المقالات

أعلان الجمهورية السفيانية ..


( بقلم : محمد الوادي )

تم اليوم في بعض الفضائيات تناقل رسالة تلفزيونية طبعآ من احد الملثمين وهو يعلن مايسمى جمهورية العراق الاسلامي . وقد حدد هذا الارهابي حدود الدولة المزعومة من الرمادي الى الموصل وصلاح الدين . ولكنه خرج عن المنطق والمالوف اكثر درجة عندما اضاف الى دولة الدم هذه كركوك واجزاء من الحلة واجزاء من الكوت وكل بعقوبة ولم يفوت عليه ان يركز على بغداد على اعتبار انها عاصمة الخلافة والتاريخ وقال نصآ الرجل " أن بغداد لنا ولن نعطيها الاعلى اشلائنا والجماجم " وهذا المسكين ومن دفعه لقراءة هذا البيان البائس يعرف ويعي جيدآ واقع بغداد على الارض ورغم ممارسة كل انواع الارهاب والقتل والبطش والتهجير وانتهاك الحرمات بحق اهلها الطيبين , لكن بقيت بغداد مثل ماهي الى اهلها الخيرين من كل العراقيين دون استثناء بكل طوائفهم وقومياتهم . اما فقط للتحليل ان تركيز هذا الملثم ومن خلفه على بغداد في بيانهم الهزيل له اسبابه التاريخية والواقعية فهم يعرفون ان الشيعة الذي تم وصفهم " بالصفوين " وهم حقيقة الامر عرب العراق وعرب أمير المؤمنين علي بن ابي طالب . هولاء وحدهم يشكلون 85% من سكان بغداد وقد اثبتت ذلك نتائج الانتخابات ونتائج التصويت على الدستور وايضآ قبل ذلك هذا واقع على الارض لايمكن ان يغيبه ارهابي حالم مريض ولم تستطيع تغيره الالاف من عمليات القتل والتفجيرات والبطش والتهجير الذي تعرض لها اتباع اهل البيت الذي يسميهم فضلات العثمانين هذا في بيانه " بالصفوين "!! .

وقد تكون اهزوجة أحدهم الذي يرأس الان قائمة في البرلمان " بغداد أنا ومانطيها " في منطقة اليرموك و بعد صدور نتائج الانتخابات وهزيمتهم الواقعية الشنيعة هي دليل واضح وصارخ على الواقع السكاني لبغداد الذي ظل يرعبهم منذ اكثر من ثمانية عقود مضت . لقد كان صدور بيان اعلان هذه الدولة البائسة هو ردآ كما ورد " على اقرار قانون الفيدرالية " وهذا حقيقة يقودنا الى تساؤل منطقي . هل الفيدرالية ضمن العراق الواحد الدستوري خيانة مرفوضة !! وتقسيم العراق الى دول عدة هو عمل وطني ومتوافق عليه .!!

 لقد اصابهم اليأس والاحباط وكأن اقرار قانون الفيدرالية كان بمثابة طلقة الرحمة على احلامهم وخيالهم المريض في اعادة عقارب الساعة الى الوراء . وكل الضجة التي اثاروها حول القانون والمزايدات انما هي بضاعة كاسدة في سوق أصابته الخسارة والافلاس . لذلك وبعد الاجتماع " الشبه مهم " لاثنين من رموز هذا النفاق والارهاب  والذي تم الاعلان عنه في الرمادي قبل ايام لم يجد اجراء او رسالة ملثمة وبائسة ومهزومة اقوى من هذه الرسالة ليمررها الى الشعب العراقي  . الذي ضحك وسخر كثيرآ من مفردات ومحتوى مثل هذه الكلمات التي تاخذ نصف العراق دون وجه حق او سند واقعي الى أقلية لاتملك من عدد للبشر والسكان حتى من يسكنها ويملأها وهذا بالضبط يذكرنا بكذبة " الكرخ السنية " الذي يحاول البعض تمريرها  للعقل الباطني للعراقيين لان الحقيقة ولاحتى نصف الكرخ سنية . ولكن للامانة لايمكن القول ان مثل هذه الافكار تمثل السنة العرب في العراق خاصة مع التذكير بالموقف الجديد لعشائر الرمادي والفلوجة في طرد ومطاردة الارهابين من مناطقهم . واصرارهم على تنظيف الطرق الدولية الى الدول العربية من عصابات الخطف والسلب والاختطاف والقتل . ومع هذا التصرف يبرز موقف واضح لاهالي تلك المناطق حتى و أن لم يعلنوا عنه بشكل رسمي . حيث طلبوا من الحكومة ومن رئيس الوزراء السيد المالكي شخصيآ ( بأن يكون مدير الشرطة والاجهزة الامنية وافراد الجيش والقائد العسكري في تلك المنطقة وكل ممثلي الدولة من مناطقهم من الرمادي والفلوجة , اضافة الى مطالبتهم بحصتهم من ثروات العراق لغرض اعمار مدنهم ) وهذا هو بالضبط جوهر الفيدرالية الحقيقي . الذي يرفضه البعض ويشهر به تحت شعارات وطنية كاذبة .

 ان العراق اليوم لكل ابنائه الخيرين باكثريته المعروفة وباقليته المعروفة ايضآ . ومن يريد ان تكون الاقلية مثل ماكانت دائمآ هي الحاكمة فهذا نوع من خيال يقود الى الركض وراء السراب وهو نوع من صوت لايسمع له طنين لانه وسط سوق الصفافير العراقي ..... !!!  وعلى من يقود ويوجه الملثمين ويحاول تمرير رسائله عن طريقهم ان يعرف هذه الحقيقة جيدآ واذا اراد العيش بكرامة واحترام في عراق اليوم عليه الرضوخ الى الواقع

التاريخي على الارض في عراق جديد تحكمه صناديق الاقتراع والأليات الديمقراطية . اما اذا أصر على دولته  السفيانية فهو حر بان ينصب خيام في الصحراء او يقيم دولة طلبانية في مدنه المعروفة والمحددة سلفآ . ولكن فلينسى بغداد فهذا بيت كل العراقيين الشرفاء وليس منهم الملثمين ولا من يدفعهم . وليتذكر ايضآ ان حصة مالية من نفط الجنوب سوف تقطع عن خزعبلاته هذه ولياخذ كل طريق طربيل ملكآ خاصآ له  .

 اما المظلومين والمذبوحين من العراقيين فيزيدهم شرف ورفعة ان لايكونوا جزء من هذه الجمهورية التي تحمل كل صفات الدولة السفيانية وشعارها التاريخي " تلقفوها "  . وهم يمدون ايديهم رغم الجراح الكبيرة ودمائهم المباحة الى الخيرين والاشراف من شعب العراق وأن الخير كل الخير في ارضهم وأن المقدسات والتاريخ كله بين ربوعهم  .

 

محمد الوادي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك