واصل خطباء الجمعة في المنطقة الشرقية إدانة استخدام الأمن البحريني المدعوم بقوات خليجية القوة العسكرية ضد دعاة الديمقراطية في البحرين.
وفيما انتقد بعض رجال الدين الشيعة "التعتيم الإعلامي" لما يجري على أرض البحرين، انتقد البعض الآخر بشدة تطييف الحركة السلمية للشعب البحريني.
وكان الأمن البحريني مدعوما بقوات خليجية شن هجمات وحشية على مدى الأيام الماضية ضد المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية والتي خلفت وراءها القتلى والجرحى.
الشيخ الزاكي يطالب بخروج قوات درع الجزيرة:
طالب الشيخ عبد الجليل الزاكي في خطبة الجمعة بمدينة سيهات خروج قوات درع الجزيرة من دولة البحرين واصفاً مشاركتها في قمع المتظاهرين ب " التدخل السافر في الشئون الداخلية".
وقال الزاكي ان مايحدث في البحرين يعتبر من الشئون الداخلية والتي يمكن حلها، لا أن تحول إلى تأزمات تثير مشاكل في المنطقة بحسب قوله.
وأشار في حديثه إلى ان الشعب البحريني يطالب بالحرية وإلى الأصلاحات السياسية والإجتماعية والاقتصادية إضافة إلى الإصلاحات في جهاز الأمن. ونوه إلى انه لو اعطي الشعب البحريني حقوقه "ماكان ليحصل ماحصل".
وناشد المنظمات العالمية والإنسانية والحقوقية في كل العالم أن تتدخل لإيقاف "حمامات الدم، والحركات الشنيعة المغالية والمعادية التي تنم عن إثارة طائفية في البحرين".
وعلى صعيد التظاهرات التي خرجت في محافظتي القطيف والأحساء فقد طالب الشيخ الزاكي رجال الأمن إلى ضبط النفس وأن لا يتعدوا على المواطنين وخاطبهم قائلا "هذه المسيرات سلمية".
وكما ناشد المسئولين إلى إطلاق سراح السجناء «المنسيين» التسعة الذين تحتجزهم السلطات السعودية منذ 16 عاما.
السيد السلمان ينتقد التعتيم الإعلامي لاحداث البحرين:
وفي الأحساء اعتبر السيد هاشم السلمان مايحدث للشعب البحريني بأنه "مروع ومؤلم" مؤكدا ان التعاطف معهم جاء من منطلق إنساني وديني وإجتماعي.
وقال أن من حق الشعوب ان تتفاعل مع بعضها البعض كما تتفاعل من جهة أخرى الحكومات فيما بينها.
وانتقد التعتيم الإعلامي الذي غيب احداث البحرين عن الساحة الإعلامية وأشار متهما وسائل الإعلام إلى أنهم "لم ينصفوا أهل البحرين كما أنصفوا سائر الشعوب".
ودعا السيد السلمان المسئولين إلى وقف "سفك الدماء والقتل في البحرين" مؤكدا على معالجة الموقف هناك بالحكمة والإستماع إلى المطالب.
وعلى الصعيد الوطني أكد السلمان على حق العدل والمساواة بين المواطنين الشيعة وغيرهم وطالب مسئولي الدولة بالقضاء على ظاهرة التفريق المذهبي ودعاهم على نشر ثقافة الوحدة ومحاربة التمييز بكل أشكاله.
وتأسف لما يعانيه الشيعة في هذه البلد من ماوصفها بظاهرة التمييز الطائفي "والتي لا تزال تعاني منه".
وناشد المواطنين على عدم التنازل عن الحقوق وعدم التوقف عن المضي نحو تحقيقها مستدركا بالقول "ولكن علينا أن نكون بمستوى الحدث والواجب وبما يقتضيه الظرف والحكمة".
