( بقلم : الدكتور محمد علي مجيد )
اتعد خطبة الجمعة إبلاغا واذكاءا، فالإبلاغ نعني به إعلام الناس وتذكيرهم بأمور الدين وسيرة الصالحين وغير ذلك من الاستشهاد في الأحاديث والآيات وهذه ما يتضمنه الشطر الأول من الخطبة أما الإذكاء فيقصد به ألنهوض بالروح المعنوية لدى الفرد وتعميق شعوره بالحماس العقلاني للإسلام وما يتضمنه من أساليب العيش الكريم وحرية الفرد وما إلى ذلك من أمور الدنيا وهذا ما يتضمنه الشطر الثاني من الخطبة ولابد أن يكون الخطيب مؤهلا بارعا في كلامه ملما على اقل تقدير بالفقه واللغة وكلما كان على قدر من العلم كان على قدر من الإبلاغ والإذكاء.
للقد حورب الأمامية( أئمتهم وعلماءهم) على مدى عصور من إقامة هذه الخطبة لأسباب يعلمها المتطلعون وهي لا تخفى أيضا على المتتبع الفطن وذلك لأسباب سياسية ومصلحيه وهذه الأسباب مرتبطة بإزاحة الحق وتغليب الباطل وقد خاب ظن هؤلاء لأن القرآن أشار:
" بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق" سورة ألأنبياء ألآية 18...."
وتعني هذه الآية في مضمونها العام أن الحق سينتصر ولو بعد حين.
أن انتصار الإرادة الخيرة في عراقنا الحبيب بعد إزاحة الكابوس من حزب وطاغوت تمثل انتصارا للحق ونذكر في هذا الصدد خطب الجمعة للشهيد الصدر في عهد الطاغوت وشجاعة هذا الرجل الذي جسد إباء آل البيت وكانت تمثل صيحة الحق على الباطل الذي أزيل ولو بعد حين ، هكذا كان رجال الأمامية لايخشون في الحق لومة لائم حتى لو أدى ذلك إلى استشهادهم فهم يسيرون في هدى القران ذلك قوله تعالى:
" أن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم" سورة الآية الإسراء الآية 9..... "
ففي يوم الجمعة المصادف 6/10/ 2006استمعت إلى خطبة سماحة السيد صدر الدين القبنجي في النجف الاشرف وكانت خطبة معبرة تتضمن ما وصفناه من المراد من خطبة الجمعة وهذا السيد أهل لها فقد عبر بصدق عن مشاعر العراقيين الحقيقية ولجميع طوائفهم سنة وشيعة وأكرادا وتركمان وقوميات أخرى فقد أحسن قولا عندما قال أن العراقيين تحرروا فعلا وقد استطاعوا أن يؤثروا في المجتمع الدولي بأن يكون بصفهم بدلا من صف الطاغية صدام وأعوانه وهذا بحد ذاته كسب ونصر وقد تطرق إلى إرادة العراقيين في الحفاظ على المكتسبات التي تحققت وستتحق أكثر بعد إزالة المعوقات التي يفتعلها بقايا الزمر المجرمة وهم زائلون حتما لأنه باطل مايعملون وان أفعالهم تدل على سوء نواياهم، فهم يتعللون بمحاربة المحتل وأي محتل يقصدون ؟ فهل هم يحاربون المحتل فعلا فأين هم من محاربة إسرائيل؟ فقد قدم إلى العراق كما ذكر هذا الخطيب الجليل اكثرمن (7000) إرهابي من دولة عربية مجاورة على زعم محاربة المحتل ولم يذهب فرد واحد عندما هاجمت إسرائيل لبنان واحتلته كذلك الحال في فلسطين فأي أمر يقصدون؟ أن قصدهم قد اتضح وتبين كما يتبين الخيط الأبيض من الأسود من الفجر أنهم يقتلون العراقيين وهذه مفخخا تهم وعبواتهم وأحزمتهم الناسفة سلطت على الأبرياء وعلى أهل العلم وعلى الرياضيين وعلى كل شريف يريد أن يبني بلده، ولذلك تكلم هذا الخطيب الشريف في مقام آخر أن الخطاب العربي هو الذي يدعم هؤلاء ويمولهم وقد ذكر كشاهد على ذلك ما صرح به ذلك المستجدي من صدام رئيس اليمن علي عبد الله صالح الذي يخالف اسمه أقواله وهو كمن يتحسر على العراقيين وان نظام صدام أفضل لهم من نظام ديمقراطي يعج بالدم.
لان عجب هذا الخطيب من كلام عبد الله صالح هناك أعجب منه فأن لهجة عربان الدول المجاورة تردد نفس النغمة وكأنما صدام أذاق العراقيين حلوا وانه مظلوم بإزاحة عرشه وان العراقيين قد حصلوا على الظلم بالقتل من بعده فأي افتراء هذا الم يقتل العراقيين حاليا هم المتباكين على صدام وعلى العطايا التي كانت تمنح لهم بدون حساب . أننا نحتاج إلى التذكير الدائم بالجرائم التي ارتكبت بحق شعبنا وسكوت الألسن التي أخرسها الطمع حيث كانت تنعق مع كل ناعق.
https://telegram.me/buratha
