المقالات

المخدرات اعلان مؤجل للموت وخطر يتهدد العراق


( بقلم : نزار عبد الواحد الراضي )

لعل المتابع اللبيب يلحظ ان هناك انتشار غير مسبوق لتهريب وتجارة المخدرات في العراق واوضح الامثلة هو الكميات الكبيرة المضبوطة منها من قبل القوات الامنية العراقية في اغلب المحافظات الحدودية كميسان والنجف والمثنى والبصرة والناصرية وواسط وكربلاء والانبار والتي يعلن عنها بصورة شبة يومية في وسائل الاعلام المختلفة مع تعدد انواعها من الحشيشة والترياق والكوكائين وانواع من الاقراص المخدرة واقراص الهلوسة الي تتداول في الاسواق والاحياء السكنية .

والمؤكد ان الكميات التي نفذت باساليب التموية والغش الصعبة الاكتشاف على اجهزتنا كونها حديثة العهد بمثل هذة الحجم من عمليات التهريب المنظمة والتي تديرها مجاميع وافراد ذوي نفوذ مالي كبير اكثر من الكميات التي تمت عمليات ضبطها .

وان المراقب لهذه الظاهرة سيكتشف بوضوح ان مشكلة أساسية بدأت تطفو على السطح وهي تصاعد معدلات الإدمان على تعاطي المخدرات في العراق وخاصة المحافظات الجنوبية بوصفها المعبر الحدودي الواسع لتسلل مروجي تلك المادة ، حيث يشكل المراهقون والشباب النسبة الأكبر بين الذين يتعاطون تلك المخدرات التي تتنوع في أشكالها ونوعياتها ودرجة فعالياتها التخديرية.

وفي إحصائية أجراها برنامج مكافحة المخدرات التابع لوزارة الصحة العراقية وألقيت خلال الندوة الوطنية الشاملة لمكافحة المخدرات للفترة من الأول من آيار2003 ولغاية 31 آب 2004 تبين ان هناك 2029 مدمنا من المسجلين وخلال شهرين فقط، حيث بلغ عدد المدمنين الذين ترددوا على العيادات الخاصة للعلاج في في احدى المحافظات الجنوبية وحدها بلغ 286 حالة من بين العدد الإجمالي للمدمنين الذي يشكل 5% من سكان المحافظة، من واقع المعاناة برزت الكثير من الحالات التي تحتاج التامل والوقوف عندها واثيرت في اكثر من مادة درامية او قصصية حكاية الابن المفجوع بدوامة الفقر بينما يلوك والدة الملايين وبالتالي فان الولد يريد ان يقهر اباه بان يكون اكثر منه جاها وهذا لعمري مايحدث للكثير من الشباب الذين سيقوا الى زنزانات السجون باحكام الحبس المؤبد والاخرين من العاطلين الذين لم يحصلوا على فرصة عمل كريمة .

وبين تلك الخطوط الحالكة الظلمة التي اطاحت بالكثير من طالبي الثراء السريع دون أي اعتبار لمصدر الثراء ان كان مباحا ام محرما يبرز تساؤل مشروع لماذا ظهرت حالات الادمان والاتجار والتهريب بشكل علني في اغلب مدننا خاصة في السنتين الاخيرتين ؟ اين يكمن الضعف ؟ في الواقع الامني ام في منظومة العائلة العراقية ام ان المؤامرة اكبر من تنظيرات علماء الاجتماع ؟

لذا نود ان نقول اننا كشعب اولا وكاجهزة تنفيذية منتخبة أي نابعة من ارادة الشعب ثانيا علينا ان نضع هذا الوباء الوبيل في اولويات جدول عملنا للبدء باستعداد حقيقي لمواجهة الخطر المحدق بنا فأن الموت البطيء يحيط بالكثير من الناجين من المفخخات واساطين الارهاب وعندها لايكون للحسابات والخطط والافكار أي داع وليكن هناك جزء مباشر من التنفيذ للعمل ضد كابوس لاتزال شعوب كثيرة تحت ثاثيرة المرعب . ولااخقيكم سرا ان تدوال المخدرات وتعاطيها صار موضة محببة للكثير من السذج والشباب الذي لايجد فرصا لتحقيق الذات .وبعدها نريد ان نسمع من ممثلينا في مجلس النواب أو في الكتل والاحزاب المتربعة على مقاعد المجلس بأنها ستضع برامج لمكافحة المخدرات وتعمل على تطويقها بكل السبل وستعمل على تدعيم الجهد الامني في هذا المجال وسنسمع كلمة الـتاييد على المقترح ونعرف بعدها ان لجنة شكلت من عدد من الاعضاء تباشر بمسؤولية هذا الملف الحيوي لان كل مايتعلق بحياة العراقيين يعتبرا حيويا وحتى لايفوتنا التذكير فقد ذكرنا ولات ساعة مندم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك