بسم الله الرحمن الرحيموَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ , إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ . السلام على شهداء ثورة الرابع عشر من فبراير الذين سقطوا في ميدان اللؤلؤة وغيره من شوارع البحرين الطاهرة ، الذين رووا بدمائهم الطاهرة شجرة العدل والحرية الطيبة ، تلك الشجرة التي ستؤتي ثمارها المباركة بتحقيق أهدافها قريبا إن شاء الله .السلام على شعب البحرين المضحي و الشجاع الذي سطر عبر حضوره المنقطع النظير في الساحات العامة رغم آلة الإرهاب الخليفي أروع ملاحم البطولة والفداء ، وكشف الوجه الحقيقي لهذا النظام المجرم ، و زلزل بحناجره الصادحة بقول الحق عرش طغاة البحرين الجبناء ، لقد رددوا ما قالته بطلة كربلاء أمام الطاغية يزيد :فكد كيدك ، واسع سعيك ، وناصب جهدك ، فو الله لا تمحو ذكرنا ، ولا تميت وحينا ، ولا يرحض عنك عارها ، وهل رأيك إلا فند وأيامك إلا عدد ، وجمعك إلا بدد .فليعلم بنو خليفة ومن وراءهم بنو سعود الذين يشدون من عزمهم وأزرهم و يفعلون ما بوسعهم لمنع هذا النظام المتهاوي من السقوط أن شعب البحرين الأبي و الشجاع بشيعته وسنته رغم التضليل و تزوير الحقائق و استخدام ورقة الشحن الطائفي قد تخرج من مدرسة الحسين عليه السلام وتعلم من عزمه وقوته وصلابته وتضحيته ، وتعلم من أنصار الحسين تلاحمهم و تكاتفهم وبأسهم وقوة بصيرتهم ودفاعهم عن الأهداف المقدسة .ما جرى في البحرين من مجازر وحشية بحق المدنيين الأبرياء العزل يثبت أن بني خليفة هم جزء من عصابة مجرمة حاقدة تحكم الخليج بالحديد والنار لا انتماء لهم لوطن ولا رحمة عندهم بشعب ولا اعتبار عندهم لأي قيمة أخلاقية او إنسانية ، وأقصى همهم التحكم في رقاب العباد و استباحة الأوطان و سرقة خيرات البلدان و مص دماء الضعفاء ، فليس عند هؤلاء الشرذمة الساقطة وازع من دين أو أخلاق أو ضمير ، ولا يضيرهم أن شعوب هذه المنطقة الحرة الأبية ترفضهم وتريد زوالهم ، حيث أنهم لا يبحثون عين تأييد شعبي ولا عن شرعية مستمدة من الشعب لأنهم أساسا لم يسيطروا على هذه البلدان ولم يحكموها بإرادة شعبية ، بل جاءوا بقوة الحديد والنار وعلى جماجم الالاف من أبناء هذه المنطقة المنكوبة بوجودهم وبأوامر ومخططات أجنبية ، ومن هنا كانت عندهم عقدة الارتباط بالأجنبي والعمالة للخارج التي يصمون بها أي حركة تظهر مطالبة بالحقوق ورفض الظلم والاستبداد .وفيما قاله الارهابي وزير القمع السعودي نايف من أن الخليج يختلف عن مصر وتونس إشارة إلى أن هذه الأنظمة قد فرضت نفسها على شعوبها بالقوة ، ومن أراد أي تغيير أو إصلاح من شعوبها فسوف يواجه بالقوة والعنف ، نعم الخليج يختلف عن مصر وتونس حيث أن نظام الحكم في هذين البلدين وإن كان في عهد الطغاة من حيث واقع الأمر ديكتاتوريا استبداديا قمعيا قد فرض الحاكم نفسه على الناس باللجوء الى الخداع والتزوير ، و لكنه يبقى نظاما جمهوريا يقوم على أساس الانتخاب في مؤسساته ومناصبه السيادية من حيث المبدأ والدستور و ينظر بأهمية الى مبدأ سيادة الشعب و حكومته ولو من حيث الظاهر ، أما في الخليج فهي أنظمة ملكية مطلقة و الكلمة الأولى والأخيرة فيها (للملك او الشيخ او الأمير) ، وأما الشعوب ومع احترامي وتقديري وإجلالي لشعوب الخليج الحرة الشريفة فينظر إليها