( بقلم : قاسم الخفاجي )
كل المؤشرات والدلالات التاريخيه والواقعيه تؤكد ان فترة الحكم السعودي قد انتهت وان نقيضه بدأ يتشكل وان انهيار هذا النظام قد بات وشيكا خلال المدى الحضاري المنظور والذي لن يزيد على بضع سنين . ان الانظمه السياسيه التي لا تتطور بتواز ايجابي يتعايش مع متغيرات العصر الدستوريه والحضاريه لاتوجد لديها فرصه للاستمراروبالتالي فهي تخلق نقيضها من الداخل الاجتماعي الرافض والمتصارع . ان الاحتمالات القائمه لسقوط حكم العشيره والذي يرفض اي تغيير او تعديل في بنيته المستمره منذ اكثر من سبعة قرون هي اما الغزو الخارجي وهو مستبعد حاليا لاسباب يطول شرحها او الثوره الداخليه الشامله والتي تحصل كنتيجه لاحتكار السلطه من قبل فئه محدوده جدا وانعدام العداله في توزيع الثروات وانحصارها بيد طبقه فاحشة الثراء كما لم يعهد التاريخ لها مثيلا بحيث اصبح افراد العائله المالكه يحوزون ثروات لم يرد ذكرها في الاساطير والخرافات وهو احتمال ضعيف ايضا .
اما الاحتمال الاوفر حظا فهو حدوث احتقانات شعبيه مدويه تؤدى الى حدوث ثورات وتمردات محدوده و متباعده تنهار السلطه على اثرها وربما ادى ذلك الى مجئ حكومه شعبيه مركزيه او ان تتشكل عدة دول على انقاض المملكه المنهاره وان ذلك متوقع خلال السنوات القليله القادمه حيث استنفذ نظام الحكم القبلي مبررات وجوده و استمراره .اما الخطابات الرنانه فلن يؤبه لها حين تحين لحظة التغيير التي ينتظرها المجتمع بفارغ الصبر. ان الشرق الاوسط الجديد هو ما سينجم عن سقوط حكم آل سعود وليس قبله وان الامريكيين حسبوا كل شئ بدقه .نعم هم قدموا النصائح تلو النصائح لال سعود من اجل احداث تغييرات جوهريه في بنية النظام ولكنهم جوبهوا برفض شديد من قبل الاسره الحاكمه .
ففي احدى المناسبات قال الملك عبدالله (لو اننا تنازلنا للناس عن بعض سلطاتنا فانهم سيطلبون المزيد والمزيد) وهذا يعني انه لن يسمح بأية مشاركة فعلية بالحكم وان تغييرا شكليا ومحدودا هو ما تقوم الدعايه له الان .ولذا فالامريكان أرتأوا ان يجلسوا على التل ويتفرجوا على الكيفيه التي سيسقط بها الحكم السعودي .غير انهم يخططون بسريه تامه لضمان البديل الحضاري المناسب حتى وان كان عدة دول وليس دوله واحده تكون السيطره عليها اسهل واكثر مرونة .الامريكان في احاديثهم السريه يقولون انهم لا ينتظرون من آل سعود اى امكانيه للتغيير الذاتي وانهم قد ملوا تقديم النصح لذا فهم مظطرون لترك النظام يلقى مصيره المحتوم.
https://telegram.me/buratha
