أتهم أيه الله الشيخ عيسى أحمد قاسم في خطبة الجمعة الإعلام الرسمي بممارسة التحضير الجدي للصراع الطائفي، مشيراً إلي أنه لا يوجد سببٌ موضوعيٌ للصراع الطائفي المذهبي أو السياسي، وإذا وجد أي لونٍ من ألوان هذا الصراع فهو صراعٌ مفتعل، مارس الإعلام الرسمي ولازال يمارس التحضير الجدي له، وفي هذا جريمةٌ اضافية تُسأل عنها الحكومة.
وقال الشيخ عيسى قاسم: "الفساد وضعٌ شاذ، والظلم والفساد وانحراف الأوضاع وتراكم الخطأ والإستمرار في البغي طريق الهلاك، وهو منتهٍ حتماً للمجتمعات إلى الهاوية. ولذلك انصب صوت الشرائع السماوية العادلة، والأخلاق المنبثقة من خط السماء، وكل الشرائع المتعقلة على المناداة بالعدل ومحاربة الظلم والفساد".
واكد أنه "كلما طال عمر الظلم والفساد تعمقة الأزمة، وتجذرة، واتسع نطاقها، وزادة في شقاء المجتمعات، وعصب الإصلاح وكلف الكثير".
وأضاف: "ولا اصلاح ولا تغيير من غير ثمنٍ وخسائر، والمسئولية في ذلك إنما هي مسئولية الظلم والفساد الذي لابد من مواجهته وإلا محق الحياة محقا، بعدما يحولها إلى شقاء".
وبين أنه "تصعب كلفة الاصلاح والتغيير وتتضاعف كلما طال عمر الظلم، ويرجع استمرار الخسائر والمتاعب التي ترافق عملية الإصلاح إلى عدم الإستجابة إليه على ضرورته والتمسك بخيار الظلم والفساد".
وقال الشيخ عيسى قاسم: "الخسائر والمتاعب المرافقة للإصلاح لا تمثل افرازاً لطبيعته، وإنما هي من افرازات الظلم الذي يراد معالجته ومن عطاءاته الصديدية السيئة، وبسبب البنية المتردية للأوضاع والنفوس والمصالح الضيقة والحسابات الأنانية التي تعطي رد فعلٍ معاكس من جنس طبيعتها في مقاومة شرسة للإصلاح لا تعرف شيء من الدين والخلق القويم".
ورأى أن: "كل المتاعب التي تتطلبها عملية الإصلاح وإن عظمت وألمت، لا تكاد تساوي شيء من المتاعب والخسائر والكوارث التي يجر إليها استمرار الفساد والإنحراف. كلف الإسلام كثيرا، ولكن كان الإسلام ضرورة ويبقى الإسلام ضرورة، وقد وقى البشرية من هلاكٍ محتم".
وأشار إلي أن "طالب الإصلاح الحقيقيون يتحاشون أي خسارة وأي تعب لأي انسان في مجتمعاتهم تضيفها حركة الإصلاح فوق ما تتسببه وضعية الإنحراف التي يسعون لتخليص المجتمع منها، وإلا انحرفوا بما يضيفونه من خسارة عن خط الإصلاح".
وشدد الشيخ عيسى قاسم على أن الديمقراطية لا سنيةٌ ولا شيعية. وقد أكدنا أن الديمقراطية المستهدفة لا تحمل معها تغولاً لطائفةٍ على حساب الطائفة الآخرى، ولا تستبطن اقصاءً أو تهميشاً لفئةٍ على حساب فئة، مؤكداً أن هناك مطالب سياسية وطنية إذا تحققت، تحققت للشعب كله، وربحها الشعب كله، وإذا احبطت خسرها الشعب كله، ولن تكون الديمقراطية المطلوبة خاصة بطرفٍ دون طرف، فضلاً عن أن تكون لطرفٍ على حساب آخر، والرابح في ابقاء ما كان على ما كان أو ابقاءه ليس بعيداً عما كان هو النظام وحده لا غير.
وقال: "لا يوجد سببٌ موضوعيٌ للصراع الطائفي المذهبي أو السياسي، وإذا وجد أي لونٍ من ألوان هذا الصراع فهو صراعٌ مفتعل، مارس الإعلام الرسمي ولازال يمارس التحضير الجدي له، وفي هذا جريمةٌ اضافية تُسأل عنها الحكومة. وتشير بعض الأحداث أن ما حضر له قد يكون بدأ أو بدأ تدشينه على الأرض".
وأضاف: "لا جرح يحدث ولا روح تزهق في هذا المجال إلا وتتحمل الحكومة مسئوليتها، ويجب أن تتوجه المحاسبة لها من غير دخول في أي مواجهة طائفية ينكرها الإسلام، وترفضها المصلحة الوطنية، وحق الأخوة والجوار، والمصير الواحد ،والتاريخ المشترك".
وقال: "لا تكونن قابيل تقتل أخاك المسلم ـ وكلكم مسلمون ـ فتبؤ بإثمك واثمه وتصبح من الخاسرين، لا تكن قابيل تقتل أخاك السني فتدخل بقتله النار أو تقتل اخاك الشيعي فتدخل بقتله النار، وأنت في الوقت نفسه تقتل نفسك".
ودعا إلي أن يقف كل الشيعة ضد أي عدوانٍ على السني كما اوجب الدين أصلا، ولألا يُشرعُ القتل لأنفسهم. وليقف كل السنة ضد أي عدوانٍ على الشيعي امتثالاً لأمر الله أساساً، ولألا يشرعوا القتل لأنفسهم. ولا يغرين أحدٌ سنياً على شيعي ولا شيعياً على سني فإن نار الفتنة العمياء لن تستثني هذا المحرض على الشر بالخصوص.
وعبر عن إعجابه وتقدير لكل شرفاء من الرجال والنساء الحريصين على التواجد في دوار اللؤلؤة والمرابطين منهم بالخصوص خدمةً للمطالب الشعبية العادلة النبيلة وحرصا على تحقيق مصلحة الوطن لكل أبناءه وبناته واجياله القادمة، وعلى التزامهم الأسلوب السلمي الصبور، وتحررهم من ضيق الأفق الطائفي، وانضباطهم وترفعهم على ردود الفعل الإنفعالية المرتجلة، مشدداً في مطالبتي لهم بعدم التفريط في هذا الأسلوب والتخلي عنه أو عن مرابطتهم ومصابرتهم مع اخلاص النية لله وطهارة القلوب.
موقع نون
https://telegram.me/buratha