حذر "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى" الاميركي للأبحاث من تأثيرات الأزمة في البحرين على استقرار الأمن الإقليمي، مركزا على فكرة ان جذور الاحتجاجات الشعبية في البحرين، داخلية، أكثر من كونها مرتبطة بالتدخلات الإيرانية، مؤكدا التقارير التي تتحدث عن انقسام داخل عائلة آل خليفة الحاكمة في المنامة.
وبعدما أشار إلى ان السعودية والإمارات "تصرفتا ضد رغبات الولايات المتحدة في الشهر الماضي بإرسالها قوات لدعم حكومة الملك حمد بن عيسى آل خليفة"، قال الباحث الاميركي سايمون هندرسون أن "هناك تهديدا متزايدا تشكله إيران، وتؤدي هذه القضية إلى توتر علاقات الأمن الإقليمي".
وذكر هندرسون أن "السلطات البحرينية أعلنت حالة الطوارئ بعد الانتفاضة الشعبية التي أثارها مواطنون من الطائفة الشيعية التي تشكل الأغلبية في الجزيرة"، والتي ركزت احتجاجاتها على انعدام الفرص الاقتصادية والحريات السياسية في ظل النظام الملكي السني الذي يحكم البلاد.
واوضح الباحث الاميركي "يبدو أن جذور المشكلة تكمن في الإحباط الذي يشعر به شيعة الجزيرة من الإصلاحات التي اقترحها الملك حمد في العام 2002 والتي وضعت إطار مؤسسي لوضعهم كمواطنين من الدرجة الثانية بدلاً من عملها على إزالته".
وحول انقسام العائلة البحرينية الحاكمة، قال هندرسون أن "هناك انقساما بين المتشددين وأولئك الذين يدعون إلى أتباع نهج أكثر توافقية". مشيراً إلى ان "تدخل القوات السعودية والإماراتية جاء بعد يوم واحد من قيام نجل الملك حمد وولي العهد الأمير سلمان بإلقاء بيان في 13 آذار/مارس تعهد فيه شخصياً ببدء حوار وطني يهدف إلى وضع مبادئ تتضمن "انتخاب برلمان يتمتع بسلطة كاملة، وتشكيل حكومة تمثل إرادة الشعب، والتصويت في دوائر انتخابية عادلة".
وبرغم الخطاب التصالحي لولي العهد البحريني الأمير سلمان في 8 نيسان/ابريل الجاري، قال هندرسون "يُعتقد أنه لا يزال هناك أعضاء آخرين في العائلة الملكية الحاكمة يتبعون نهجاً أكثر صرامة، وأقل شمولاً".
وذكر هندرسون بما كتبته صحيفة "نيويورك تايمز"، في أعقاب دخول القوات السعودية إلى البحرين في 14 آذار/مارس، بان الملك السعودي عبد الله ابلغ الرئيس أوباما بأن السعودية لن تسمح أبداً بأن يحكم الشيعة دولة البحرين.
واوضح ان السعودية والإمارات "تنظران إلى البحرين باعتبارها خط أحمر في المواجهة الإقليمية مع إيران التي يحتمل أن تصبح دولة مهيمنة ومسلحة نووياً".
وربط تقرير "معهد واشنطن" بين موقف كل من زعماء السعودية والإمارات وبين ما جرى للرئيس المصري السابق حسني مبارك حيث "يفكر هؤلاء بتصرف واشنطن الذي تمثَّل بقيامها فجأة بسحب دعمها من مبارك الذي كان حليفها لفترة طويلة، يتساءلون أيضاً عما إذا كانوا هم الذين سيُقذف بهم إلى البحر في المرحلة اللاحقة".
وختم هندرسون، الباحث في "معهد واشنطن"، بالقول ان "الخبر السيء هو أن الولايات المتحدة وحلفائها في الخليج هم على خلاف حول كيفية تحقيق تقدم سياسي في البحرين. وإذا لم يتم إيجاد حل لهذه المسألة، ستكون علاقات واشنطن مع المنامة أكثر إشكالية، وعرضة للاستغلال من جانب إيران".
https://telegram.me/buratha