من قبل نايف وأمثاله من ملوك البلطجة والارهاب وأئمة الاستكبار والاستبداد أنها شعوب كالقطيع يفعل بها حكامها ما يشاؤون ويوجهونها أين ما يريدون ويبيحون لها ما يرون ويمنعون عنها ما يقررون ، ونحن في نظرهم شعوب لم نصل الى الرشد لنستطيع تمييز ما يصلحنا وما يفسدنا و نقرر مصائرنا بأنفسنا ، فالشعوب برمتها بعلمائها ومفكريها و مثقفيها وطاقاتها وكوادرها لا يملكون من العلم و الوعي والحكمة والحنكة بقدر ما يتمتع به حكامها من الصفات التي فاقوا بها الكل ، ولقد كانت هذه الأنظمة تتصور أن احساسنا بالألم والذل والهوان والظلم قد تبخر بتقادم السنين ، بل من العبث أن نفكر أو نتطلع او نطمح الى التغيير والإصلاح كما هو ديدن الشعوب ، فما حاجتنا للمطالبة بالإصلاح و العدل والمساواة و المشاركة السياسية وولاة أمورنا تحكم بالعدل وتطبيق الشريعة ، وهل هذه الشعارات والمطالب والحال هذه إلا اعلان حرب على شرعية النظام والاسلام والشريعة التي يدعون تطبيقها ! ، فقد اختزل حكام المنطقة الدين الوطن وجميع القيم والمقدسات في أنفسهم وعوائلهم ، فأصبح الخارج عن طوع بنانهم خائن للدين والوطن ! ، هكذا رأونا و هكذا تعاملوا معنا وبهذه السياسة الاستكبارية حكمونا لعقود طويلة من الزمن .فليعلم نايف ونظامه الفاسد و ليعلم بنو خليفة أن هذه الشعارات الفارغة قد سقطت وولت الى غير رجعة وسقطت الأقنعة المزيفة عن وجوههم القبيحة ، وولى زمن الخداع والنفاق والتضليل ، وجاء عهد يقظة الشعوب و عزمها الراسخ على التغيير والخروج من النفق المظلم الذي صنعته سياسات الظلم والقهر و الاستبداد ، جاء عهد استرجاع الحرية و العيش بعزة وكرامة .لقد أزالت شعوب المنطقة عن كاهلها أثقال العبودية المصطنعة ، وطلقت الذل و الهوان والوهن الى غير رجعة ، وخطت لنفسها خريطة طريقها الى الحرية وتحقيق أهدافها ومطالبها بعزة وكرامة حيث أصبحت اليوم صاحبة القرار والمبادرة لفرض ما تريد بكل شموخ وكبرياء ، فأذلت طواغيتها و جبابرتها ، وأجبرتهم أن يخضعوا لها وينزلوا صاغرين عند إرادتها وثباتها على مطالبها ، لقد تفجر الالم والقهر والاستضعاف والتهميش والاذلال المحبوس في النفوس لعقود من الزمن زلزالا أسقط العروش المتعالية الشامخة بأنوفها ليمرغها في وحل ظلمها وطغيانها ، وتكسرت بفعل غضب الشعوب ثقافة ( العين لا تقاوم المخرز ) و ( الحاكم ظل الله في أرضه) وغيرها من المقولات التي روج لها سلاطين الجور للحفاظ على عروشهم وبث روح اليأس و الاحباط والصبر على الواقع الفاسد .يا أهلنا ويا تاج رؤوسنا و يا سادتنا وشرف أمتنا ويا طلائع التغيير الخليجي في البحرين اصبروا و صابروا ورابطوا واعلموا أن الله معكم وناصركم ومؤيدكم بجنود لم تروها ، واعلموا أن النصر منكم أصبح قاب قوسين أو أدنى و أن فجر الحرية قد بانت علائمه في الافق ، واعلموا أن حشد الطغاة من بني خليفة وبني سعود وحشد غير من المتآمرين من طغاة الخليج وجمعهم سيسقط تحت أقدامكم ، وسيكون مصداقا لقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) ولقوله عز اسمه : (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ , فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) .الشيخ محمد الحسين 22/فبراير/2011 18/ربيع الأولى/ 1432
https://telegram.me/buratha