( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )
ليس غريباً ولا جديداً أن يقف العراقيون وبموقف موحد ومتراص لمواجهة الارهاب وإيقاف نزيف الدم سواء على مستوى المرجعية الدينية أو القادة السياسيين الكبار أو على مستوى الكتل النيابية أو الكيانات السياسية واتخاذ خطوات جريئة وسريعة لمعالجة الملف الأمني وقد تعددت المواقف وأتسعت لتشمل كافة مكونات الشعب العراقي الحريصة على الدم العراقي الطاهر وعلى سلامة التراب الوطني وحفظ الثروات والوصول الى الاستقلال الناجز بأسرع وقت ممكن.
فعلى صعيد المرجعية الدينية طالب سماحة اية الله العظمى الشيخ بشير النجفي الحكومة العراقية بذل المزيد من الجهود لوقف نزيف الدم ومطاردة وملاحقة الزمر الظلامية من اتباع النظام البائد من الصداميين وفلول التكفيريين القتلة وتخليص الشعب العراقي من جرائمهم ودمارهم والتخلص من ومحاولاتهم في العودة للسلطة مرة اخرى. من جانبه اكد الاستاذ مدحت المحمود رئيس مجلس القضاء الاعلى على ضرورة إحالة المجرمين الى القضاء دون تأخير لينالوا جزاءهم العادل وذلك في مأدبة الافطار التي اقامها فخامة نائب رئيس الجمهورية الدكتور عادل عبد المهدي لرجال القضاء والذي اكد خلالها على ضرورة توفير النزاهة والشفافية والعدالة من خلال استقلال القضاء وضمان عدالته فيما أكد الاستاذ السيد جعفر الموسوي رئيس هيئة الادعاء العام على ان محاكمة الطاغية المنبوذ في قضيتي الدجيل والانفال لا تتعارض مع محاكمة رئيس النظام البائد وجلاوزته في قضية ضرب الانتفاضة الشعبانية عام1991 والتي استكملت تحقيقاتها ورفعت للادعاء العام وبعد استكمال القضايا الفنية المتعلقة بهذه الجريمة سوف يساق هؤلاء المجرمون الى المحاكمة عن هذه الجرائم البشعة. وفوق هذا وذاك جاء اعلان السيد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي عن اتخاذ آليات لوقف نزيف الدم من خلال تشكيل لجان فرعية من الكتل السياسية ورجال الدين والعشائر لمتابعة الارهابيين والتصدي لهم بكل قوة وخاصة بعد توقيع ممثلي الكتل النيابية على ميثاق شرف سميت بوثيقة العهد لوقف الاحتقان الطائفي والقضاء على القتل الطائفي والذي يعتبر اللبنة الاساسية في دعم المصالحة والحوار الوطني والتي سترى النور خلال الايام القليلة القادمة.
هذه الخطوات المباركة سوف تشكل سياجاً آخر ومصداً كبيراً لدعم الصفحة الثالثة من خطة امن بغداد الكبرى التي ابتدأت منذ شهرين تقريباً وحاصرت الارهابيين من الصداميين والتكفيريين في او كارهم فقتلت وأسرت الكثير منهم فيما ولى الآخرون هاربين امام ضربات قواتنا الوطنية المسلحة، هذه الانتصارات على الارهاب شكلت رسالة واضحة لمن يقف في الخندق الآخر مستخدماً أخس الوسائل لعرقلة العملية السياسية في رهان خاسر وبعد افتضاح نواياهم الشريرة فلم تعد شنشنتهم وجعجعتهم الفارغة ان تفت في عضد بناة العراق الجديد، ولعل ما سيحفظ لهم ارواحهم هو تسليم انفسهم قبل فوات الاوان وبعكسه سوف لايجدون أي ملاذ يحميهم او يقلّ عثارهم او يؤمن لهم حاضنة اخرى خاصة بعد اتساع مواجهة ابناء عشائر العراق الغيورة لهذة الزمر الضالة وملاحقتهم تحت كل مدرٍ او شجر.
إن عودة العهد الظلامي من جديد للعراق هو ضرب من المستحيل وهم يعرفون ذلك جيداً وإن دعاة هذه العودة لا يمكن ان نصف احلامهم هذه إلا بأحلام العصافير ذلك ان ابناء الشعب العراقي اليوم اصبحوا اكثر حرصاً وتصميماً للحفاظ على كل المنجزات التي جاءت بها العملية التغييرية الشاملة ولا مكان لاعداء العراق من المخربين والجزارين الذين تلوثت ايديهم بدماء العراقيين وإن مصيرهم المحتوم اصبح قاب قوسين او أدنى من ذلك وإن ساعة الحسم آتية بلا شك بعون الله تعالى. هدفها التظليل وحرف الأنظار
https://telegram.me/buratha
