المقالات

الطفرة النوعية


( عبد الكريم الجيزاني )

شكل قرار تشكيل اللجان الشعبية الذي تضمنته وثيقة العهد(وثيقة رمضان)الموقعة من قبل قادة الكتل السياسية خطوة جريئة وإيجابية وهي بلا شك خطوة في الاتجاه الصحيح لبلورة لجان من الكتل السياسية وعلماء الدين والعشائر والقوات الوطنية العسكرية العراقية تأخذ على عاتقها في المستقبل القريب إن شاء الله التصدي لزمر التكفير والارهاب في اغلب مناطق العاصمة بغداد لوقف نزيف الدم وإيقاف التدهور الامني الذي تسببه بقايا النظام البائد والتكفيريون الذين عبروا الحدود من دول الجوار وأشاعوا الموت والخراب في ربوع الوطن العزيز مستغلين ومتذرعين بتواجد القوات الاجنبية-حسب إدعاءآتهم الكاذبة- فراحوا يزرعون الموت والدمار تحت مظلة الطائفية البغيضة وتحت ستار اكثر سوداوية لعودة المعادلة الظالمة التي حكمت العراق بالحديد والنار لاكثر من ثمانية عقود مضت .

هذه اللجان ولكي لاتعطي الذريعة للمتربصين بها وصيادي المياه العكرة لا بد أن تعمل ضمن آليات محددة ومدروسة وخاصة في عملية اختيار عناصرها المخلصة البعيدة عن كل ما يجعلها فريسة سهلة لاعداء العراق والعراقيين وعلى الكتل السياسية التي تدير العملية السياسية ان تشرع فوراً باختيار هذه العناصر الكفوءة التي تحمي دم المواطن وكرامته وعزته وأن لا تكون بديلاً عن المجاميع المسلحة التي عاثت الفساد في الارض اذ لابد أن يدخل هؤلاء المتطوعون في هذه اللجان الى دورات متخصصة عسكرية وأمنية وسلوكية ليتسنى لها العمل ضمن اطر إنسانية ووطنية وعقائدية لدعم وإسناد قواتنا العسكرية الوطنية لحفظ الامن داخل المناطق التي ستتواجد فيها.

إن اول من دعا لتشكيل هذه اللجان بعد دراسة واسعة ومستفيضة هو مجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ممثلاً بقائد المسيرة السيد عبد العزيز الحكيم الذي اوصى في اكثر من مناسبة وشدد مرات عديدة على تشكيلها باعتبارها الاعرف الاعلم بحال مناطقها فلا يمكن للغريب أن يدخلها لينفذ جرائمه ضد مواطنيها كما كان يفعل الارهابيون في الفترة السابقة.

ان القرار الذي أتخذته وثيقة العهد جاء مصداقاً لما ذهب اليه السيد رئيس المجلس الاعلى في هذا الطرح وأثبت صحة البرنامج ووضوح الهدف الذي سعى اليه لوأد الفتنة وتطهير مناطق بغداد من هذه الطفيليات والطحالب وإجتثاثها لينعم العراق بالامن والاستقرار، لذلك عدها سماحته قبل أيام بأن تشكيل هذه اللجان طفرة نوعية في التصدي للارهاب ووقف التدهور الامني الحاصل الأن، ولو أن اصحاب القرار الذين وقعوا الوثيقة اخذوا بهذا الطرح وحملوه على حسن النية الصادقة والهادفة لما استطاع الارهابيون من تنفيذ جرائمهم على مدى الاشهر الثلاثة الماضية عندما نادى سماحته بضرورة تشكيل هذه اللجان الشعبية ولما أهدر الوقت ولاقتربت ساعة الخلاص من شرورهم وجرائمهم.

نقول إن على الفرقاء الذين دخلوا الى العملية السياسية أن يضعوا ثقتهم الكاملة باخوانهم العراقيين البناة الحريصين على وطنهم وشعبهم، فهم الذين قارعوا الدكتاتورية والاستبداد وضحوا بالغالي والنفيس لتحرير الشعب العراقي من الظلم والقهر ودفعوا ازاء ذلك اغلى التضحيات بالانفس والاموال والوقت. فهم ليسوا طلاب دنيا ولا طلاب منافع خاصة وإن منفعتهم الحقيقي تكمن في منفعة الشعب العراقي بكافة اطيافه وطوائفه وهذا ليس منة منهم على احد فهو تكليفهم الشرعي والوطني والاخلاقي إزاء ابناء شعبهم المظلوم. وعلى الآخرين أن يشدوا على ايدي المخلصين في مقارعتهم لفلول الارهاب الاسود وتخليص البلاد والعباد من شرهم ودمارهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك