المقالات

ماساة العراق: الضحية والقاتل تحت سقف واحد ولابد من حل


( بقلم : د. علي الحسيني )

محنة العراق بلغت حدا لايطاق واصبح المؤرخون والكتاب من العراق يصفون معاناة الشعب العراقي وخاصة الاكثرية الشيعية قد بلغت حدا يمكن اعتباره "محرقة" جديدة خاصة اذا اخذنا بنظر الاعتبار الاعداد الكبيرة منهم الذين هلكوا على يد نظام صدام خلال ثلاث عقود من الاعدامات والمقابر الجماعية واكثر من عقد من التجويع والحصار الدولي واكثر من ثلاث سنوات ومئات الضحايا الذين يسقطون كل يوم او يموتون صبرا منذ احتلال العراق وانهيار النظام الدكتاتوري في نيسان 2003 (راجع الاحصائيات المنشورة في الصحف والمجلات المعتبرة).. فقد استمرت المقابر الجماعية ولكن على مفترق الطرق وفي الاسواق والحسينيات والجوامع كجزء من مسلسل ابادة جماعية لكسر شوكة وارادة الاكثرية الصامدة من ابناء شعبنا حين يسقط يوميا اكثر من مائة قتيل واضعاف هذا العدد من الجرحى والمعوقين يوميا والعالم يراقب كل ذلك بصمت وعدم اكتراث رغم التغطية الاعلامية الواسعة لهذه الاعمال الاجرامية، وكان هناك مؤامرة صمت كبرى بل وتطلق هناك تبريرات جوفاء لما يحصل من قبيل جذب الارهابيين الى الساحة العراقية حتى تبقى الولايات المتحدة واووربا في مامن من الارهابيين رغم ان الواقع يخالف ذلك... فيااحرار العالم المتحضر الى متى يستمر نزيف الدم العراقي؟ والى متى تبقى امريكا متورطة وهي تفقد هيبتها في العالمين العربي والاسلامي بل في المجتمع الدولي باسره وتزهق ارواح الشباب الامريكي ضحايا المجموعة الصهيونية المسيطرة على السياسة الامريكية خدمة لمصالح اسرائيل على حساب مصالح امريكا؟اليوم ورغم التطورات السياسية المهمة التي حصلت باتجاه بناء عراق ديمقراطي تعددي موحد يبدو الساسة العراقيون امام امتحان عسير لتصعيد ادائهم الوطني والاداري واتخاذ خطوات جريئة لمعاقبة القتلة والمفسدين وتمييز القاتل الارهابي او الحاضن للارهاب ومعاقبته فورا بعد ثبوت الجرم وذلك من اجل حماية الضحايا الابرياء وسد الطريق على المجرمين والمنافقين من ولوج العملية السياسية واختراق الاجهزة العسكرية والامنية مستغلين سماحة حكومة الوحدة الوطنية ومشروع المصالحة الوطنية الذي لم يحدد ثوابت العدالة والانصاف ولم يتوجه للقيادات الشعبية الاصيلة صاحبة المصلحة الحقيقية في استتباب الامن والاستقرار في عراقنا الجريح وتوفيرالحماية الكافية لضحايا الارهابيين من الصداميين وحلفائهم التكفيريين: كما راينا ماحصل في مدينة الصدر والشعلة مؤخرا.ان المجتمع الدولي قد اعترف بوجود ازمة كارثية في العراق وهي افرازات بقاء جيوش القوات المحتلة كماجاء على لسان السكرتير العام للامم المتحدة كوفي عنان وهذا يستوجب من رئاسة الحكومة العراقية السعي الجاد الى استصدار قرار من الامم المتحدة بانهاء ظروف الاحتلال وتحويل وجود قوات المتعددة الجنسيات الى قوات حفظ سلام واعمار مؤقتة ويرافق ذلك اسراع في تسليح القوات العراقية المسلحة وقوات الامن وحرس الحدود بالمعدات والاسلحة اللازمة لاداء المهمات والواجبات المناطة بها مع حصانة وكفالة دولية واقليمية يمكن للولايات المتحدة ان تكون الرائدة فيه لمنع حصول انفلات امني او عدوان خارجي على العراق حتى يستكمل بناء جيشه ومؤسسات الدولة وبهذا نضع حدا لصراع الارادات والمصالح الدولية والاقليمية على الساحة العراقية وتفقد الجماعات المسلحة المدعومة من الخارج مبررات الاقتتال بالوكالة عن الجهات الداعمة لها... وهذه حقيقة مرة نضعها امام اخواننا المسؤولين في الحكومة العراقية الحالية ونامل ان يتلقفها اصحاب الراي والحل والعقد في الحكومة والبرلمان ويطرحون على بساط البحث اولا ثم التطبيق كمخرج للحالة الماساوية والاوضاع المتردية التي يعاني منها اهلينا في العراق، والارادة الامريكية مهيئة هذه الايام، لمناقشة هذا المقترح، فتكاليف الحرب عليها بلغت حدا لايطاق باعترافها، وتقدر بحوالي معدل 9 (تسعة) مليارات دولار شهريا(مقالة باتريك سيل في جريدة الحياة 29 9 2006- ولانهاية في الافق لهذه الكارثة) والمعارضة داخل امريكا ضد الاستمرار في احتلال العراق تتنامى بسرعة هذه الايام بل حتى داخل ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش.لقد ضاقت جماهيرنا الشعبية العراقية ذرعا باستمرار حرب الابادة الجماعية والمحاولات المتكررة لاشعال حرب(طائفية) اهلية تحرق الاخضر واليابس وليس فيها منتصر والمستفيد الوحيد منها اعداء العراق والتي يرى البعض انها قادمة لاسمح الله، وعلى المخلصين من ابناء شعبنا، ومحبي العراق العمل الجاد على ايقاف هذه الابادة بعد ان غض المحتل الطرف عنها، وعلى شعبنا الصابر النهوض والعمل يدا واحدة للخروج من مخطط الابادة وعدم الخضوع لترويع الارهابيين ضيوف الاحتلال وجنود الشيطان.د. علي الحسينيع. التعبئة الشعبية العراقيةwww.newiraqforall.comalitahseen14@hotmail.com
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك