المقالات

الإرادة الشعبية هي التي تقرر


( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )

قلنا ونقول ونؤكد مرة اخرى ولكي لا نسمح لمن يريد ان يصطاد بالماء العكر حول ما يثيره البعض من اشكالات على فيدرالية العراق التي نص الدستور العراقي الذي تم اقراره بالاستفتاء العام في 15 / 10 / 2005 على حق تشكيل الاقاليم وبأن يسن مجلس النواب في مدة ستة اشهر من تاريخ اول جلسة له قانوناً يحدد الاجراءات التنفيذية بتكوين الاقاليم. هذه الاجراءات هي كمن يحصل على جواز سفر يحتفظ به لحين ان يقرر السفر أي بمعنى ان سن القانون المتعلق بتشكيل الاقاليم ليس الغرض منه البدء بالتنفيذ وانما هي مرحلة ابتدائية تلحقها مراحل تأسيسية قد تستغرق اعواماً عديدة مع التأكيد ان اتخاذ مثل هكذا قرار متروك لرأي الشعب العراقي سلباً وايجاباً ولا يمكن لاحد ان يرفضه خلاف الارادة الشعبية والعكس صحيح فليس هناك اذاً من يستعجل في تشكيل الاقاليم.

اما مسألة الموارد المالية وهي التي اثارت حفيظة البعض فقد حددتها مادة دستورية تقول: "تخصص للاقاليم وللمحافظات حصة عادلة من الايرادات المحصلة اتحادياً تكفي للقيام باعبائها ومسؤوليتها مع الاخذ بعين الاعتبار مواردها وحاجاتها ونسبة السكان" فهل يعقل بعد ذلك ان تبقى مناطق واسعة من العراق تعيش حرماناً كما كانت في عهد النظام المقبور وهل يعقل ان اصحاب الارض لا يمكن ائتمانهم وهم اصحاب المصلحة الحقيقية في هذه الموارد لبناء مدنهم وبناهم التحتية؟!.

التفسيرات هذه لا تستند الى اية قاعدة قانونية وانما يراد من خلالها خلط الاوراق والتضليل وتضبيب الاجواء دون طائل. القيادات السياسية التي تبنت هذا المشروع قد اكدت وفي اكثر من مناسبة ان تشكيل الاقاليم سوف يسد الطريق امام عودة الدكتاتورية مرة اخرى الى الحكم كما انها تساعد في الحفاظ على التوازن الاجتماعي والسياسي اذ ليس من المعقول ان يحكم العراق باكثر من نظام سياسي وكمثال على ذلك فيدرالية في الشمال ومركزية في الوسط والجنوب.

المحاولات التي يريد البعض من خلالها القضاء على المنجزات الكبيرة التي تحققت بعد سيل من الدماء والارواح الطاهرة عليه ان يقرأ التأريخ الجهادي والنضالي للشعب العراقي جيداً وان يتخلى عن الروح العدوانية التي لا تخضع لاعتبارات انسانية او اخلاقية او شرعية خاصة اذا علمنا ان اغلب شرائح الشعب العراقي قد دخلت عملية البناء الجديد واقتنعت به والتفت حول حكومة الوحدة الوطنية وساهمت بشكل فاعل في انجاح المصالحة والحوار الوطني وهذا ما سد ويسد الطريق بالكامل امام حجم التحولات الكبيرة الجارية على كافة الصعد السياسية والعسكرية والاجتماعية والثقافية والخدمية.

ان مستقبل الايام القادمة يبشر بالخير وان الارهاب الذي حاول اعاقة مشاريع البناء الجديد قد بدأ يلفظ انفاسه الاخيرة وان صحوة العشائر العراقية الغيورة اصبحت بمثابة المسمار الاخير الذي سوف يدق في نعش التكفيريين والصداميين المجرمين!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك