آلة العصر،وقال "كان من الطبيعي أن تبحث الولايات المتحدة عن مكان ترد فيه على خسارتها حليفها في مصر، وها هي ترد في سوريا، فهناك تدخل خارجي خطير، وتكمن خطورته، ليس باحتوائه تدخلاً أمريكياً واسرائيلياً وأوروبياً، بل لوجود تدخل عربي سافر مقيت، وبإسم الدين الذي يريد أن يمزق الأمة بين الطوائف ويمزق سوريا إلى كنتونات متعددة.
وتحدث بن جدو عن احتجاجات البحرين فرأى هناك "صمتاً كبيراً يخيم على ما يحصل"، وذكَّر بتماثيل بوذا في أفغانستان التي لم يهدأ العالم من اجلها "فقبل عشر سنوات حصل تناحر على صخرة في زمن الطالبان، ليحسبوا شعب البحرين صخرة، يحق لها العيش، لماذا صخرة قبل عشر سنوات أقمتم الدنيا ولم تقعدوها كي لا تدمر صخرة، هناك في البحرين مساجد يعتدى عليها اليوم بحجة انها مساجد طائفية".
وأضاف بن جدو لأن الإعلام "يفرض الحقيقة فهو سلاح خطير، يستطيع ان يفعل ما يشاء، ويمكن أن يكون دقيقا وينقل الواقع كما هو، وإذا أراد يعلي شأن الحقيقة، وإذا أراد يزور الحقيقة والوقائع، وحاول بن جدو أن يصوب الوقائع المغلوطة فإذا به يسلط الضوء على الإعلام وواقعه قائلاً: "للاسف دخلنا زمن التضليل الاعلامي اليوم، وليس زمن الحقيقة الاعلامية، ولم يستثني بن جدو أحداً موجهاً خطابه "للذين يريدون أن يبشروا بزمن التضليل الاعلامي، فلن نسمح لأحد أن يبشر بعهد التضليل الاعلامي" وخفف الإعلامي المخضرم من وقع الكارثة الإعلامية فرأى أننا "نستطيع بالقوى، وبإمكانياتنا المتواضعة، أن يكون لنا الصوت والحقيقة والإرادة، وأن تكون لدينا الشجاعة لنقول كفى، لزمن التضليل الاعلامي الذي لن نسمح به"، وشدد بن جدو على أن "زمن الإحباط قد ولى ونحن نستطيع بالاعلام والصحافة أن نقدم بديلاً جديا يرصد الواقع كما هو وليس كما يريده الآخرون".
جاء حديث بن جدو خلال محاضرة له في مدينة النبطية في جنوب لبنان، وأشار إلى الثورات العربية أنها أعادت الينا زمن الثورات والتغير الذي تمكن المواطن أن يعبر عن رأيه ويتحدى أي آلة ديكتاتورية متجذرة"، غير ان الإعلامي المحنك استدرك قائلاً: "يبدو أن القوى الكبرى لديها من الامكانيات والثغرات التي تستطيع ان تلتف على كل شيئ"، وكشف أنه "حتى في تونس ليس لدينا ثورة، وكذلك في مصر، لقد تم الإلتفاف عليهما وجعلا نصف ثورة، وإنني أمل من أهلي في مصر وتونس أن يثابروا على ثورتهم".
https://telegram.me/buratha