الشيخ المعلم، السيد السلمانوكما ناشد المسئولين أن يفوا بوعودهم وأن يطلقوا جميع المعتقلين الذين اعتقلوا في التظاهرات الأخيرة بالأحساء وناشدهم ايضا بالعودة إلى طاولة الحوار ومفاوضة الحقوق المدنية والدينية كلها بجميع ملفاتها دون أن نختزلها في حسينية أو غيرها بحسب قوله.
الشيخ المعلم: استخدام القوة لن يحل المشكلة:
وفي الجارودية أعتبر الشيخ علي المعلم مايجري في البحرين ضد المتظاهرين المطالبين بالدمقراطية إبادة جماعية وعمل طائفي.
وقال المعلم ان استخدام الحكومة البحرينية للقوة والسلاح لن يحل المشكلة مؤكدا بأنها " ستزيد من حالة الاحتقان والعنف".
وتسائل عن سبب استخدام الأمن البحريني للقوة "المفرطة" ضد شعب اعزل وكما تسائل عن سبب استعانة حكومة البحرين بقوات درع الجزيرة "الغاشمة".
مستدركا قوله "كيف تريد من شعب يثق بحاكمه وهو يستعين بالخارج".
وضمن حديثه حمّل المجتمع الدولي مسئولية مايحدث للشعب البحريني داعيا النشطاء في العالم إلى إستنكار مايحدث من ارتكاب للمجازر وانتهاك للبيوت الآمنة وترويع النساء والأطفال والهجوم على المستشفيات.
السيد النمر يحذر من "الفتنة المذهبية":
إلى ذلك حذر السيد حسن النمر الموسوي دول المنطقة من "الفتنة المذهبية" منتقدا في الوقت نفسه اتهام الشعب البحريني بالعمالة واتخاذ الإتهام مبرر لمحاصرة المتظاهرين.
وأكد النمر تضامنه مع المتظاهرين الداعين إلى الديمقراطية مشيرا إلى أن الشعب البحريني "لم يخالف القانون وطالب بحقوقه بوسائل يكفلها الدستور".
وشدد على حق كل مظلوم في المطالبة بحقه مؤكدا ان استخدام اللغة الطائفية سوف تخل بالسلم الأهلي واصفا اياها بالنار النتنة التي ستحرق أهل الخليج كلهم.
وهاجم بعض الكتاب في الصحف قائلا "ينبغي أن ينبري كل العقلاء بأساليبهم الراقية والحضارية لتطويق هذه الأزمة بدلا من استخدام اللغة الهابطة".
وكما انتقد "الكذب الإعلامي الذي يمارس لتشويه صورة التظاهرة" وقال "المعالجة التي تم استخدامها في البحرين ضررها كبير ولا ندري ما سيحصل من التجييش الطائفي غداً. ".
الشيخ العوامي يدعو إلى تفهُّم المطالب الشعبية:
وفي القطيف دعا الشيخ فيصل العوامي في خطبة الجمعة إلى تفهُّم المطالب الشعبية من خلال فتح قنوات التواصل والحوار رافضا في الوقت نفسه اتباع الأساليب العنفية والأمنية.
وتعليقاً على الحركة المطلبية التي تشهدها بعض دول الخليج في الآونة الأخيرة قال الشيخ العوامي: إن هذه المطالب تدلّل على وجود إرادة شعبية بريئة تتطلّع للتغيير والإصلاح، وتوازيها إرادة سياسية تتمسّك بمنهج سياسي خاص.
مضيفا بالقول: لا بد من إيجاد حلٍّ صحيح للتوفيق بين هاتين الإرادتين، ولا يمكن أن يكون الخيار الأمني والأسلوب العنفي نافعاً لأنه يعقّد المشكلة ويعمِّق الفجوة.
وأكّد بأن السبيل الوحيد يتلخّص في فتح قنوات للحوار الجاد بين الإرادتين وتقديم إصلاحات مرضية للإرادة الشعبية.
https://telegram.me/buratha