( بقلم : المحامي طالب الوحيلي )
مدينة الصدر هذه المدينة التي حفلت من اللبنات الاولى لدورها الفقيرة على الارض البوار لتنمو فيها تلك الاشجار الطيبة التي سرعان ما اثمرت معاني الثورة ومفرداتها فكانت وما تزال بحق مصدر رعب الطواغيت من البعثيين والطائفيين الذين استهدفوها اليوم باشد وسائل القتل مفرغين غلهم وحقدهم الدفين باكبر عدد من اتباع مذهب اهل البيت(عليهم السلام) في بغداد بعد ان انتهت صفحة التصفية الطائفية العنصرية لنظام الطاغية المهزوم وما رصده لهذه المدينة من ادوات تخريب ووسائل تزيد من اهلها الحسرة والحرمان من ابسط مقومات الحياة وحقوق الانسان بما في ذلك ابتلاؤها بانها قرنت باسم ذلك الطاغية وكل ذلك زيادة في التنكيل باهلها الذين اعلنوا ثورتهم عليه منذ اليوم الذي وطئت قدمه القذرة شوارعها حيث هتفوا امامه (الخاين شعبه انكص ايده) مما زاد في حقده وتوجه من خطر هذه المدينة لاسيما وهي مصدر المواكب الحسينية و قاعدة من قواعد مدرسة الطف لذا كان هذا الامر سبباً من اسباب موجة الاعتقالات واحكام الاعدام او التغييب الابدي.
ولد شهيدنا السعيد اكرم مهدي كاطع في هذا المحيط أي عام 1985 ولم يمهله الظالمون اكثر من سنتين في كنف ولده وحنانه حيث استشهد والده على يد زمرة صدامية خلال مداهماتهم وترصدهم لمحبي اهل البيت(عليهم السلام) والموالين لهم والمترددين على زيارتهم واحياء ذكرهم ونشا شهيدنا السعيد مع امه الصابرة واخيه الذي يكبره بعام واخته الصغيرة في كنف اعمامه وتاثر بخطهم الرسالي والتزامهم بمرجعيتهم الرشيدة وقد فاضت فيه روح حب الحسين (عليه السلام) وثورته المقدسة وكان برغم صغر سنه من السباقين في خدمة المواكب واحياء مراسم عاشوراء وحضور الاحتفالات والمواليد ووفيات الائمة المعصومين (عليهم السلام).
وكان شهيدنا السيد مثالاً للشباب المثابر المجد في سبيل علو خط المرجعية وارجحيتها لاسيما تعلقه برموزها ودفاعه الصادق عن المواقف الموضوعية في استمر في احياء المناسبات الدينية ومسيراتها الاسطورية وقد شارك في الزيارة الشعبانية الاخيرة خادماً للزوار وعيناً ساهرة على حمايتهم حتى انتهاء تلك المراسم وعودة الوفود من كربلاء المقدسة ليكون على موعد مع ملّة الغدر والكفر وذيول صدام اللعين حين تربصت زمرة تكفيرية في منطقة الدورة للزوار، وقد اغتالته تلك الايادي الملطخة دائماً بدماء شعبنا العراقي، وظلت جثته الطاهرة مجهولة في العراء مشوهة المعالم حتى تم الاهتداء اليها يوم 10 ايلول 2006 فلعن الله قاتليه، وحشره مع الصفوة الطاهرة ممن استشهد بين يدي سيد شهداء الحسين(عليه السلام)، وقد نعته مؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الاسلامي في بيان لها جاء فيه:
انضم الى قافلة المسار الحسيني الشهيد (اكرم مهدي كاطع)الذي طالته أيادي المجرمين التكفيريين في منطقة الدورة بعد مراسم الزيارة الشعبانية، ونحن اذ نتقدم بأحر العزاء الى أسرة وذوي وأصدقاء الشهيد انما نجدد معه ومعهم العهد على التمسك بطريق اهل بيت النبوة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ومع اننا نفتقد بغيابه شابا عقائديا رساليا صلبا لكننا نرى في استشهاده ومن سبقوه تثبيتاً لأركان امر اهل البيت(عليهم السلام) ودعماً لمبادئهم الرسالية الصادقة.
انا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
مؤسسة شهيد المحراب(قدس) للتبليغ الاسلامي
https://telegram.me/buratha
