المقالات

ازدواجية المعايير‍


( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )

اصدرت هيئة حارث الضاري بياناً طالبت فيه الدول العربية وجامعتها بالتدخل في الشأن العراقي ومنع قيام الفيدرالية في هذا البلد. ومع ان هيئة الضاري كثيرة الشكوى مما تسميه بالتدخل الاجنبي في الشأن العراقي، الا انها فعلت ما كانت ولا زالت تشكو منه وتلك سياسة اقل ما يقال فيها بانها سياسة مزدوجة المعايير بل يمكن وصف تلك السياسة بالمتناقضة.

ان دعوة الدول العربية للتدخل في الشأن العراقي من اجل اعاقة او تعطيل دستور هذا البلد الذي صوت عليه الشعب ونال الاغلبية بالقبول انما يعني الخروج على مألوف عراقي ودولي ايضاً، ويعد هذا الطلب بالتدخل في العراق خروجاً على استقلال العراق اولاً وعلى الشرعية والمواثيق الدولية التي تمنع ذلك ثانياً.

فالشأن العراقي لا يجوز ان يتدخل فيه أي طرف اقليمي او دولي الا في حالات محددة وبموافقة جميع الفرقاء والاطراف السياسية والاجتماعية.. اما ان يدعو طرف من بين تلك الاطراف دولاً اخرى لتعطيل دستور هذا البلد وتجاوز ارادة ابنائه فان ذلك يعد استخفافاً باستقلال وكرامة شعب بكامله وهو على ذلك يعد بادرة خطيرة وغير مسبوقة في العرف السياسي.. فلم يسمع حتى الآن بان جهة او مكون في بلد ما قد دعت او دعا دولة او دولاً اجنبية لتغيير قوانين البلاد والغاء دستورها ولعل هذه الهيئة هي السباقة الى هذا ببدعتها غير المألوفة وغير المعروفة في التأريخ الحديث.

ثم اذا ما كان أي طرف يعلن في كل مناسبة بانه ضد مبدأ التدخل في الشأن المحلي لاي دولة من دول العالم ويشكو من ان العراق يعاني من مشاكل لا حصر لها جراء التدخل الاجنبي.. فكيف يجوز لهيئة الضاري ان تحلل ما هو لصالحها وتحرم على الآخرين مما لا يتوافق مع مصالحها؟‍

بالتأكيد تلك سياسة ممجوجة ومدانة فالتدخل الاجنبي اياً كان عربياً او دولياً امر مرفوض باي شكل من الاشكال وكما كانت تقول هذه الهيئة وتصف او تتهم بعض من يطلبون معاونة الجيران في تخطي العقبات التي يعاني منها البلد وتصفهم بالخيانة والعمالة فان كان هذا هو مقياساً يظل صحيحاً في جميع الحالات فان دعوة الدول العربية للتدخل في الشأن العراقي والغاء الدستور وتعليق الفيدرالية لا يمكن ان يوصف بغير ما تتهم به هيئة حارث الضاري كل من يدعو دول الجوار او الدول البعيدة للتدخل في الشأن العراقي.. فالقياس هنا جائز والحكم على اساسه معقول، خصوصاً اذا كان من يدعو الاجانب للتدخل يضع القياس في اولويات احكامه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك